عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 6384 - 2019 / 10 / 19 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الوجعُ الذي يجعل الناس ، تخرجُ إلى الشارع
يخرجُ الناسُ إلى الشوارعِ غاضبين ، لأنّهم موجوعون.
الوجَعُ يجعلُ الناسَ لا تخافُ شيئاً ، ولا تخافُ أحداً
ولا شيءَ يوجعُ ، كما يوجِعُ الفقر ، ولا شيءَ يحفِرُ في عظامِ الموجوعينَ عميقاً ، كما يحفِرُ الحِرمانُ ، والإحساسُ بالظُلمِ ، وإنسدادُ الأفق.
لا شيءَ بعدَ الوجَعِ ، سوى المزيدِ من الوجَع.. فلماذا يخافُ الموجوعونَ ، ببعدَ هذا الوجَعِ كُلّه؟
والمشكلةُ في الوجَع ، أنّهُ غيرُ قابلٍ للترقيع.
عندما يتمُ ترقيعُ الوجَع ، يزدادُ الوجَع ، ويكسرُ حاجز الخوفِ من أسبابِهِ المُدجّجةِ بالسلطةِ والمالِ والبنادق.
الوجَعُ يكسرُ حاجزَ الخوف ، ويجعلُ الزعماء "المُقدّسين" عُرضةً للشتيمة ، ويجعلُ الموجوعونَ يكتشفون أنّ "الامبراطور" ، لا يرتدي شيئاً".
حينَ يتنامى وجع الناس ، يصبحُ الوجَعُ هو "المُوَحّد" ، وهو "الجامِع" ، وهو "القائد".
إحذَروا وجعَ الموجوعين ، وأحذَروا أكثر من "ترقيعِ" وجعهم بـ "الكوكايين الإثنيّ".
الوجَعُ يُعيدُ الناسَ أحراراً ، كما ولدتهم أُمّهاتهم ، وقبلَ أن تأتوا أنتم ، وتمنحونهم أسماءكم ، ومذاهبكم ، ولغتكم ، وسحناتكم ، وتجعلونَ من أنفسكم "ملوكاً" عليهم.
الوجعُ ، دائماً ، يُسقِطُ تيجانَ الملوك ، ورؤوسهم ، ويجعلها تتدحرجُ تحتَ أقدامِ الموجوعين.
وما يحدثُ في لبنان الآن ، هو خيرُ شاهدٍ على ذلك.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟