أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام الياسري - فلسفة التحول النقدي لظاهرة الفلسفة الثقافية!!















المزيد.....

فلسفة التحول النقدي لظاهرة الفلسفة الثقافية!!


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 6381 - 2019 / 10 / 16 - 20:10
المحور: الادب والفن
    


عصام الياسري

فلسفة الثقافة تخضع إلى حد كبير الى أساليب التنمية الثقافية، وهي "فلسفة" توضح النظريات الثقافية المختلفة، وتعبر عن المسافة بين المعتقدات التقليدية وظواهرها ومن ثم تطويرها. ظهرت في سياق التغيرات الاجتماعية والسياسية في مطلع القرن 19 والـ 20 في فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى وبعدها. مثقفون مثل سيميل Georg Simmel وفاليري Paul Valéryتساءلوا أو رفضوا النظريات المتعلقة بمفهوم الثقافة في الفلسفات المثالية، وخاصة تلك الخاصة بهيغل وكانت، بسبب ملايين القتلى وفقدان عام للقواعد الانسانية والاخلاقية. اليوم، ووفقا للدراسات الصادرة في عام 1980 توضح مدى ارتباط الفلسفة الثقافية بالدراسات الثقافية والمجتمعية، وتبيّن نأي ممثليها اي "الفلسفة المثالية" بأنفسهم وقصور دراستهم لعلوم الفلسفة ذاتها.

رأى بعض النقاد المهتمين بالشأن الثقافي في ذلك الوقت بما فيهم أوزفالد شبنغلرOswald Spengler بنهاية الثقافة. معظمهم تبنى برنامجًا مثاليًا للنقد، مرتبطاً بأفكار القرن التاسع عشر. الهدف من هذا البرنامج في ذلك الوقت كان هو البدء بإصلاح الفكر الفلسفي على نحو: تكييف النظريات الفلسفية مع احتياجات الناس والمطالب العلمية. على أن الثقافة هي هيكل مختلف عن "عوالم الوجود" التي تتكون من منتجات مؤهلة للفنون والعلوم، أيضاً الادعاء بأن "الأشخاص ذوي الثقافة" قد طوروا استخدام هذه المنتجات.

فقدت هذه الفكرة عموميتها من خلال أحداث الحرب والتغيرات الاجتماعية والسياسية السابقة واللاحقة. في بداية القرن العشرين، بدأ فلاسفة الثقافة في اعتبار الثقافة مهمة مشتركة لجميع الناس. والأشكال التعبيرية للثقافة جزءاً من المنتجات المتغيرة وهياكل العمل المشترك. وكان يُنظر إلى الثقافة على أنها كيان ديناميكي "كمجموعة من التفاعلات" التي ينتجها البشر معًا وتخدم الفرد في التوجه نحو الحياة. بمعنى ما يعرف اليوم في مفهوم "العلاقة الغريبة" بين الفرد والمجتمع هي "الثقافة"، والمكوّن يشكل حقيقة مشتركة.

الانتقال إلى هذا التفكير الوظيفي حول الثقافة، وما آل الى فهم ذاتي للفلسفة الثقافية، انعكس في النظريات التي لها تأثير مبتكر على الدراسات الثقافية. السمة المميزة لهذا التحول النقدي للظواهر الثقافية، كان مطلوبا من الناحية السياسية التي افرزها الثلث الأخير من القرن التاسع عشر الذي شهد تغييرات سياسية متوافقة مع الميول والتعلق الطائفي في سياق الوحدة الالمانية وتوجه الناس نحو "فلسفة شعبية" تأثرت بتنوع الأفكار المثالية الكانتية والهيجلية والرومانسية. أيضاً أفكار النصف الأول من القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية. وتعد أوقات "الاضطرابات" ذات أهمية ثقافية - فلسفية أو ثقافية - علمية. يحتوي قسم منها على بعض ردود الفعل والظواهر التي ظل على متابعتها الفلاسفة أو العلماء.

يصف المؤرخون اليوم الحرب العالمية الأولى بأنها نهاية حقبة تاريخية تتميز بالقوة الاجتماعية والسياسية للإمبراطورية وأيديولوجياتها. ونتيجة لتلك السياسة والتجاوز على الدستور يمكن للمرء أن يفهم الفشل في الحرب والثورات، او تميُز عدم صلابة المؤسسات والمصالح والأفكار دليلًا على الهشاشة خلال العهد الإمبراطوري السائد آنذاك.

الحرب العالمية الأولى التي بدأت في 1914 انتهت بعد اربع سنوات في 11 نوفمبر 1918، بأكثر من تسعة ملايين شخص فقدوا أرواحهم، وأصيب 20 مليون شخص، و25 دولة كانت قد شاركت في الحرب مع حوالي 1.4 مليار نسمة، كان هذا حوالي ثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية. واصبحت آثار الحرب الخاسرة على السكان الألمان وخيمة، والقى بموجب معاهدة فردان"Verdun" الإنجليز والفرنسيون والبلجيك باللائمة للكارثة على ألمانيا والنمسا والمجر.

جادل المثقفون في ألمانيا زمن الحرب فيما إذا كانت حربا "عادلة" أو "غير عادلة". واعتبر الفيلسوف الالماني ماكس شيلرMax Ferdinand Scheler بانها حرب عادلة لأنها تدور حول السياسة الصحيحة. وهو يشير إلى ميل الإنجليز إلى إساءة فهم "الجودة الروحية" للمفاهيم الفلسفية المركزية عن طريق "أخطاء الفئة". فيما اعتبرها جورج سيميل في كلمة ألقاها في عام 1914 بما معناه حرب "توحيد الوحدة الألمانية"، التي نُسفت جميع مقوماتها في جميع أنحاء ألمانيا منذ عام 1870. هكذا كان "طوق الخيال" موضوع شائع الاستخدام في النقاش حول الحرب. سيميل، الذي تحدث أيضًا في كلمته عن المدى غير المقبول لهذه الكارثة، اختار "أطروحة الحرب" عاملاً هاما من شأنه أن يحدث التغيير إلى ولادة "انسان جديد".

كرد فعل جمع المثقفون بعد الحرب بين شروط الحياة والفكر ومصطلحات مثل "اختفاء الألفة العالمية" ماكس فيبر Max Weber، "أزمة العقل" بول فاليري، "العالم المنسي" جورج لوكاش Georg Lukács، "فقدان العالم للأفكار القديمة" و"تدهور الغرب" أوزفالد شبنغلر Oswald Spengler، "إتساع التشرد" الكانتيين. ووضح جورج سيميل أن جيله يقف على حافة الهاوية بين الأمس والغد، بين الميتافيزيقيا أو المثالية وفلسفة ما زالت غير معروفة من شأنها ان تعيد صناعة إنسان جديد. وكاد بول فاليري غير قادر على وصف الحالة الراهنة لأوروبا بالقول: اننا نعاني من ان ثقافتنا تموت، وانها لم تعد تشبه نفسها. وأشار قدامى المحاربين في الحرب إلى فكرة "حمل السلاح" الى انها انتصار الحمقى، وحذروا من أن الدوغماتيين من أي اتجاه يشكلون خطرًا دائمًا بالحرب.

يلخص الفيلسوف الالماني المعاصر "رالف كونيرسمان" Ralf Konersmann خصوصية "الفلسفة الثقافية" ومفهوم التطرف بالقول: انهما أمران مفهومان، إذ شكلا رد فعل فكري عنيف وتحديًا للفلسفة والعلوم. يلخصان التراجع الثقافي المؤسف ورفضً فكرة الحقيقة في العلم. بيد ان الفهم السائد للعلوم في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، توافق مع تعامل المثقفين وعلماء العلوم والفلاسفة في كيفية معالجة "مأساة الثقافة" أو "سقوط الغرب"، أيضا مع كيف يمكن للناس التكيف في المستقبل مع الأحداث. وتم تطوير النظريات الثقافية التي افرزت فرص بداية ثقافية جديدة لمواجهة الأزمة الثقافية وتحديد إجابات على آراء بعض المؤلفين والمفكرين.. وبالتالي فهما، اي فلسفة الثقافة والتطرف، تبعا لاستنتاج الدراسات الثقافية، قابلتان، للتغيير وليستا ثابتة المنهجية والتفسيرات التحليلية والعقائدية او التقارير التاريخية ومفهوم الأنثروبولوجيا الثقافية.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماجد كامل فنان رحل وكان يحلم بوطن يحضنه!
- عاصفة الدماء .. لكن ماذا بعد؟
- خاتمة فنان بعيدٍ عن وطن إنكفأ إزدهاره!
- أماس أدبية غمرتها قصائد الحب والإنتماء للوطن
- ما بين الثقافة و مفهوم الثقافة...!
- دعابة سردية ذات أثر ساحر وأسرار لا تنسى
- اللحظات الحاسمة لجوهر نضال المرأة للمطالبة بالمساواة
- عرب المهجر بين صراع الايديولوجيا وفك الانتهازية
- ماذا يختبىء وراء الأكمة في مؤتمرات حول الشأن العراقي في الخا ...
- العراق بين دائرة الاستئثار بالسلطة ومفهوم القيّم والشعور بال ...
- حوارات حميمية بين أدوات موسيقية من عوالم مختلفة
- أدب المرأة بين حساسية العاطفة وروح الدعابة والتأمل..
- منتدى بغداد للثقافة يحقق هدفاً نبيلاً ويكرم المبدعين والمبدع ...
- الانتخابات العراقية ومستقبل المواطن والوطن؟
- هل تضمن المشاركة في الانتخابات مصير ومستقبل المواطن والوطن؟
- الثقافة والمثقف.. فضاءات تجسد قيّم المجتمع ورقيّه!
- العراقيون يباركون المرأة العراقية في يومها العالمي
- الفنان التشكيلي منصور البكري يحاكي وطناً أسمه العراق
- عاصفة الإستفتاء أمام ديمقراطية الأكراد والصراعات الطائفية!
- المرئي في أعمال منصور البكري


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام الياسري - فلسفة التحول النقدي لظاهرة الفلسفة الثقافية!!