أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - حاشية ثورية على الانتخابات التونسية














المزيد.....


حاشية ثورية على الانتخابات التونسية


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6384 - 2019 / 10 / 19 - 20:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"الثوري هو الشخص الذي يشارك أو يدافع عن الثورة ويناضل ضد الامبريالية العالمية والاستعمار والرجعية والصهيونية ويؤمن بالتغيير الجذري للأوضاع في بلاده"
أسدلت الانتخابات التونسية بمراحلها الثلاث ستارها وباحت صناديق الاقتراع بأسرارها ومنح الناخبون ثقتهم لمن اختاروهم لسبب أو لآخر وأعلنت الأحزاب والقائمات والشخصيات المتأهلة فوزها وعبورها وبدأت المشاورات لتشكيل الحكومة وأعلنت الهيئة العليا والمستقلة للانتخابات النتائج الكاملة والرسمية. لقد أجمع المراقبون أنها لحظة الفرصة الأخيرة للحاكمين من اجل يتداركوا أمورهم ويتبنوا سياسة شفافة تقاوم الفساد وتتبنى مشروعا في الحكم يركز على التنمية والعدل والمساواة ويحترم قيم السيادة والمواطنة. صحيح أن النتائج سجلت صعود المحافظين إلى البرلمان وانتصار اليمين الدستوري والديني والقومي ولكن المنافسة الرئاسية عرفت مفاجأة من العيار الثقيل وتمثلت في عبور الأستاذ قيس سعيد إلى قصر الرئاسة وهو الشخصية المحسوبة على التيار الثوري والذي دعمته الفئة الشابة وقام المتطوعون بحملته الانتخابية الشعبية. لقد مارس الشعب الانتخاب العقابي في سبيل التصدي للفاسدين من المهربين والمحتكرين ولكن التصويت المفيد مكن بعض القوى البرغماتية من البقاء في الساحة السياسية وتصدر المشهد الانتخابي والمحافظة على مكانتهم في البرلمان وساعد احتساب أكبر البقايا من حصول بعض الأحزاب على عدد من المقاعد.
غير أن اللافت هو انتصار مرشح الفايسبوك ونجم الفضاء الافتراضي على مرشح القناة التلفزية الخاصة والمدعوم من اللوبيات المالية التي دأبت على شراء الذمم وتوزيع المال الفاسد والمتاجرة بمعاناة الفقراء. لكن بلوغه إلى كرسي الرئاسة لا ينفي صعوبة المهمة وعسر الموقع وتعقد الوضعية في ظل حساسية الموقف وغياب الأرضية المشتركة وغموض الرؤية وضبابية المشهد وكثرة المناوئين وعناد المتربصين. لهذا يجب توفير المناخ الطيب وتهيئة الأجواء السياسية وتوفير الاستعداد الاجتماعي لكي يقوم الرئيس الثوري بمهامه على أحسن وجه ويتفادى التصادم مع برلمان باردو ومع الحكومة الجديدة في القصبة. لقد مثلت الانتخابات في تونس فرصة جديدة لكي يستأنف الشعب ملحمته الثورية المبهرة ولكي يصفي حسابه بالمعنى الرمزي مع المنظومة القديمة ويجدد العزم على التخلص من الاستبداد وكنس المنقلبين. لقد وجد الكثير من المشككين في الثورة وانجازاتها على الصعيد الوطني والصعيد الإقليمي أنفسهم في التسلل وتم تحميلهم مسؤولية الفشل والتعثر الذي عرفه الانتقال الديمقراطي وموجة التعطيل والعرقلة التي تزايدت ضد إمكانية إمساك القوى الثورية للحكم ومبادرتها بالإصلاح والتغيير والإقلاع بالبلد نحو التقدم.
مسؤولية القوى الثورية سواء كانت مجرد شخصيات أو مجموعات شبابية غير منتظمة تبدو كبيرة جدا للحيلولة دون تنصيب حكومة ورثاء سياسيين للنظام الشمولي ومن تحالف معهم من البراغماتيين الجدد. لقد ترددت مقترحات حول حكومة الرئيس أو حكومة البرلمان أو حكومة تكنوقراط أو حكومة مستقلين ولكن الأهم من كل ذلك هو المحافظة على التنوع والتعددية والإبقاء على التنافس بين القوى الديمقراطية والتوجه نحو تمثيلية عالية للجهات والمناطق الداخلية التي ظلت لعقود غير ممثلة في الحكم المركزي. من المفروض أن تشارك وجوه ثورية محسوبة على المناضل زمن الجمر والتي ضحت بالغالي والنفيس وتعرضت للهرسلة والاستبعاد من طرف منظومة الاستبداد في إدارة الشأن العام وتحصل على مناصب مهمة في الدولة الديمقراطية وأن يتم استشارتها والتعويل عليها في المحافظة على سلامة المسار الثوري. المفارقة التي تستحق الدراسة أننا نعيش زمنا ثوريا صنعته قوى محافظة وتخلت عنه قوى محسوبة على الحداثة وأن الإرادة الشعبية هي التي اختارت المرشح الثوري وترجمت بذلك الثورة الثقافية التي تعرفها وأن القوى الجديدة القديمة التي منحها الشعب فرصة أخرى للحكم مطالبة بالتعجيل بالإصلاحات الكبرى والاهتمام بالتنمية العادلة والمتوازنة ودولة الرعاية وصناعة الأمل للشباب ومعالجة آفة البطالة والهجرة، فمتى نرى حكومة ثورية تشتغل جنبا إلى جنب مع الرئيس الثوري للمصلحة المشتركة للشعب والوطن؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز المرشح الثوري في الانتخابات الرئاسية التونسية
- مصطلح الإيديولوجيا عند غرامشي بين الاعتباطية والعضوية
- بورتريه الفيلسوف من خلال أدواره في حياته العادية
- أصول تفسير الأحلام عند بن سيرين
- الدعائم الرياضية والطبيعية للفلسفة العقلية عند ابن باجة
- السرد الفلسفي للحياة الطبيعية عند ابن طفيل
- أهمية تدريس الفلسفة للأطفال
- السلطة السياسية، نهاية اللاهوت السياسي حسب بول ريكور
- العملية الانتخابية والسلوك الديمقراطي
- الثورة الشعبية بين المد والجزر
- النظرة الحسية والرؤية الوجودية والإبصار المعرفي
- أدب المناظرة والتأسيس الديمقراطي للحياة السياسية
- السباق نحو الرئاسة في الانتخابات التونسية
- أسبقية الوجود على الماهية عند صدر الدين الشيرازي
- نور الدين البطروجي وميلاد علم الفلك الحديث
- الميزان الطبيعي عند أبي بكر الرازي
- مجمع الأنا وفرضية الرجل المعلق عند ابن سينا
- معنى حضور الإنسان في العالَم
- صدور كتاب تطبيقات فلسفية
- نظرية الأعداد وعلم الهندسة عند ثابت ابن قرة


المزيد.....




- وزير الدفاع البولندي: سئمنا من منظر الشباب الأوكرانيين الأغن ...
- الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية تطالب القمة العربية في ا ...
- مداخلة الرفيق جمال براجع مهرجان الحزب الاشتراكي الموحد
- كلمة الرفيق جمال براجع في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني ال ...
- الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية تطالب القمة العربية في ...
- ترمب يعقد صفقات مع بوتين لنهب أوكرانيا لمصلحة الولايات المتح ...
- وفاة البطل الأولمبي في المصارعة الحرة بوفايسار سايتييف
- ناجون كرد متفائلون بوقف إطلاق نار حزب العمال الكردستاني: نري ...
- بعد دعوة -أوجلان- لنزع سلاح -العمال-.. تركيا لن تنسحب قريباً ...
- بيان المكتب المحلي لفرع حزب النهج الديمقراطي العمالي بآسفي


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - حاشية ثورية على الانتخابات التونسية