|
المجاهد السيد نور الياسري والشيخ ضاري والعلاقة بينها في ثورة 1920.
عادل الياسري
مؤرخ
(Adel Alyasiry)
الحوار المتمدن-العدد: 6385 - 2019 / 10 / 20 - 09:39
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الحلقــــــــة الثانيـــــــــــة. لقد طرحت تساؤلا في الإعلان عن هذه الحلقة لماذا كتبت جريدة الاستقلال النجفية وهي صحيفة الثورة ((لم يتقابل السيد نور الياسري مع الشيخ ضاري الزوبعي؟)) يبدو لي ان قصة السيد نور السيد عزيز الياسري والشيخ ضاري المحمود الزوبعي والعلاقة بينهما في رحاب الوطن جديرة بالذكر؛ بيد أن الفصل الغائب بين الاثنين؛ اشترك فيه الجميع وليس للسيد نور ولا للشيخ ضاري ناقة ولا جمل لهما به. ولم يعلما او يفكرا به قط. ولا شك ان العاملين في حقل الثورة العراقية سواء أكانوا في مرحلتها التأسيسية او الاعداد او الاعلان؛ قد بذلوا قصارى جهودهم من اجل الحصول على مؤيدين وأنصار لهم في اناء الليل وأطراف النهار؛ ولم يفرطوا بأدنى جهد مهما كان حجمه؛ وربما حتى بجهود النملة لفلق الحبة ولكن حين نجعل من الحبة قبة؛ فذلك امر صعب بعد الثورة. ولابد من القول ان الفصل الغائب بين الاثنين (نور ـ ضاري) قد تمت صناعته في مختبرات الانقلابات العسكرية العراقية بعد انتهاء الحكم الملكي في العراق؛ ويكتب لتاريخ الثورة العراقية الكبرى فن التراجيديا المقلوب في ضمير الوطن العتيد واني ارى ان الذين صنعوا هذا الفصل هو محاولة منهم لوضع الصدأ على بريق جوانب وثيقة وطن. ولعل الوقوف على اقوال الشيخ ضاري بحق السيد نور الياسري والثوار حين اشترك بالثورة الى العشائر المحيطة به؛ بعد قتله للكولونيل لجمن في ( 12 / 8 / 1920 ) في نقطة الخان ؛ وبعد ان انتصر الثوار في معارك عديدة كمعركة الرارنجية ( 25 /7 / 1920 ) وغيرها ؛ وقد كان اشتراكه متأخرا في الثورة لكنه لعب دورا مهما هو وعشيرته زوبع في الفلوجة وهذا نص قوله ؟ وازيدكم علما ويقينا اني تابع خطى عبدالواحد سكر والسيد نور الياسري؛ وانني مسلم وانتم مسلمون؛ فهلموا وقوموا معي لنقاوم اعداء الدين والبلاد. وان اشتراكه في معركة الرارنجية شيئ مبالغ فيه. وهو خلاف الى ما عرضه فيلم المسألة الكبرى. ومن الطريف ان فيلم المسألة الكبرى صور القائد العسكري البريطاني غير كفوءا وغير شجاعا في المعركة وهو ايضا ما يخالف المصادر البريطانية. ومجدوا بكلمته الأخيرة قبل موته في المعركة . وقد جاء في الوثائق البريطانية عن مقتل الكولونيل لجمن؛ ان خميس بن الشيخ ضاري رئيس عشيرة زوبع قتل لجمن. وكتب لورنس الى مؤلف كتاب حياة لجمن لا تجعل لجمن بطلا. ولكن لنقف عن الصحف الموالية للاحتلال فقد نشرت جريدة العراق عن منطقة الانبار للعمليات العسكرية الدليم : قد أدى الخضوع كل من شيوخ الهيتاويين والقريشيين وفياض وصويلب وشورتان . وينقل ان الشيخ ضاري مع السيد نور الياسري. واما جريدة الاستقلال قالت في 3 تشرين الثاني 1920 لم يتقابل السيد نور مع الشيخ ضاري. ربما يتساءل البعض لماذا قالت صحافة الثورة؛ لم يتقابل السيد نور مع ضاري؟ وقبل الاجابة؛ يلاحظ ان جريدة العراق ـ الجريدة الموالية للاحتلال ـ ذكرت ان الشيخ ضاري مع السيد نور ؛ بمعنى ان الخبر ليس بجديد على العاملين في حقل اعلام الثورة وزعماءها وكما ان السيد نور كان يتابع نشاط عشائر الدليم في الثورة أول بأول ؛ والجانب الاهم ان السيد نور كان المشرف الاول سياسيا وعسكريا واعلاميا على حامية الكوفة المحاصرة ؛ بعد سقوط رزمة من الارواق بيد الثوار بالخطأ التي رمتها الطائرة للمحاصرين في حامية الكوفة . والتي ذكرت ان الشيخ ضاري ذاهب الى السيد نور . ومن دون شك ان جريد ة الاستقلال أطلعت السيد نور بذلك الخبر قبل أن تنشر رأيها. وربما السبب الحقيقي؛ لما كتبته جريدة الاستقلال هي خشيتها على سلامة الشيخ ضاري من بطش الطائرات البريطانية او من جماعات الشبانة او شيوخ العشائر الموالين للاحتلال امثال فهد بن هذال وحسن السهيل العدو اللدود له وغيرهم. و كانت العلاقة بين السيد نور والشيخ ضاري قبل الثورة وثيقة العرى . حيث كتب السيد نور السيد عزيز الياسري رسالة الى الشيخ ضاري يدعوه فيها الاشتراك في الثورة. وقد ذكر السيد محسن ابو طبيخ حين وصل الشيخ ضاري الى كربلاء ومعه مجموعة من المجاهدين؛ قال الشيخ ضاري اني اريد ان اقاتل معكم؛ فقال له السيد محسن ابو طبيخ انكم ضيوف علينا. وقد حضر الشيخ ضاري احتفالي تنصيب السيد محسن أبو طبيخ محافظا على كربلاء. واعتقد ان الشيخ ضاري لو وصل الى النجف لكان وجهه صوب الحجاز مع زعماء الثورة بدلا من الموصل. وكما ذكرت لم يقابل السيد نور الا نجله . وجاء في وثائق المخابرات البريطانية؛ ان كل من علي السليمان ومشحن الحردان كتبا في مساء 27 آب 1920 الى الشيخ ضاري المحمود طلبا منه ان يخرج من الفلوجة والسقلاوية . فاتجه نحو البادية. أي بعد أسبوعين من اندلاع الثورة في الفلوجة ومقتل لجمن . وجاء ايضاً ان الشيخ ضاري وأبنائه ذهبوا الى كربلاء لمقابلة السيد نور الياسري. وورد في كتاب حياة الكولونيل ان على السليمان الحليف القوي والمخلص الى لجمن. والجدير بالذكر فقد ذكر الجنرال هولدن قائد الجيش البريطاني اثناء الثورة. ولحسن الحظ تم الاتفاق في هذا الوقت بعينه مع عشيرة الدليم وبموجبه تعهد الشيخ علي السليمان ان يحرس هيت لقاء قدر معلوم من المال حتى يعاد احتلالها من قبلنا. وما انفك هذا الرجل والشيخ فهد بك بن هذال شيخ عنزة وابنه محروث عن موالاتنا طول ايام الثورة ونالوا على ولائهم الجزاء الاوفر. إذ بمثل هذا العون الذي اسدوه لنا استطاعت قواتنا أن تبقى في الرمادي والفلوجة وان تموّن لأسابيع عدة في حالة الانقطاع بها كلياً. ولقد استمرت العلاقة بين السيد نور والشيخ ضاري في معارضة الاحتلال البريطاني حتى ايامه الاخيرة؛ وورد في احد التقارير الشهرية لعام 1926 للاستخبارات البريطانية؛ ذكر تقرير ان رجلا من الدليم ـ اسمه مجهول ـ مر بأبي صخير لزيارة المشخاب؛ ويزعم انه عميل يجلب الرسائل التي يرسلها عجمي باشا بواسطة ضاري بن محمود الزوبعي الى السيد نور. ولا يساورني ادنى شك ان السيد نور كان يدعم الشيخ ضاري ماليا؛ حيث كان مال السيد نور عونا للرجال الوطنيين العراقيين او العرب وملوك العرب ؛ وان يده مبسوطة كل البسط لهم في محنهم. ملاحظة: نقل بتصرف من الفصل الغائب قبل الثورة. من كتاب جهاد السيد نور الياسري في ثورة العراق 1920 وصناعة الوطنية. عادل الياسري ـ أمريكا. جميع الحقوق محفوظة للناشر (يمنع نسخ أي فقرة او نشر المقال في صحيفة أو أي موقع إلا بإذن الناشر.) Copyright ©2019 by Adel Alyasiry.
#عادل_الياسري (هاشتاغ)
Adel_Alyasiry#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجاهد السيد نور الياسري والشيخ ضاري والعلاقة بينها في ثورة
...
-
نبوءة الملك الشريف الحسين بن علي بمذبحة قصر الرحاب في 14 تمو
...
-
الشيعة وثورة العشرين ( 1920 ) وامريكا .
-
ريتشارد دوكينز بالعربي و ثورة العراق 1920
-
مقدمة كتاب ( جهاد السيد نور السيد عزيز الياسري في ثورة العرا
...
-
الدعاء هو الوثيقة السريّة في القرآن .
-
الدعوجية والمرجعية
-
قتلت المدينة الفاضلة ونحن قعود ...!
-
العاشر من حزيران الخيانة الكبرى في العراق ..!
-
هل انتهاء الازمة في سوريا تعني الانتقال الى الاردن ؟
-
السستاني ضيّاع القدسية وقيادة البعث القومية
-
هل يصبح ال ياسر بوق مثقوب لحزب الدعوة الطائفي في الانتخابات
...
-
ملف8 آذارمارس يوم المرأة العالمي 2009 -أهمية وتأثير التمثيل
...
-
الانتخابات و السستاني و فاضل الشرطي
-
الوطنية العراقية في رسائل المس بيل
-
شيخ المؤرخين العراقيين الحسني لم يشم رائحة هيل ابو كلل في مخ
...
-
العيد الوطني يا عراق المجد
-
محمد حسنين هيكل وعصير ليمون صدام حسين
-
دور الزعيم الياسري نور في الاستفتاء البريطاني في العراق 1918
-
ضاعت لحان يامانه بين عمار الحكيم وباسم العوادي
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|