أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - الرحلات القصية














المزيد.....

الرحلات القصية


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6387 - 2019 / 10 / 22 - 00:37
المحور: الادب والفن
    



الرحلات القصية..
--------------------------------مظفر النواب


مقدمة :
أنا فَرِحٌ أن يهوذا الإسخريوطي قد طرح مشروعه ، وأراقب كل الوجوه
وأضحك.
لقد كشف يهوذا الإسخريوطي وجوهاً كثيرة.
سأغني الآن غزلاً ، أدوزن نفسي به
ثم آتي على قصيدة كُتِبت لهذه الأيام.


*****



لِكُلٍّ نديمٌ يُؤرِّقُ
والقلبُ مَلَّ نَديمَه
كأنيَ عِشقٌ
تَقَوَّقَ طَعمَ الهَزيمة
دخَلتُ وراءَ السِّياجِ
فآهٍ مِن الذُلِّ
في نَفحة الياسمين
ذَكِيٌّ ويَعرفُ
كلَّ الدروبِ القديمة
وآهٍ مِن العُمرِ
بين الفنادقِ لا يَستريح
أرِحني قليلاً
فإني بِدَهري جَريح
لَكَم نَضَجَ العِنَبُ المُتأخِّرُ
وانفرَطَت بعضُ حبّاتِهِ
كُن يداً أيها الحزنُ
واقطِف
ولا تَكُ ريح
رَمَتني الرياحُ
بَعيداً عنِ النهرِ
فاكتَشَفَت بَذرَتي نَهرَها
غَطَّتِ الدَّربَ
والفِتيَةَ المُنتَمينَ
إلى اللّعبِ
والخَطرِ البُرتقاليِّ
في حَدَقاتِ الزُّقاقِ
وتَدخلُ غُرفةَ نومي
وهذي رُسومي
وهذا صِبايَ الحَزين
وتِلكَ مُراهَقَتي في شَبابيكِها
ولُهاثُ السَفرجلِ
والشّوقُ
قَد كَبُرَ الشوقُ
عِشرينَ عام
وصارَ اشتياق
وما مِن دُموعٍ أُداوي بِها
حَضَراتِ الهُمومِ الجَليلةِ
إلّا قَميصي وقلبي
وكلمةِ حُزنٍ
نَساها الرفاق
تَفَتَّحَ حُزنٌ كثيرٌ
غَداةَ افتَرَقنا
ولستُ على أحدٍ نادماً
غَيرَ قَلبي
فقد عاشَ حُباً مُعاق
أُحَلِّقُ وحدي بطائرةٍ
كلُّ ركابِها نَزَلوا
في مطارٍ غريب
وأغطَسُ في البَردِ
لا طاقِماً...لا مُضَيِّفَةً
لا مطاراتِ حُبٍّ
سأنزلُ فيها
ولا بلداً عربياً
يكونُ تبرأ مِني
الزمانُ الحَبيب؟
لَكَم كانَ يَكفي
قليلٌ مِن الورقِ
الناعِمِ البالي
أصنعُ طائرتي
وأهيمُ بِها في الطُفولةِ
والناسُ مثلُ الطُفولةِ
صَحوٌ يُغنّي بهِ عَندليب
وتلكَ النوايا الصغيرةُ جِداً
تَمُرُّ البساتينُ فيها
وتَبني قَناطِرَها
والكلابُ الصغيرةُ
تركضُ في ثَوبِها الليلكي
وراءَ نُحاسِ المَغيب
وبُستانُ نونٍ
على شَفتَيّ مُراهِقَةٍ
قَبَّلَتني لأنّيَ طِفلٌ
ولا أفهم الرحلاتِ القَصِيَّةَ
ما زِلتُ طِفلاً تَهَجَأتُ
أو يَتَهجأُ قَلبيَ طِيب
وأتقَنتُ أقرأُ
مِثلَ الكَفيفِ
بهذي الأصابِعِ
خِصراً وكَسراتِهِ
فإذا ضَمّني مثلَهُ
لم أعُد مُعرَباً
بل بِناءٌ رهيب
لقد خَتَّموني الحروفَ
إلى النونِ ثم اكتَفوا
فَبَقيتُ رَضيعاً
وعيني على الواوِ والياءِ
أيتُها الأحرُفُ العربيةُ
فالهاءُ حَرفٌ عَجيب
وأمُدُّ الخُيوطَ
وطائِرتي تَسمَعُ النَّبضَ
عَبرَ خُيوطي
وفي اللّازَوَردِ السماويِّ
في طَرَبٍ تَستجيب
وقد يَعلَقُ الخَيطُ بِمَدخَنَةٍ
لِرفيقٍ قَديمٍ
فَيجفَلُ مِن رِقَّةِ الخَيطِ
هذا زَمانٌ دَنيءٌ كَئيب
وأخجَلُ أسحَبُ
خَيطي الوَفِيَّ
أراهُ لقد فَحَصَ الخَيطَ
حَدَّ الهزيمة
كَفى تَنفُخينَ رَمادي
تَقَصَّدتُ أن أحرِقَ القلبَ
مُستَعجِلاً
أصِفاتُ الحِريقِ السَّريعِ
ذَميمة؟
لذاكَ احتَرَقتُ
وأعطَيتُ ما يَعجَزُ النّورُ عَنهُ
فإني على النّورِ
بَعضُ النَّميمَة
لَكَم كُنتُ
كالورقِ الناعمِ البالي
حَدَّ الجَريمة
لقد خَربَشَ الحُبُّ أمسي
وقد خَرَجَت
خَربشاتُ الهوى لِغَدي
والتَقَت عِندَ تلكَ المصاطِبِ
والسَروِ والحانَةِ المُستَديمة
هنالِكَ مصطَبةٌ في النُّواسِيّ
يَغمُرُها القِشُّ والليلُ
كُنتُ أحِبُّ عَليها
وأنسى عَليها
وأربطُ طيّارَتي
والسياسةَ والعِشقَ
واقتَلَعَتها الجُذورُ الأثيمة
أُعيدُ المصاطبُ
قاطِبةً بِيَديَّ
إذا انتَصرَ النَّهرُ والناسُ
أدهَنُها غيرَ مَصطَبَتي
سوفَ أترُكُها
مِثلَما هِيَ
كانَت قَديمة
كما وسَّخَتها العصافيرُ
والنَّسنَسات
التي يتركُ العِشقُ والسُّكرُ
والصيفُ قَبلَ نهايتِه
والقوارِبُ بيضاءُ
في آخرِ النهرِ
في مَسحَةً
مِن ضبابِ رَحيمة
وأغفو عليها
وزِرَّانِ قَد قُطعا
مِن قميصي
ليَخرُجَ قلبي
متى ما أرادَ إلى دِجلةٍ
يَتَبرَّدُ ثُمَّ يَعودُ
يُمارِسُ نَفسَ الهوى
الخطيئةِ
بل والجَريمة
وأغسِلُ عَنّي
الذي زَوَّرَ المُلحَقونَ
بِكلِّ الدوائرِ
إذ وجَدوا القلبَ
دائِرتي وَحدَهُ
وبهِ أتحَدّى
ومِنهُ العَزيمة
وأقرأُ ثانِيةً بالأصابِعِ
خِصراً تَعَشَّقتُهُ
والقراءَةُ تأتي
وإن كَثُرَ الكَسرُ
والتأتآت سَليمة.



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوامة النورس الحزين
- حالة عشق لاوجاع آدم حاتم
- مواء تأخر لكنه مواء ..
- جزر الملح ..
- في انتظار يوم حزين ..
- العودة إلى الرحم المكتظ بالنفسج ...
- المعلم ذو المحضر السمكي ..
- لماذا العراق ؟! ..
- ليل أم موكب موتى ؟!..
- نهر النفايات
- تقرير لمن يهمه الأمر
- من نافذتي ..
- رباعيات الصمت الجميل ومايليه ..
- لم يات ..
- موجز العاشرة ..
- تعرت سريرا
- أنا الصمت ..
- ثقب السلم
- صفر العمر
- تشييع جنازة فذائي


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - الرحلات القصية