غياث المرزوق
(Ghiath El Marzouk)
الحوار المتمدن-العدد: 6384 - 2019 / 10 / 19 - 22:49
المحور:
الادب والفن
اَلْجِسْمُ مُسْتَعْبَدٌ، وَلٰكِنَّ العَقْلَ حُرٌّ يُحَلِّقُ فِي السَّمَاءِ،
اَلْعَبْدُ الزَّرِيُّ الدَّنِيُّ عَبْدٌ فِي الاِثْنَيْنِ، فِيهِمَا، سَوَاءً بِسَوَاءٍ!
سوفوكليس
(1)
قَالَ لَهَا:
«إِنَّ العُقُولَ، أَيًّا كَانَ ذَكَاؤُهَا،
لا تَرْتَاحُ وَلا تَسْتَكِنُّ إِلاَّ في التَّحَدِّي.
وَهٰأَنَذَا لا أَسْتَشِفُّ في سَرَائِرِ النَّاسِ،
أَيْنَمَا وَلَّيْتُ وَجْهِي،
وَهٰأَنَذَا لا أَسْتَشِفُّ إلاَّ نُزُوعًا خَفِيًّا
نَحْوَ التَّحَارُبِ، لا نَحْوَ التَّقَارُبِ».
قَالَتْ لَهُ:
«لَكَ أَنْ تَقْبَلَ هٰذَا التَّحَدِّي،
إِذَنْ،
لَكَ أَنْ تَقْبَلَهُ لِكَيْ تَسْتَمْرِئَ الشُّعُورَ
بِنَشْوَةِ النَّصْرِ،
وَلِكَيْمَا تَحْيَا الحَيَاةَ بِأَسْمَى مَعَانِيهَا.
اُنْظُرْ إِلى تِلْكَ الشَّمْعَةِ اليَتِيمَةِ:
اُنْظُرْ
كَيْفَ أَنَّهَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَحَدَّى
ٱلظَّلامَ،
وَكَيْفَ أَنَّهَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُحَدِّدَهُ،
كَذٰلِكَ».
***
/... لَمْ أَرْتَقِبْ أَحَدًا،
وَلَمْ أَسْمَعْ بِصَوْتٍ يَصْطَفِي
جَسَدًا
فَتَحْمِلُهُ الزُّنُودُ
حَتَّامَ تَسْحَمُّ الرِّمَالُ إِزَاءَ مَحْرَقَةٍ؟
– وَمَغْرَقَةٍ؟
– وَمَهْرَقَةٍ؟
فَلا شَيْءٌ تُشَيِّئُهُ المَشِيئَةُ،
بَادِئًا أَبَدًا،
وَلا فَيْءٌ تُسَيِّرُهُ المَسِيرَةُ،
أَوْ تُحَدِّدُهُ الحُدُودُ
***
/... لَمْ أَرْتَقِبْ أَحَدًا،
وَلَمْ أَلْحَظْ بَتَاتًا، في الرَّدَى،
كَمَدًا
وَهَا، قَلَقٌ
يُعَاوِدُنِي كَعَادَتِهِ القَدِيمَهْ
/... أَرَقٌ
يُرَاوِدُنِي، كَمَا الزَّلْخَاءُ،
عَنْ نَفْسِي،
وَعَنْ يَأْسِي،
وَعَنْ أَيْسِي،
وَهَا، فَلَقٌ
يُنَاهِدُنِي بِنَهْدَتِهِ الأثِيمَهْ
/... حَدَّقْتُ
في بَوْحِ المَدَى أَمَدًا،
لِيَتَّضِحَ الشَّتَاتُ قَصِيدَةً
وَصَدًى
وَيَتَّضِحَ الصُّدُودُ
***
#غياث_المرزوق (هاشتاغ)
Ghiath_El_Marzouk#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟