|
الدولة اللبنانية الثالثة
بهاء الدين محمد الصالحى
الحوار المتمدن-العدد: 6390 - 2019 / 10 / 25 - 03:44
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
تأتى فورة الشباب فى لبنان ارهاصة ميلاد الدولة اللبنانية الثالثة والتى تنبئ بعدة معانى تحكم التطور السياسى لدولة لبنان : 1- الدولة الاولى والتى تكونت فى عام 1943 وقد تأسست فى ظل بناء نظام عالمى جديد وبرعاية فرنسية وهو نظام قائم على البعد التوفيقى مع غياب تام لمفهوم الشعب العربى وكذلك غياب اى تنظيمات عربية لغياب مفهوم الدولة لصالح مفهوم القبيلة وكذلك الانتماء الدينى بدليل الحرب الطائفية التى قامت فى لبنان عام 1860 ومن هنا جاء ضرورة تقنين البعد الدينى من خلال توزيع المراكز القانونية للدولة على الطوائف . علاوة على دور فرنسا فى ضرورة حماية البعد المسيحى فى الشرق خاصة مع العوامل التاريخية القاهرة فى منطقة الشام حيث ترسبت بقايا الجنود الصليبيين المتفاعلين مع الواقع مصاهرة خاصة مع خصوصية المنطقة دينيا على مستوى الديانات الابراهيمية . خاصة مع تهرئ ذلك الكيان مع حروب 1958 التى شهدت عدة ملامح : 1- تنامى دور الكيانات الاهلية فى تنظيم المقاومة الشعبية من خلال جمعية المقاصد الاسلامية والتى قاومت طلب كميل شمعون للدعم الامريكى مما ادى الى تواجد الاسطول السادس الامريكى على سواحل لبنان ، مما ادى لتعديل نمط التواجد من خلال تكثيف التواجد المخابراتى فى بيروت لمواجهة المد القومى لمصر والذى تبدى فى تدخل مصر لصالح الامير طلال بن عبدالعزيز بعد استبعاده من المملكة لصالح الامير فيصل فى ولاية العهد وحرمانه من جواز سفره مما دفع عبدالناصر لاعطائه جواز سفر مصرى ودعمه حتى تزوج من ابنة رئيس وزراء لبنان وقتذاك تقى الدين الصلح لتلد له واسطة التواجد السعودى داخل لبنان وهو الامير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز الذى سيلعب ووالده دورا فى تحويل لبنان كصدى للدور السعودى مما ادى لتحويل التواجد الشيعى فى لبنان الى نمط سياسى بدلا من النمط الاجتماعى المتمثل فى حركة امل التى جاءت لتعبر عن التواجد الشيعى التاريخى فى جبل عامل بجنوب لبنان . وتأتى الحرب الاهلية اللبنانية كمقدمة طبيعية لسقوط الدولة اللبنانية الاولى التى امتدت منذ 1943حتى اتفاقية الطائف التى جاءت لتتويج الدور السعودى الذى بدأ منذ هزيمة 1967 حتى الأن الدولة اللبنانية الثانية يأتى الدور السعودى من خلال تصاعد دور رفيق الحريرى رجل الاعمال السعودى الذى عاش فترة شبابه فى السعودية وشارك الاسرة المالكة من خلال احد الامراء فى ملكية شركة سعودى أوجيه ذات الفروع الاوربية ، وتأتى تلك الدولة الثانية بعدة ملامح : تأصيل البعد الينى أكثر بتنامى دور الدولة السنية الاولى ليخلق بذلك رد فعل وتطوير سياسى للطائفة الشيعية من خلال تكوين ميليشا حزب الله وخلق قيادة دينية للحركة السياسية . تواجد ثلاث انماط من الدولة الدينية مما هدد نمط التعددية والعلمانية الذى حاولت لبنان ترسيخه فى المنطقة ، تلك الانماط هى : النمط السنى ( السعودية ) النمط الشيعى ( حزب الله ) النمط اليهودى (اسرائيل ) مما خلق نمط التقارب الدينى القائم على اللاهوت من خلال الاتفاق مع اليهود من خلال بشير الجميل ذلك الاتفاق الذى عجل بوفاته من خلال الانفجار ، مما أدى لترسيخ نمط الانفجارات كمفردة سياسية ذاقها الحريرى من بعد .وفى عهد الدولة اللبنانية الثانية غاب الدور الفلسطينى الذى ادى لتثوير الواقع اللبنانى وترسيخ فكر القوة العسكرية ، ومع رحيل الفلسطينيين ادى الى سيادة فكرة القوة بدلا من الحوار المفترض قدرا بحكم المصير المشترك القائم على الازدواج مابين بيت طائفى وشارع يدعى التوافق ومع لغة القوة الشرعية فلسطينيا الى ميليشيات متصارعة غابت بأثرها سلطة الدولة لصالح توازن القوى المتصارعة . ولكن نمط الدولة الدينية الذى ترسخ منذ اتفاقية الطائف افرز أزمة اعمق افرزت احتجاجات مجتمعية لدى الشباب الذى يفكر بطريقة مستقلة بعيدا عن توازنات السياسة فى الدولة الاولى وخيارات الدولة الدينية سياسيا . فهل تستطيع المؤسسات اللبنانية ادراك تاريخها ماقبل الدور السعودى والطبيعة المتطورة للشباب اللبنانى وقدرته على تجاوز الجيل القديم ، ودائما ماتكون لبنان هى صدى للأزمة العربية الحالية التى يعانى منها النظام العربى وليست الشعوب العربية التى تزلزل الارض تحت اقدام حكامها .
#بهاء_الدين_محمد_الصالحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اثيوبيا : مابين السد والافرقة
-
تجمع دول البحر الاحمر وعدن
-
الاسلمة والمعرفة
-
نسويق الافكار
-
قانون الاحتياج
-
رب ضارة نافعه
-
لغة الدين
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|