|
عمار سعداني يعترف بمغربية الصحراء
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6383 - 2019 / 10 / 18 - 18:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عمار سعداني يعترف بمغربية الصحراء – Amar Saadani reconnu la marocanité du Sahara occidental عمار سعداني الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني الجزائرية ، يعترف في مقابلة مع الموقع ، " كل شيء عن الجزائر " ، " TSA " بمغربية الصحراء . ان هذا الاعتراف القنبلة التي اربكت البوليساريو ، لانهم لم يكونوا يتوقعونها ، أحدثت بلبلة حتى وسط الجزء من الطبقة السياسية الجزائرية المعادية للمغرب ، واعني بها الطبقة من الصف الأول ، والثاني ، والثالث الذي شرب من مستنقع التآمر ، والغدر ، والكولسة في الظلام ، مع كل من يريد شرا ، بوحدة التراب المغربي ، ووحدة الشعب . ان هذا الاعتراف لم يكن جديدا ، ولا يعتبر استثناء ، بل هو الحقيقية التي تفكر بها اغلبية الطبقة السياسية ، والنخب الجزائرية ، لذا فالاعتراف ، وفي هذا الظرف ، أماط اللثام عن كل المخططات التآمرية التي تخدم بتدعيمها الانفصال ، مخططات التخريب الصهيوني ، والامبريالي بالمنطقة ، سواء شعرت بتصرفها الشاد هذا ، او لم تشعر بذلك . لقد فضح المسؤول الجزائري عمار سعداني الوضع الحقيقي للبوليساريو ، فاعتبر انه دخل النفق المسدود ، وانه اضحى متجاوزا بفعل الاحداث التي سبقته ، وجعلته يلهث وراءها ، دون التأثير فيها ، كما فضح الجزء من الطبقة السياسية الجزائرية ، وليس كل الطبقة ، وليس الشعب الجزائري المسالم ، والذي لا ناقة ولا جمل له في هذا النزاع المفتعل ، الذي عمر لما يزيد عن أربعة وأربعين سنة ، واثر على قوته ومعيشته ... فشل صقور حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية ، والجنرالات المرتبطين بهم ، في حسم نزاع الصحراء الغربية ، بما ينتهي به الى الانفصال ، وتكوين دولة تكون مرتبطة بالجزائر ، عن طريق كنفدرالية ، او عن طريق دمج بين الدولة الصحراوية ، والدولة الجزائرية ، لملامسة مياه المحيط الأطلسي ، وتطويق المغرب ، والشعب المغربي من جميع الجهات . لقد فضح السيد عمار سعداني ، التصرفات الغير مسؤولة للجزء من الطبقة السياسية الجزائرية ، الواقفة وراء هذه المؤامرة ، بصرف ملايين الدولارات على مسؤولي الجبهة ، الذين ينتقلون عبر كل دول العالم ، للدفاع عن مشروع فاشل وخاسر ، واستفادتهم من السكن في الفنادق المصنفة في الدول الاوربية وبالعالم ، وكان اجدى ، يقول السيد عمار سعداني ان تصرف تلك الأموال على الشعب الجزائري ، وتصرف على المناطق الجزائرية التي تعاني الفاقة ، والخصاص رغم وجود البترول والغاز الذي تحتكره الطغمة الحاكمة ، والجاثمة على صدر الدولة الجزائرية ، وعلى الشعب الجزائري الذي يعيش الفاقة والحاجة . ان أسواق الهراس ، والبيض ، و تمنراست ، وغيرها من المدن الجزائرية ، أولى بتلك الأموال من جماعة البوليساريو التي تُستعمل من قبل الجزء من الطبقة السياسية الجزائرية ، في مشروع انفصالي فشل فشلا ذريعا ، وبشهادة كل المتتبعين لهذا الصراع المفتعل منذ أربعة وأربعين سنة . ان اعتراف السيد عمار سعداني بمغربية الصحراء ، الذي ازعج البوليساريو ، عندما اعتبروا ، وبنفسية منهزمة ، ومضطربة ، انّ التصريح ، والاعتراف يخص صاحبه ، ولا يعني الدولة الجزائرية ، وهذا تصرف خطير ، لأنه يُعتبر تدخلا في شؤون الجزائر الداخلية ، هو نفس القناعة يؤمن بها الشعب الجزائري ، وتقتنع بها الطبقة السياسية الرشيدة ، بكون الصحراء مغربية ، وبكون الصراع مفتعل ، ويخدم اجندات لا علاقة لها بحق تقرير المصير ، كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة ، وكما يصفه ، ويحدده القانون الدولي في مبادئه العامة . وبالرجوع الى تاريخ الصراع بالمنطقة عبر الأمم المتحدة ، سنجد ان المغرب ، هو من كان وراء القرار 1514 الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والذي تستغله جماعة البوليساريو بشكل سيء ، ومتخلف ، لا يواكب الهدف الأساسي من وراء اصدار القرار . ان الصراع كان ثنائيا بين المغرب وبين اسبانية ، والسؤال الذي كان سيطرح على الاستفتاء ، طبقا للقرار 1514 هو : هل تريدون البقاء ضمن السيادة الاسبانية ، ام تريدون العودة للانضمام الى المغرب ؟ . وهنا ، واضح انّ أي جواب لم يكن يخرج عنْ ، إما البقاء ضمن الدولة الاسبانية ، وإما العودة الى المغرب ، أي لم يكن هناك طرف ثالث يدعو الى انشاء دولة مستقلة عن المغرب ، وعن اسبانية كما ظهر فجأة بعد سنة 1975 . والسؤال : عندما كان المغرب ينازع اسبانية الصحراء الغربية في الأمم المتحدة ، في بداية ستينات القرن الماضي ، اين كانت الدولة الجزائرية ؟ وأين كانت جبهة البوليساريو ؟ وأين كانت الجمهورية الصحراوية ؟ وأين كان الشعب الصحراوي ؟ عندما كان النزاع ثنائيا محصورا فقط بين المغرب ، وبين اسبانية في سنة 1960 ، التي صدر فيها القرار 1514 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ، لم يكن هناك شيء يسمى الجزائر ، لأنها كانت لا تزال تخضع للاستعمار الفرنسي ، الذي استعمرها لما يزيد عن مائة وأربعين سنة ، ولم تظهر الدولة الجزائرية الاّ عندما استقلت في سنة 1962 .. فهل كانت الجزائر حتى بعد استقلالها ، والمغرب ينازع اسبانية مغربية الصحراء ، قادرة على طرح معادلات اكبر من حجمها الذي فضحته حرب الرمال في سنة 1963 ؟ وعندما كان المغرب كذلك ينازع اسبانية مغربية الصحراء ، اين كانت جبهة البولساريو التي نصبت نفسها كمدعي عام لقضية خاسرة ؟ ان جبهة البوليساريو لم تتأسس الاّ في سنة 1973 ، أي ثلاثة عشر سنة قبل التأسيس . كذلك اين كانت الجمهورية الصحراوية التي ستتأسس في سنة 1976 ، وأين كان الشعب الصحراوي الذي ظهر فجأة في سنة 1977 ؟ اما إذا عدنا الى الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في 16 أكتوبر 1975 ، فهو يؤكد الاعتراف بمغربية الصحراء ، من خلال الاعتراف بوجود علاقة بيعة مع سلاطين المغرب . وحيث ان النظام السياسي المغربي هو نظام اثوقراطي ، وثيوقراطي ، فالأمير السلطان يمارس السلطتين معا ، الدينية والدنيوية ، وهنا فاعتراف المحكمة بالبيعة ، هو اعتراف صريح بمغربية الصحراء . لكن التنصيص على الاستفتاء ، يبقى موقفا شادا ، مخالفا للقانون المحدد لطبيعة الدول التي تتصنف بمميزات ، وخصائص ، تجعلها تتمتع بسيادة ، ليست هي سيادة الدول الأخرى . فهل من الجائز ان نقارن النظام المغربي ، الاثوقراطي ، الثيوقراطي ، البطريركي ، الكمبرادوري ، الاوليغارشي ، البتريمونيالي ... بالأنظمة السياسية الاوربية ، او بأنظمة الدول الغربية ؟ لذا ومن هذه الزاوية ، فان القرار الذي خرجت به محكمة العدل الدولية ، في قرارها الشهير في 16 أكتوبر 1975 ، هو اعتراف بمغربية الصحراء . ويبقى اهم اعتراف بمغربية الصحراء ، هو اعتراف الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني الجزائرية ، السيد عمار سعداني ، الذي يعتبر ضربة وجهت الى الجزء من الطبقة السياسية الجزائرية المتآمرة ، والتي هي اليوم في طريقها الى التلاشي بفعل حراك الشعب الجزائري الذي فطن بمقالب الطغمة ، كما يعتبر ضربة لجبهة البوليساريو ، التي تستعمل ككمبراس ،لخدمة مخططات أيديولوجية ومصلحية ، لا علاقة لها البتة مع حق تقرير المصير ، ولا الاستفتاء ، ولا الشعب الصحراوي المفترى عليه .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كتالونية انفصال ام استقلال ؟
-
الاستاذ محمد الساسي يحمل النظام ، والاحزاب مسؤولية الازمة ال
...
-
تحليل خطاب الملك بالبرلمان
-
النظام السياسي الإيراني
-
العربان -- Les Arabes
-
الدكتاتور . المستبد . الطاغية
-
تجار اللحم البشري
-
فرنسا صديق حميم للمغرب
-
النائب البرلماني عمر بلفريج
-
مجلس الأمن -- Le conseil de sécurité
-
تقرير الامين العام للامم المتحدة عن نزاع الصحراء الغربية - L
...
-
التعديل الحكومي
-
الثورة سلسلة -- La révolution est une chaîne
-
الاسلام الشعبي . الاسلام الرسمي . الاسلام السياسي --
-
قضية الصحافية هاجر الريسوني -- Laffaire du journaliste Hajar
...
-
جنسية المبعوث الشخصي للامين العام للامم المتحدة حول الصحراء
...
-
جبهة البوليساريو وهيئة الامم المتحدة -- Le Polisario et lON
-
فيلم بين اسرائيل وحزب الله -- n film entre Israël et le part
...
-
اللواء جميل السيد -- Le général Jamile Assaid
-
ألاعيب الرباط -- Les magouilles de Rabat
المزيد.....
-
مصرية توثق جانبًا مختلفًا لدبي عبر صور عفوية لعمال منطقة الر
...
-
وصفتها بـ -لحظات تاريخية-.. هكذا تفاعلت أحلام مع وصول طائرات
...
-
ارتفاع حصيلة قتلى عواصف أوروبا.. شاهد جهود البحث والإنقاذ وس
...
-
خلال اتصال هاتفي.. الملك عبدالله والسيسي يحذران من تصفية الق
...
-
هل فعلا سكر الفواكه أقل ضررا من غيره؟
-
الحكومة الإسرائيلية تضيف هدفاً جديداً إلى أهدافها المعلنة من
...
-
الناتو يترك للدول الأعضاء حرية اتخاذ القرار حول استخدام أوكر
...
-
دراسة: بعض المأكولات الصحية تزيد احتمالات إصابة الأطفال بالس
...
-
السيسي وعبد الله الثاني يحذران من خطورة استمرار الحرب في غزة
...
-
-كانت غزة تموت ببطء-.. مشعل يؤكد تغيّر موقف بايدن حول بقاء -
...
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|