هيلدا حبش
الحوار المتمدن-العدد: 6386 - 2019 / 10 / 21 - 00:12
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لم تنته بعد مهلة الإثنين والسبعين ساعة، التي منحها رئيس الحكومة لنفسه ولشركائه بالحكم، للإلتفاف على الشارع وغضبه، لكن الشعب الذي إحتل الشوارع من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن البحر إلى الجرد، أنهى صلاحية قوى الحكم، بفعل العصيان المدني، الذي نبذ المتسلقين على ألامه، وطرد أزلام الخارج من كل الساحات.
خرج جعجع من الحكومة، بإستقالة وزراءه الأربعة منها، وبعدها ظهرت حلول سحرية، تحاكي المطالب الشعبية، إن بورقة الحريري الإصلاحية أو بالملاحظات التي أعلنها الوزير وائل أبو فاعور، خلال مؤتمره الصحفي، حلول لو كانت قبل الحراك لما كان الحراك أبداً، لكن ما قبل الشارع ليس كما بعده، وأن تأتي متأخراً كأن لا تأتي!
لم يعد يجدي نفعاً على الشعب المنتفض كل مبادرات الطبقة المسيطرة، إن بإنضمامها لخندق شعبي يواجهها، أو بفرشها لدرب الحلول بالوعود الوردية، فوعد الكهرباء ما زال ماثلاً، ومع هكذا سلطة كل ما يقال لا يصدَق، وكل الوعود كاذبة بإمتياز.
وفيما يتمنى الحريري لساعات الليل أن تطول، قبل أن يعود للشعب المنتفض بخفي حنين، يحتفل الشعب بإستعادة قراره المختطف، في إحتفالية جميلة تزينها شعارات عابرة للحدود، إلى كل شعوب المنطقة وثوراتها، ولتؤكد على تموضع الشعب اللبناني في حراك يمتد ويتداخل ويتكامل مع كل إنتفاضات الربيع العربي، ليؤكد أن الجلاد واحد، والشعب واحد.
"يمكن للحاقدين على رونق وجمال الطبيعة أن يدوسوا على الورود، لكن لن يستطيعوا تأخير قدوم الربيع"، مهما ناورت السلطة إن هذه القوة الجارفة التي إجتاحت الشوارع دون تمويل أو تنظيم، تؤكد أن التغيير قادم لا محالة!
#هيلدا_حبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟