رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6385 - 2019 / 10 / 20 - 09:49
المحور:
الادب والفن
ليست المرة الأولى التي يحدث فيها خلافات في الاتحاد، أذكر أن رشاد أبو شاور ويحي يخلف قاموا (بانتفاضة) في ثمانينيات القرن الماضي على ما هو سائد في الاتحاد، إلى أن عادة الأمور إل نصابها، لكن في ذلك الزمن لم يكن الخلاف شخصي، بل كان مبني على أسس سياسية ومنهجية، بمعنى أن مصلحة فلسطين كانت البوصلة التي أحدثت تلك (الانتفاضة) ولم تكن مصلحة زيد أو عبيد.
ما حدث في الاتحاد يوم 17/10/2019، والطريقة العشائرية التي جرت فيها مهزلة (الانتخابات) تؤكد على أن (أولي الأمر) إن كانوا أعضاء في الاتحاد أو من خارجه، لم يحسنوا التقييم، وأغرقوا الاتحاد والكتاب في مستنقع جديد يصعب الخروج منه، فهم لم يدركوا أن الكاتب/الأديب هو روح الأمة، وهو الطرف الذي يعول عليه وقت الأزمات، من خلال ما يقدمه من أدب لإبقاء الأمل حاضر وفاعل في الشعب، كما أنهم تجاهلوا أننا جميعا ما زلنا تحت الاحتلال، وكان بإمكان أي دورية للاحتلال أن تقتحم (المؤتمر) وتفعل به وبالمجتمعين ما تريد، ونسوا أن الخلاف قائم بين اعضاء نفس التنظيم، بمعنى أن (دوده من عوده) فليس هناك طرف خارجي، وهنا تكمن المصيبة، الفصيل الذي يعتبر نفسه (أكبر) من الكل وأكثر تنظيما وإخلاصا لفلسطين يمزق الاتحاد ويحدث التنغيص والاحباط للأعضاء، وكأن ما يرونه من فساد في السلطة لا يكفي لجعل حياتهم جحيم، فكان لا بد من إحداث المزيد من الأوجاع!!، بحيث لا يقدرون على تقديم ومضة أمل لهذا الشعب المحتل، والمزعج كان تلك (الفرحة والبهجة) التي وجدناها في وجوه البعض، وكأن فلسطين تحررت وتم طرد الاحتلال.
لم يعد لنا الكثير في هذه الحياة، وجل ما نريده أن نؤسس للقادمين شيء يليق بهم، إلا يكفي أننا لم نعيش كشعب/كأمة يوم فرح حقيقي، انتصار قومي أو وطني، فنحن نعيش من هزيمة إلى هزيمة، وتحولنا من مناضل إلى انتهازي، ومن كاتب إلى مأجور، ومن قائد إلى موظف، وصدق الشاعر عندما قال "نحن منتصرون بهزائمنا"، لم يبقى لنا شيء نخاف عليه، فالعمر مضى على أوهام كاذبة، لكن نأمل أن يبقى لدينا (حلم/وهم) نقتات عليه حتى يأخذ صاحب الأمنة أمانته.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟