|
الفن والواقع في لعبة شرسة في -الملك هو الملك-
مليحة مسلماني
الحوار المتمدن-العدد: 1556 - 2006 / 5 / 20 - 10:30
المحور:
الادب والفن
في مسرحية "الملك هو الملك" الفن والواقع لا يلتقيان فحسب، بل يتبادلا الأدوار في لعبة شرسة يحاول كل منهما أن يشد الآخر فيها، تارة يهزم أحدهما الآخر، وتارة هذا أو ذاك ينتصر، ولكن المؤكد أن الإبداع الفني في استستقائه الماء من الواقع، فإنه يبتلعه وإن كان كدرا أو مسموما، عله يطهّره أو ينقّيه. هل كان سعد الله ونوس الذي حضر العرض الأول منذ ثمانية عشر عاما يدري بأن نصه الذي كتبه يمكن أن يعاد ليلامس الواقع ذاته والذي وإن تغير فإلى الأسوأ؟ أم أن في اعادة المسرحية سلاح ذو حدين يُصوّب نحو وجدان المتلقي العربي، الذي سيفرحه إعادة انتاج نص مسرحي عربي بعد جيلين من إنتاجه الأول، فيثق بأن الإبداع العربي انتج جملا انسانية تغازل الأمكنة والأزمان كلها، والحد الآخر على نفس المقدار لكن من الألم العربي والشعور المستمر بالظلم والهزيمة. منذ ثمانية عشر عاما كتبها ونوس ليحولها المخرج المسرحي مراد منير إلى عرض مسرحي شعبي بعد إدخال نص موازي للشاعر أحمد فؤاد نجم يغنيه الفنان محمد منير. والآن، مرة أخرى "الملك هو الملك" بأبطالها أنفسهم، وفي الواقع المضطرب والمهزوم ذاته لتعاد على خشبة مسرح السلام في القاهرة. ملك ملّ الملك ووهجه ورهجه، ولا القصور والهدايا والذهب والحرير عادت تغريه، تنكّر ونزل بين العامة، لعبة جديدة ومسلية لكنها "ستكون شرسة"، يلتقي بأبي عزة "صلاح السعدني" التاجر الذي خسر تجارته وجنّ فيعيش في وهم أنه ملك، تتبدل الأدوار إلى غير رجعة، ليصبح المجنون هو الملك، والملك هو المجنون. نص ونوس ذو بعد تأملي فلسفي يطرح الأسئلة لا ليجيب عليها، ربما لمجرد أن يطرحها ويستفز في الإنسان والإنسان العربي التفكير في معناه الوجودي، السلطة والحاكم والمحكوم والعلاقة بينهما، قضايا أقلقت البشرية في جدل تاريخي طويل، من هو الملك؟ الملك هو الملك؟ أم هو العرش والزيّ والتاج والحديد والصولجان؟ وكلاهما متنكران، بل هو التنكر البشري الأول في التاريخ. يتلقّف مراد منير النص بلهفة المخرج المسرحي، يحافظ على ابعاده الفلسفية والنقدية ويقوم باختيارات موفقة لطرح تلك الأبعاد في لعب الفنان صلاح السعدني دور الملك، ولكنه ينبض فيه الحياة والقرب منا كمتلقين بتزويحه النص لكلمات أغاني كتبها الشاعر احمد فؤاد نجم، يغنيها محمد منير، في شخصية متمردة من العامة، تقول احتجاجها غناءً، فتحتج الصالة جميعها مع منير. تتبعنا طاقم المسرحية، المخرج والنجوم وإدارة المسرح الحديث، طرحنا عليهم الأسئلة، أجابوا تارة، وتارة كانت في عيونهم أسئلة أخرى:
مراد منير يعيد ويصرّ حدثنا عن التجربة الأولى قبل ثمانية عشرة عاما، مقارنا إياها بتجربة الإعادة: "فكرة إعادة المسرحية أتت بالتنسيق مع وزير الثقافة ورئيس البيت الفني للمسرح د. أشرف زكي بهدف تفعيل العلاقة بين المسرح والجمهور والتي تعاني من شبه انقطاع. وفكرة الإعادة موجودة في العالم كله، لماذا يحكم على العمل المسرحي برصاصة الموت عندما يتم إنجازه وتصويره؟ وإذا كانت مسرحيات شكسبير تتم إعادتها حتى وقتنا الحاضر فإن الإبداع المسرحي العربي ونص مسرحي كهذا للأديب السوري الرائع سعد الله ونوس تعتبر من الأعمال الإبداعية التي تصلح لكل مكان وزمان. قررنا أن نعيد التجربة ووجدنا ترحيب عالي من الجمهور. قبل ثمانية عشر سافرت الى سوريا والتقيت بالأديب سعد الله ونوس رحمه الله، وبالاتفاق معه قمت بتغييرات طفيفة على النص لكن الجديد كان إدخال نص للشاعر احمد فؤاد نجم، شعرت بأنه يوازي نص ونوس ويلتقي معه. حيث حل نص أحمد فؤاد نجم مكان اليافطات الموجودة في النص والتي تعبر بشكل مباشر ومكتوب، فكرة تحويل تلك اليافطات إلى أغاني وبالصوت والحضور القويين للفنان الجماهيري الرائع محمد منير جاءت لعدة اهداف أهمها إضفاء طابع جمالي غنائي ذو قيمة فنية عالية وبنفس الوقت بنمط يقترب من المتلقين، ناهيك عن اننا مسرح يعرض لجمهور يحوي أميين. قلت لونوس أنا سأجعل محمد منير يغني مضمون تلك اليافطات بموتيفات شعبية مصرية تصل إلى الوجدان المصري، فأصبح العرض له شكل الاحتفال الشعبي وهو ما كسر الإيهام بيننا وبين الجمهور، وبهذا تحولت المسرحية من الشكل البريختي المباشر إلى عمل مسرحي شعبي قريب من الجمهور ويستند على كسر الجمود بين الصالة والجمهور. أذكر أن د. عادل الراعي رحمه الله كتب عن المسرحية يقول: فرح شعبي على مسرح السلام، حيث ما نقوم به أننا نخبر الجمهور أننا نمثل وحين نمثل نستغرق وحين نخرج من الاستغراق ننبهكم بأننا نمثل، بدليل اني أدخل المسرح اثناء العرض لأغير الديكور، أو لغناء "السُّبوع" مع الممثلين. جاءني سعد الله ونوس رحمه الله بعد العرض الأول في الساعة السابعة صباحا، قال لي جملة جميلة لن أنساها: هذا العرض هو ما حلمت به عندما كتبت هذا النص. كان رحمه الله فرحا جدا بالتجربة. واستمرينا بعرض تلك المسرحية لمدة ثلاثة سنوات ونصف وعرضت في دول عديدة. هذه المرة أيضا لم أدخل تغييرات كثيرة على النص والمسرحية، كما أن ونوس متوفي الآن ولا اقدر ان اقوم بتغييرات كثيرة". - "الملك هو الملك" مسرحية سياسية ربما اكثر مما كانت عليه قبل ثمانية عشرة عاما؟ "إن نص ونوس مبني على فكرة تحليل لينين للدولة والثورة، حيث كانت تلك هي المرحلة الثورية في أدب سعد الله ونوس، كيف تنشأ الجماعة البسيطة المتلاصقة في حالة لا طبقات فيها ومن ثم كيف تتكون تلك الطبقات بالعسكر والمؤسسات التي تقيمها السلطات التي تعتني بالأغنياء أساسا، وكيف يحول هذا البشر إلى عبيد وأسياد وحكام ومحكومين، وهذه هي الفكرة الجوهرية التي لم تتغير، أميركا الان تحكم العالم بالحديد والنار ـ عايزة تفهميني إنه بوش ده يصلح يكون رئيس؟ هو الآن يحكم العالم ويستطيع أن يدخل أي منطقة بالقوة المسلحة الغاشمة. على مستوى عالمنا العربي ما زالت أنظمة الحكم القاهرة تمارس الاستبداد وتدعي الديمقراطية وهذه إحدى الإضافات على نص ونوس هذه المرة، في الماضي كانت أنظمة مستبدة نعم، ولكنها لا تدعي الديمقراطية كما في وقتنا الحاضر! اليوم أنظمتنا العربية تدعي الديمقراطية وفي الحقيقة ما زالت تحكم بالحديد والنار والسجون والمعتقلات ما زالت موجودة، لذا فإن المسرحية لها نكهتها السياسية التي لم تزل محتفظة بقوتها وقوامها الصلب حتى الآن . إن فكرة اختيار محمد منير بالذات ليغني كلمات أحمد فؤاد نجم لم تأت من فراغ، فمنير يمس عصبا حيا وصاحيا عند الناس، في غنائه وآدائه وروحه وشكله ولونه، تشعرين أنه حتّة من النيل، من طمي أسوان، حتة من كل حتة في مصر، أنا اقول له انت ريحة مصر يا منير، لذا استعنت بمنير الذي لعب دورا كبيرا في صلة العرض بالصالة. والعبقرية في آداء صلاح السعدني، فهو يكون ملتاثا في الجزء الأول ثم ملكا حقيقيا في الجزء الثاني، وقد قام صلاح بالاتفاق معي بمجموعة إضافات حول الواقع المعاصر، نحن نلتقط الآن أي حادثة تحصل مثل اعتقال شخص وندخلها إلى العرض، كحادثة القبض على نعمان جمعة قلناها في العرض في نفس اليوم، وكذلك انتقاده مؤتمر الخرطوم. هذا يحول العرض إلى صحيفة سياسية تفضح الواقع لتنتقده. لذا ترين صلاح يلعب دور الملك لكنه ومن خلال دوره كملك يسخر من الواقع ومما تفعله الحكومة المصرية، فبه كانت المسرحية بحد ذاتها خروجا عن النص". - أنتجت المسرحية من قبل فرقة المسرح الحديث التابع لوزارة الثقافة، ما التحديات التي واجهتك كمخرج ضمن العمل مع مسرح القطاع العام؟ "قد اعتدنا، من يدخل السجن لا يشعر أنه معتقل، سبق أن اعتقلت عدة مرات، كنت اندهش عندما تبكي أمي أثناء زيارتي، وأتساءل لماذا هي تبكي، كنت اعتبر الاعتقال رحلة أقرأ وامارس حياتي داخل المعتقل واخرج منه لطيف وجميل. هناك مأساة صغيرة جدا تتعلق بالإدارة، لأن من يسيطر على حركة المسرح هم المديرون ورؤساء الهيئات، عندك مثلا عبد الغفار عودة عمل على إنتاج أعمال مسرحية عظيمة جدا في الفترة التي عمل فقط لأنه أراد أن يعمل، منها مسرحية غنائية عملت عليها اسمها "لولي" . عندما يستلم ادارة المسرح مديرين تعساء فبالضروة أن يصاب المسرح ايضا بتعاسة شديدة.
التقينا الملك ـ صلاح السعدني ـ قبل احد العروض، طلبنا حديثا عن الشخصية التي يلعبها في المسرحية، فحدثنا عن شخوص اخرى واحداث أخرى بادءا من أحد الهزائم الكبرى: "بعد هزيمة 1967 وفشل التجربة القومية لعبد الناصر وسقوط الحلم العربي يضع سعد الله ونوس يده في نص رائع ونادر على الهم الذي أصاب الأمة العربية متمثلا في مشكلة الحاكم والمحكوم. ليقوم المخرج مراد منير بإخراج المسرحية بطريقة رائعة وليضيف عليها نص آخر موازي للشاعر أحمد فؤاد نجم، في كلمات يغنيها محمد منير حولت النص الى واقع حاضر. لم أتردد في العمل على نفس المسرحية بل سعيت من اجل ذلك وذللت الكثير من العقبات. وعن سؤاله عن رؤيته في إعادة المسرحية في الواقع المضطرب ذاته: "بل أخشى ان تعاد بعد مائة عام ويكون الواقع هو نفسه لم يتغير. اليوم سمعت اسماعيل هنية يشكو من أنه الحكومة الفلسطينية تحتاج إلى 118 ألف دولار لمجرد تسديد رواتب وموظفين وليس للصرف على مقرات وسفارات وسيارات او غيرها، فقط لمجرد تسديد رواتب موظفين الذين لم يتسلموا روابتهم حتى الآن، تذكرت مقالة لمحمود السعدني يقول فيه أنه يتمنى من الحاكم العربي أن يضمن لمواطني شعبه حياة السجون، بمعنى وجود أربعة جدران مغلقة عليه لينام داخلها، ليس مهما إن كان ينام على الأرض، وحوله أمن وحراسة كما لأي سجن، و ثلاث وجبات في اليوم ـ مش مهم الفول فيه سوس ولا لأه ـ و الضمان الثالث هو العلاج لأنه عندما يشكو السجين من مرض فإن إدارة السجن مجبرة بعلاجه. لو الحاكم ضمن للشعب الاحتياجات الأساسية الثلاثة وبعدها فليتنافس المتنافسون على المليارات، من يريد أن يكون الأغنى والأكبر فليكن ولكن فليضمن الحاكم أولا للشعب احتياجاته الأساسية تلك. اليوم عندما شاهدت الاجتياح الإسرائيلي لمدينة نابلس والقبض على شبان فلسطينين قلت لو كنت مكان امهاتهم افرح وازغرد، لأن هناك في السجن الإسرائيلي سيضمنون الأكل والمسكن ـ سيبك من الفلسفات اللي ورا ده ـ انا اتكلم عن الاحتياجات الأساسية للإنسان الفلسطيني، انا لا اعرف من أين سيأكل هذا الشعب في الأيام القادمة لو ظل الإسرائيليين والأمريكان ـ ولاد الكلب ـ على تعنتهم هذا، وهم يطالبون بالديمقراطية وبعمل انتخابات، يا عم السلطة الفلسطينية عملت انتخابات شديدة الشفافية وبإشراف منظمات عالمية والشعب الفلسطيني اختار حماس، وهذا اختيار شعبي وجميع الآباء تنازلوا بكل نبل وتركوا المسألة للاختيار الشعبي هذا، ثم تأتي أميركا لتقول لن نتعامل مع حماس والإسرائيليين يقولون لا حقوق لديهم عندنا ـ ايه القياس ب 200 الف مقياس ده؟ الشعب الفلسطيني كيف سيعيش؟ هل العالم سيترك خمسة ملايين فلسطيني يموتون من الجوع؟ وكل هذا وتسألينني لماذا تعيد المسرحية بعد 18 عاما؟ انا أخشى أنه بعد مائة عام سيبقى العالم العربي على حاله!". وعن كونه ملكا ولكن نقديا في لعبة طرفيها متناقضان حدثنا: "هذا نوع من المسرح اسمه المسرح الفرجوي الشعبي، الذي كتب عنه د. عادل الراعي رحمه المنظر الكبير للمسرح العربي أنه يحصل نوع من الانصهار بين منصة العرض وبين الصالة، حتى الهموم اليومية يمكن مناقشتها وهذا ليس جديدا في المسرح وهو من المسرح القديم، المسرح اصلا ليس بالفن العربي هو فن يوناني ثم ايطالي ونحن أخذنا عنهم هذا مثلما اخذنا اشياء كثيرة، بالرغم من أن العالم كان يأخذ عنا عندما كنا دولة ذات قيمة، لكننا الآن نعيش على فتات العالم بصراحة".
محمد منير وتعطش للإبداع ومن جوع للإبداع وتوق إلى التحليق ونزع الأصفاد يحلق محمد منير في شخصية متمردة من العامة، ليبدع بالكلمة والصوت والآداء أغان من أصالة وحزن وتمرد وفرح، من "طفي النور يا بهية" إلى "علي وعليوة" حتى "يمّا مويل الهوى" يبكي ويُبكي ويستفز ويسخر ويتعطش للأبداع: "إعادة المسرحية لا يعني الإفلاس ولكنها حالة عطش فني للإبداع والتميز. ولا أقول إن المسرحية التي شاركت فيها منذ 18 سنة كانت محطة مهمة وتاريخية فقط في حياتي ولكنها تمثل 50% من اسم محمد منير. وأتمني أن نستفيد من النص الجيد المكتوب لهذه المسرحية لكي يقول الفن كلمته في محاربة الفساد داخل المجتمع المصري."
فايزة كمال بين الحلم والتمرد الفنانة فايزة كمال تقوم والى جانب دروها كابنة فقيرة لتاجر خسر تجارته وجن، تقوم مع محمد منير بالغناء والاستعراض، وبين الانتظار والتمرد كان دورها الذي حدثتنا عنه: "أقوم بدور عزة البنت الفقيرة والمظلومة التي تحلم دائما بأن يأتي فارسها الذي سيطرد عنها البؤس والذل ويعيشها في عالم من الأمان والسلام والحب والنقاء والشفافية، ودائما هي تعيش هذا الحلم الذي لا يأتي ولا يتحقق. وبنفس الوقت أقدم مع محمد منير ومجموعة الجوقة العرض المسرحي بالغناء والرقص والاستعراضات الخفيفة. وجودي مع محمد منير في العرض اضاف صدق الإحساس وشفافيته، انا شخصيا أحب فن منير واشعر أنه آت من النيل والأرض السمراء. من يملك حلما قويا سيحوله الى شخصية متمردة وقوية جدا حتى يحقق ولو جزء من هذا الحلم. عزة تعيش في بؤس وشقاء وهي رافضة لهذا الواقع ورفضها يجعلها تحلم. وافقت بسرعة على إعادة التجربة لأنه من حق الاجيال التي لم تر هذا العرض قبل ثمانية عشرة عاما أن تراه، خاصة وأن المسرحية تمس الهمّ نفسه عند الناس، وتحاكي الحلم ذاته الذي لم يتحقق بعد. - ماذا تغير على الشخصية ـ عزة ـ بعد ثمانية عشر عاما؟ "الجدي الذي اضيف للشخصية قد لا يكون ظاهرا، لكن نضج الممثل وخبرته ستضيف طبعا للشخصية، أشعر مثلا اني الآن أكثر إشفاقا على عزة".
لطفي لبيب وسمك الزامور! عن دوره ـ عرقوب ـ خادم التاجر الذي خسر تجارته ثم وزيرا للملك، يحدثنا الفنان لطفي لبيب عن شخصيتيه في المسرحية كسمكة زامور: "عرقوب شخصية موجودة دائما في حياتنا السياسية، فهي شخصية طفيلية دائما ما تتسلق وتجدينها في أروقة القصور وتعتمد في حياتها على كيف تصل وكيف تتسلق وكيف تنمو. أنا اعتقد انه في نوع من الاسماك اسمه سمك الزامور يحيا في المحيط الهندي هذا النوع من الاسماك منذ صغره يذهب ليبحث عن سمكة قرش، يلتصق بها ويعتمد عليها في غذائه طوال عمره، فهذا يموت أو ذاك، وهذه هي نوعية عرقوب داخل القصور يلتصق بالقصر وبالعرش في نهاية الدور يطلع من المولد بلا حمص لأنه بنى كل نظرياته على قيم لا أخلاقية". - وما الجديد الذي أدخلته على شخصيتك في المسرحية بعد إعادتها للمرة الثانية؟ "نضج الممثل وخبرته الانسانية والفنية أضيفت. لكن جلال عمل سعد الله ونوس هو الذي يطغى علينا جميعا لأننا نستقي الشخصيات من بين سطور سعد الله نوس، الفرق هو فرق التوقيت الذي بدأ يظهر علينا كما ترينني الآن متهالكا بعد المسرحية.
محمد محمود مدير عام المسرح الحديث حدثنا عن الهدف من إعادة التجربة فقال: "فكرة إعادة المسرحية أتت لعدة اهداف اهمها أن جيلين تقريبا لم يريا ذلك العرض القيم لنص يعد من روائع المسرح العربي ومن أهمها على الإطلاق، مثلا طلبة اكاديمية الفنون لم يروا هذه المسرحية، لذا فكرنا في عمل مسرحيات مثل "أهلا يا بكوات" على المسرح القومي "ورجل القلعة" على مسرح الغد بالإضافة إلى "الملك هو الملك"، كإعادة لمسرحيات شكلت علامة في المسرح العربي والمصري من ناحية وتمس الواقع الذي يعيشه العالم العربي من ناحية ثانية، كعوامل جذب للمتفرج المصري وللشباب الجديد الذي ربما لا يستهويه المسرح، ففكرنا أن تكون مثل تلك المسريحات بداية اهتمامه بالمسرح، خاصة بعد بروز جمهور كبير لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي اقيمت في مصر، حيث ظهرت شريحة من الجيل الشاب لم تكن ترتاد ستاد القاهرة وليس لها علاقة قوية بعالم الرياضة. ففكرنا ان نجتذب لمسرح الدولة والذي عانى من شبه انقطاع مع الجمهور لفترة طويلة. وهي مسرحيات ذات قيمة عالية وفكر وآداء متميز وإمتاع بصري وذهني وبشكل كوميدي أيضا. نحن عندما نجعل مسرح الدولة يصل إلى مرحلة "كامل العدد"، والتي لم نعلقها منذ عشرين عاما، عن طريق مسرحية مثل "الملك هو الملك" فهذا مكسب كبير حيث يصل الدعم الى مستحقيه، إلى الناس التي تتطلع إلى حضور عروض كبار النجوم ولا تقدر ماديا على اسعار تذاكر القطاع الخاص". - ما هي التحديات التي تواجهكم كمسرح قطاع عام؟ "كانت هناك تحديات في السابق، تتمثل في أن مسرح الدولة لم يكن يستطيع منافسة القطاع الخاص حيث الامكانات المادية الكبيرة. لم يكن بإمكان مسرح الدولة إحضار كبار النجوم والمخرجين والملحنين والصرف على الدعاية والإعلام. الآن عكسنا الوضع تقريبا، فوزارة الثقافة تهتم الآن اهتماما كبيرا بمسرح الدولة، بدليل انك عندما كنت تفتحين الصحيفة تجدين حوالي ثلاثين اعلانا لمسرح القاع الخاص مقابل إعلانين او ثلاثة لمسرح الدولة، الآن ما يحصل هو العكس وتقلصت الفرق المسرحية الخاصة من اكثر من عشرين فرقة الى ثلاثة او اربعة فرق تقوم بعروضها مثل فرق مثل عادل إمام وسمير غانم والاستاذ جلال الشرقاوي. باختصار هذا يعني أن مسرح الدولة تعدى مرحلة عدم القدرة على المنافسة.
#مليحة_مسلماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صفعة 1
-
أحمد كنعان: ينتابني شعور الاختناق عندما اضطر لتأكيد فلسطينيت
...
-
الجنة الآن - دعوةٌ للفردوس في جحيم السينما الفلسطينية
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|