|
العراق يحكمه العملاء واللصوص
وسام صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6387 - 2019 / 10 / 22 - 02:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمر العراق الان في ثورة غضب وانفجار. صبر الشعب على تسلط اللصوص والفاسدين على رقاب الشعب المظلوم ، كل تلك الاحتجاجات التي انفجرت الآن هي نتيجة تراكمات لسياسة هوجاء غير حكيمة تقوم بها الاحزاب الأسلامية الخاضعة والخانعة لحكام ايران تحت تنفيذ واشراف مباشر من قبل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي اصبح هو الحاكم الفعلي للعراق. الأحزاب الشيعية الخانعة للولي الفقيه اثبتت فشلها في قيادة العراق، وقد جاءت بحفنة من لصوص و تجار مخدرات للتسلط على شعب العراق الأبي ، والادهى من ذلك ان الحكم في العراق تديره المرجعية الدينية في النجف تحت رعاية المرجع الأعلى الأيراني الجنسية علي السيستاني . الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة على غرار الولي الفقيه في طهران . اصبح اصحاب العمامات هم من يديرون السياسة والاقتصاد والمال في العراق ، لقد استنسخ سياسوا العراق العملاء نظام الولي الفقيه الأيراني وطبقوها في بلاد الرافدين دون ان يسموها صراحة بسياسة نظام الولي الفقيه . كما تم نقل التجربة الفارسية في بناء قوة عسكرية رديفة للجيش بموجب تعليمات الخامنئي واستغلوا فتوى التطوع للشباب لمقاتلة عصابات داعش ، فاسسوا قوات الحشد الشعبي التي يتزعمها اصحاب العمامات و ذيول ايران من المرتزقة الذين كانوا يتسكعون كمرتزقة يعتاشون على فتات المساعدات الأيرانية لكي يعملوا تحت امرة المخابرات الأيرانية والحرس الثوري الأيراني في قم و طهران وسوريا . ارادت ايران السيطرة على العراق بقوات موالية لها، فكان الحشد الشعبي كما سيطرت على لبنان و حكومته بقوات شيعية هي قوات حزب الله بزعامة عميل ايران حسن نصر الله ، وفي اليمن اسسوا قوات مرتزقة الحوثيين للسيطرة على دولة اليمن . وبذلك امتدت الامبراطورية الفارسية من ايران الى ارض العراق ولبنان وسوريا واليمن، وحقق المقبور الخميني تصدير ثورته الهوجاء. لقد ثار شعب العراق و شبابه من الجيل الجديد ، بسبب السياسة الرعناء التي ترتكبها حكومة السلطة الحاكمة ، والتي ينخر فيها الفساد ويعبث بمقدراتها وثرواتها واموال العراق اللصوص وتجار المخدرات وتجار البشر . لقد حاولت ايران ان تقتل الروح الثورية لدى شباب العراق بأغراق البلد بالمخدرات وتخديرهم بها ، كما اعطت النصح الخبيث لحكام العراق ان يحيلوا كبار ضباط الجيش الوطنيين الى التقاعد والعزل والتجميد ، كي لا يكون للجيش سطوة مؤثرة في العراق، لاعطاء المجال للحشد الشعبي او رديف الحرس الثوري الأيراني للتسلط على مقدرات القوى العسكرية بدلا من الجيش العراقي . اما المرجعية الدينة التي يمثلها علي السيستاني ، فهو المستشار الشبح الذي لا يراه احد ولا يسمع صوته انسان، يوجه تعليماته عن طريق وكلاءه وممثليه بخطب الجمع لتسيير دفة السياسة على هواه . فسلطته اعلى من سلطة رئيس الدولة او رئيس وزرائها، ان افتى تحولت فتوته الى قرار ينفذ دون اعتراض . وهنا مكمن الخطر . فالفتوى الدينية اصبحت هي البديل عن قوانين مجلس البرلمان ولها قوة القانون . وهذه ابشع صورة للمزج ما بين الدين والسياسة ، وتدخل رجال الدين والمعممين في شؤون الدولة . لقد استغل العملاء فتوى السيستاني للتطوع لمقاتلة داعش، فولد الحشد الشعبي واصبح المنافس القوي للجيش . واصبح اصحاب العمامات جنرالات واركان في القيادة ، وبذلك تحقق الهدف الأيراني في السيطرة على العراق من الداخل . ثار شباب العراق من اجل وضع حد للفساد واللصوصية، و انعدام الخدمات الأساسية و انتشار البطالة وعصابات الجريمة المنظمة وفقدان الأمان . تدهور التعليم وانتشار الأمية والفقر . اختفاء الكثير من شباب ورجال السنة في سجون الحشد الشعبي و معتقلات الحكومة واحزابها . عدم علاج مشاكل المهجرين وساكني الخيام وعدم اهتمام الدولة بهم . تراكم كل تلك الهموم والمشاكل فجرت صبر الاحرار فثاروا على الحكام الفاسدين والفاشلين الذين اعادو العراق عشرات السنين الى الوراء والى زمن التخلف . كانت حصيلة الثورة الشعبية وانتفاضة الشباب هي التصدي لهم بقوات (مكافحة الشعب) بالرصاص الحي والقنص من فوق اسطح البنايات العالية، واستقدام الميليشيات الاسلامية مع قوات من حرس الثورة الأيرانية لقتل العراقيين والتصدي لهم لأخماد ثورتهم و انتفاضتهم ضد الفساد والفاسدين والعملاء . مهما طال ليل الظلم ، فلابد ل الليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر، و يتحرر ابناء العراق من الطغاة وعملاء ايران لتعود شمس الحرية لتشرق من جديد لنهار جميل وينعم ابناء العراق بالحرية والعلم ويتصرفوا بثروات بلادهم لخير الشعب والوطن . وسيذهب العملاء واللصوص الى مزابل التاريخ و خلف قضبان السجون لينالوا جزاء ما اقترفت ايديهم القذرة من جرائم بحق الشعب .
#وسام_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اكتشاف ثالث حالة إصابة بجدري القردة في بريطانيا خلال أقل من
...
-
حضور روسي مميز بمعرض ليبيا للأغذية
-
ترامب يتحدث عن -مشاورات جادة- لإنهاء الحرب بأوكرانيا
-
حسان دياب يكشف خفايا مهمة عن انفجار مرفأ بيروت
-
تحالف دجلة والفرات.. أفكار كاراكوتش تعود للواجهة
-
الشركات الأهلية حلقة من حلقات البناء القاعدي الشعبوي
-
بوعز.. تفاصيل جديدة عن الإيراني الذي اصطاد جنديين إسرائيليين
...
-
تبادل إطلاق نار في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا
-
-حماس- تصدر بيانا بشأن فلسطينيين تتوقع الإفراج عنهم مقابل 3
...
-
عمدة مدينة اسطنبول أمام القضاء وسط هتافات المؤيدين ودعوات لا
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|