أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ساطع هاشم - سأرحل وانا اسف














المزيد.....

سأرحل وانا اسف


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 6392 - 2019 / 10 / 27 - 12:31
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كم انا اسف لان حياتي كلها قضيتها بانتظار زوال البعثيين والقوميين والناصريين والاخوان المسلمين اولاد الشيطان، كم انا اسف لأني لم أستطيع القضاء على الديانة الخمينية البغيضة، كم انا اسف لأني لم أستطيع القضاء على الديانة الوهابية الملعونة، كم انا اسف لأني ولدت في جيل لم يستطيع ان يترك للأجيال الأخرى وراءه حياة أفضل، سأرحل وانا اسف لأنني من ذلك الجيل الذي ترك ذريته تموت امام الرصاص بلا وطن وبلا هوية، أبنائهم مهمومين في البحث عن شمعة ولو شمعة في كهف مظلم قالوا لهم اسمه العراق، ودمائهم تغسل وجه تاريخنا المخزي في ضياء لهيب معاركهم نحو فجر الحرية
كم انا اسف
كم انا اسف
لأني سأرحل وانا اسف
……..
……..
في شرقنا المغدور وبضع أماكن اخرى مبعثرة بالعالم هنا وهناك حيث تحكمها الحروب والمحن، ولا عِلم لديهم بوجود شئ اسمه السلام، يجد الناس والحالة هكذا أنفسهم سيان ان كان عندهم لغة بصر او لغة سمع او لغة لسان أم لم يكن، ليس مهماً عندهم وجودها من عدمه، وهذا القول وما يشبهه هو ما نفهمه نحن حق المعرفة لاننا ضحاياه، ويجهله بقية سكان العالم المشغولين بحقوق الإنسان وبناء الرفاهية

أقول هذا بعد ان عدت امس الى جوار خيال شاحب رأيته على جدار الباب، وكأني أرى به جسماً يضع يديه على ركبتيه وينحني قليلا الى الامام وينتحب، وكأنه امام فراغ شاسع لا يرى ما حوله سوى لوعة الفراق، فراق الاحبة والأصدقاء وضحايا القنص والقتل على الطريقة الإسلامية
سيبزغ الفجر بنوره امام هذه الجموع البشرية المتجمعة في ساحات المدن، وسيكون بمثابة مرض عِضال لهم وهم ينتظرون لحظة الخلاص، حيث يتأهب هذا الموج البشري ليندفع الى الامام، في اعظم تحدي لآلة الغدر الدينية وأجهزتها ومرجعياتها العفنة، وهم يتخذون الحيطة في الحديث والحركة والمرور ومراقبة الجواسيس.
هل يمكن لرجل الدين ان يصل الى الرفاه والسعادة بوسائل الغدر والشر والدمار؟ هل هذه هي رسالة طبقة رجال الدين الوحشية في الشرق الأوسط لبني الانسان؟
لقد عشت ساعات مضت وانا افكر بهذا المستوى من الانحطاط والتفكير الذي نشره رجال الدين كالطاعون في بلادنا، ثم تذكرت ما قرأته يوما في مجلة او جريدة يقول المتحدث فيها باننا نحن الذين نصنع مصيرنا، اذاً اذا كان الأمر فعلاً هكذا فهل يعرف رجل الدين اليوم نفسه بانه منبوذ من الجميع؟ من كل عاقل ويتيم، من كل ثكلى، قتلوا ابنها او زوجها او اخيها، هكذا اذا صنع الأوغاد المتدينين مصيرهم بأنفسهم.
كلما رأيت دموع البشر سواءاً كان ذلك وجهاً لوجه او عبر الصورة او الفيلم التوثيقي كنت ابحث فيها عن المعاني والعبارات ثم العِبر، لانها غالباً ما تصدر عن تلك المخلوقات الضعيفة والمحطمة لانها بحكم ضعفها وانهيارها إنما تبرز سمو النفس البشرية العاجزة عن فعل الخير التواقة اليه والذي ترغب في فعله، (لا أتحدث هنا عن دموع المجرمين ومنابر الوعاظ رجال الدين السفلة)، وغالبا ما اجد نفسي في لحظات يقظتي هذه انظر من حولي واتسائل: ما الذي ينتابنا ويقوضنا ويحول بيننا وبين الصفاء؟
واعود الى صور واخبار هؤلاء الفتية المندفعين نحو انوار الحرية، كالفراشات تحوم حول المصابيح الليلة، وهم يُقتلون بالغازات السامة وكواتم الصوت، وأفكر في الصبا والشباب ولذة الحياة وبهجتها وبأفكارها العظيمة التي كان ينبغي ان يعيشون بها وقد طواها الان النسيان في عموم الشرق الأوسط بفعل الجرائم التي اقترفت والدماء التي هدرت في سبيل أهداف همجية هدامة، بدأها القوميون العنصريون العرب قبل سبعين سنة وواصلها بهمجية لا مثيل لها رجال الدين الانجاس وطبقتهم وبكل أصنافهم وكأنهم في حالة ثأر تاريخية من هؤلاء الصبية الحالمين، الذين لم يعرفوا في حياتهم القصيرة هذه غير بيانات التصفية في كل مساء تذاع.
يستحيل شفاء الجراح التي تسببت فيها حروب رجال الدين القتلة، وقد نضجت الظروف الان كلياً في الواقع العملي للاقتصاص منهم ووضعهم في الأقفاص والشروع فوراً في إزالة اثار حكوماتهم وطبقتهم المجرمة، حتى لا يرحل واحد من الجيل الثائر الجديد مثلنا وهو اسف.



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشرين الجبار
- عندما رسمني الفنان فائق حسن وطلبته
- بيض الغربان
- الشهداء القلائل
- عربات الخريف
- ستون سنة وبضع ليالي
- ضياء بلا ظلال
- السياسة في أزياء خلفاء المسلمين
- رموز الاحتجاج العالمية الملونة
- يوم المرأة البرتقالي
- اصفر الشمس والشعاع البهلواني
- شيء من تاريخ اللون الاسود في العراق
- نافذة صغيرة على الزمن
- عقيدة اللون الاخضر
- حديث اللوحة
- حصان الثورة
- الصورة في مجتمع يكره الصورة
- تأملات في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر البلشفية
- الزوال , السرعة , والميكانيكا الكلاسيكية
- العباءة السوداء والعمامة السوداء


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ساطع هاشم - سأرحل وانا اسف