|
حلم كساره البندق15
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 6389 - 2019 / 10 / 24 - 23:00
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
امل تذكرت اول مره فكرت فيها فى الرحيل حينما كنت فى السادسة عشر فحسب ..مولعه بمشاهدة الافلام قررت ان افعل انا ايضا شىء مختلف ..سأرحل عن الجميع ولن اعود كانت الخطة فى الحصول على المال اللازم للبدء فى مكان اخر..وبعد ذلك كان سياتى هو ايضا ويترك كل شىء..كانت الخطة ساذجة كما رايتها فى احد الافلام القديمة سنتزوج ونجبرهم على الموافقة..كنت فى الثانوية بينما هو فى العام الثانى من جامعته ..استجمعت كل ما تمكنت من الحصول عليه طوال عام كامل ..كنت اعلم ان افضل وقت فى الصباح المبكر عندما يعتقدوا باننى فى طريقى الى المدرسة لكن حقيبتى بدلا من ان تخفى كتبا دراسية كانت تخفى ملابسى القليلة التى قررت اخذها معى ودميتى الصغيرة..ركبت القطار المتوجهة الى الاسكندرية الى بيت عمتى..هناك يمكننا المكوث بانتظاره قدومه ثم سنرحل ..لم اكن اعرف عمتى سوى خلال زيارتين قدمت خلالها الينا كان كل شىء يبدو جديد بقدومها طعاما وفير على غير العاده الغرف الضيقة وكانها اتسعت لم تعد امى تؤنبى امامها لم يعد اخى يصرخ بوجهى طالبا الاسراع فى كى ملابسه..تدللت على يديها لبضع ايام قبل ان تستأجر شقة خاصة باقامتها فى القاهرة بحجه ان شقتنا لاتتسع لضيوف ولكن الحقيقة ان امى من قالت ذلك فى احد الليالى سمعنا صوت شجارهم نهضت عمتى من جوارى لكنها لم تنبس بكلمة واحده انتظرت حتى الصباح قبل ان تخبرنا بقرارها ..كان قرار جيدا بالنسبه لى فاخذت اذهب اليها كلما سنحت الفرصة حيث انعم ببعض الحرية ..تذوقت اكلاتها الشهية بطرق لم اعرفها من قبل تعلمت ان لكل مدينة اكلاتها ونكهاتها المختلفة ..سألتنى الى اى جامعة ستذهبين ؟قلت لها سينما تجهمت قالت وماذا عن الطب او الهندسة ما رايك فى ان تصبحى معلمة انه افضل مستقبل للفتيات حينها يمكنك الانتهاء من عملك فى الثاني ظهرا والعودة للانتهاء من امور زوجك وبيتك ..ستكون حياتك جيدة مثل عمتك على هذا الوضع ..صمت شعرت بالاحباط احباط تناسيته وانا فى القطار استمتع كونى مسافرة بمفردى رغم ازواج العيون التى اخذت تراقبنى..عندما وطات قدمى محطة القطار شعرت بالخوف الان الى اين ساتجه؟ترى كيف ستستقبلنى عندما اصل ؟هل لاتزال غاضبة من امى؟ تذكرت العنوان كما سجلته فى عقلى ..طوال الطريق اشاهد البحر لم اراه من قبل!!لم ارى ذلك الاتساع الامواج زرقه المياه تلك الرائحة المنعشه ..كما قالت هى رائحه اليود شمس الصباح دندنت السائق على انغام اغنية قديمة تذاع فى الراديو..كنت اشعر بالاثاره رأيت الصيادين على مراكبهم الصغيره يستعدون لرحلة الصيد فى الصباح قبل ان تنزلق عجلات السيارات فى ارض غير ممهده ومتعرجه تحوى عدد من المطبات ورائحه مياه الصرف الصحى طافحه فى وسط الشارع هبطت من التاكسى اقفز مثل البقية محاولة تجنب التعثر فى الطين او الانزلاق فى المياه المتسخه..وجدت رقم البيت اقديم المتهالك..كم عمر تلك البناية السوس نخر جدرانها كنت اسمع صوت الدرج يهتز من تحت قدمى ..الاضاءه خافته كلما صعدت الى الاعلى زادت اشعه الشمس حتى وصلت للطابق الخامس والاخير حيث مسكنها..حين طرقت الباب لم اسمع صوت قدوم شعرت بزوجعيون تتربص بى من الاعلى من السطوح..سالتنى بغضب عمن تبحثين ؟حاولت ان اكون ثابته وانا اجيب ..عمتى .زفرت عمتك فى االسوق انتظريها حتى تعود تركتنى فى ذهول اجلس على الدرج..عاد الخوف من جديد..الهواجس ماذا اذا لم تعد؟الى متى يمكننى الانتظار هكذا؟هل ستفرح برؤيتى ام ستغضب؟لكنها اخبرتنى بقصة زيجتها بمن تريد رغم رفض الجميع فابتسمت عادت لى الطمانينة من جديد ..لم اشعر بمرور الوقت فقط عينان تكسوهما الدهشة تصرخ باسمى امل امل ماذا حدث ؟اين ابوك لما اتيتم؟اسرعت بفتح باب شقتها تبعتها الى الداخل..توقفت فى الظلام قبل ان تضىء شقتها..هل هذا ما كانت تخبرنى عنه؟ كل شىء هنا فى البراح لسنا فى علب ضيقة مثلكم..ربما كان كل شىء متسع لكنه مظلم بشكلا ما حوائط متهالكه تكاد تسقط وكان الارض تهتز من تحت اقدامنا..اين ابوك هل تركك هنا ورحل؟كيف يفعل؟رددت بأليه اتيت بمفردى كررتها عده مرات قبل ان تتوقف تراقبنى من جديد تنظر الى ملابسى وحقيبتى ..ماذا حدث ؟اجيبنى..فى ذلك المساء انتهى كل شىء لم تحاول ان تفلت ذراعى ابى عن جسدى سوى مرات قليلة وكانها تبرأ ذاتها من الذنب! لم اعد احب مدينتها لانها اخذت منى كل شىء لم اتذكرها ثانية سوى فى طريق العوده بداخلى كان يعلم ان هناك كارثة بانتظارى وهو ما تحقق لقد رحلت س.ص رحلت قتيلة وجدوها فى منزل الشاطىء خاصتها سالونى مرار كيف لم تريها ؟لااحد يصدق اننى لااعرف كيف حدث ما حدث؟كيف لم ارها ولم اعلم القاتل؟ لا لم ارى ذلك القاتل ولا ادرى لما سيقتلها احدهم ..اعلم كم تصبح سيئة الطباع عندما تغضب ولكن لم اعتقد ان هناك من يغضب منها الى هذا الحد حتى زوجها قد تزوج من منافستها منذ اشهر ولم يعد لديه سببا ليفعل ..سألونى مرار كنت ضائعة افكر كيف رحلت هكذا؟كيف انتهى كل شىء مثلما بدا فجاة ..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حلم كساره البندق الاخيرة
-
حلم كساره البندق 13
-
حلم كساره البندق 14
-
حلم كساره البندق11
-
حلم كساره البندق12
-
حلم كساره البندق9
-
حلم كساره البندق10
-
حلم كساره البندق8
-
حلم كساره البندق 7
-
حلم كساره البندق 5
-
حلم كساره البندق6
-
حلم كساره البندق 4
-
حلم كسارة البندق 3
-
تساوى او لاتساوى اوليفيا
-
تجميد البويضات امل جديد ام انتكاسه جديدة بالرفض!
-
حلم كساره البندق ٢
-
لما يخبرني هو بما افعل في جسدى انا.. اسراء غريب
-
امرأة عربية بلا هويه
-
حلم كسارة البندق 1
-
ماهى عملية تجميد البويضات التى اثارت الجدل فى عالمنا العربى؟
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|