|
دكريات الثانوية
محمد طالبي
(Mohamed Talbi)
الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 19:44
المحور:
الادب والفن
خلف " الكوري" بقليل في زقاق صغير نقف نحن الثلاثة "لحو" ، "عائشة" بجسمها النحيل و النحيف و أنا. نناقش بعض المواضع المقررة للسنة الثانية من التعليم الثانوي ..نناقش ثارة ونضحك ثارة اخرى نقهقه تارة ثالثة..أحد المكلفين بالمختبر ب"الليسي" يمر من قرب "الكوري " سمع قهقاتنا التفت الينا و بدأ بالنظر و التمعن كأنه في مهمة استخباراتية . من زاوية نظره يستطيع ان يراني أنا و عائشة.و لا يمكنه ان يرى" لحو" ، نظر الي نظرة كلها تهديد ووعيد، فهمت الرسالة، لكني لم أستطع فهم السبب.هل يعشق عائشة ؟ هل عينه عليها ؟ أسئلة كثيرة و متعددة تناسلت في راسي الصغير. في ثاني اختبار في مادة الفيزياء الاستاذ منحني نقطة 4/20 مع عبارة "ضعيف " و ابتسامة كلها سخرية و امتهان واحتقار، رجل في عقده الرابع تظهر عليه علامات الاتزان و الوقار،متزوج و اب لأسرة تعتبر مثالية في بلدتنا الصغيرة،.لم يحدث ان قللت من احترامي له.لكنه ظلمني ثم سخر مني و أهانني. ترى ما السبب ؟ صديقي "لحو" اجاب بنفس اجاباتي وحصل على نقطة تفوق المعدل بكثير.أدركت ان الامر مقصود. ترى ما السبب؟ استاد مادة الرياضيات أعطاني في اختبار 10/20 رغم ان ورقتي خالية من اي خطأ و المفروض ان يمنحني نقطة كاملة.سألته عن السبب بكامل الاحترام .أجابني بنوع من النرفزة و التحدي : C’est ma façon de corriger- بعد خروجي من الفصل مباشرة ،حررت ورقة اخرى مشابهة للورقة الاولي. وتقدمت نحو استاذ اخر لمادة الرياضيات . طلبت منه ان يصحح ورقتي .قبل الفكرة بصدر رحب ثم قام بتصحيحها ووضع نقطة 20/20 ، اخرجت الورقة الثانية التي بها النقطة 10/20 امسكها ،تفحصها جيدا، أعاد المقارنة بين مضمون الورقتين. زفر ثم قال ساخطا : - هذا اسمه الظلم بعينيه. استاذة مادة العلوم الطبيعية "الكاورية" هي ايضا منحتني نقطة ضعيفة رغم اجاباتي الصحيحة و عند استفساري لها اجابتني قائلة : C’est ma façon de corriger- هي مؤامرة اذن. لكن ما السبب ؟ و ما الذنب الذي اقترفته ؟ اسابيع قليلة انتقلت عدوى النقط الضعيفة الى صديقي "لحو" و "عقى" وذاقا مرارة الظلم و التعسف. قررنا ان نقوم بالتحريات اللازمة لمعرفة سبب هذه الهجمات الغير مبررة على حقنا في التعليم .تبين لنا عندما قمنا بتحرياتنا اننا مستهدفون لان الموظف المكلف بالمختبر أخبر استاذ مادة الفيزياء و الكيمياء أي الاخ الاكبر لصديقتنا "عائشة" أنني حبيبها.. أنا الشاب الخجول و الذي لا يقدر على مخاطبة الفتيات الا و عينيه تنظر الى الارض..كيف يعقل ان يظنوا بي هذا ؟تحالف اخ "عائشة" مع باقي الاساتذة ضدي وضد اصدقائي و كانت الكلمة لسلطة النقطة. الجلاد ب"الليسي" لا يملك لا سوطا ولا عصا ليجلد التلاميذ بل يملك بدلة بيضا رمزا لنظافة الدمة و ورمزا الضمير الحي.. كما يملك أيضا قلما احمرا رمزا للنزاهة و الاستقامة ..جلادنا بواسطة القلم الاحمر يستطيع ان يحكم عليك اما بتكرار القسم أو يامربفصلك من الدراسة..الاستاذ أخ "عائشة " لم يكن يدرسنا ..لكن الانتماء لاسرة التربية لديه مزاياه . هذا الانتماء و في اطار التحالف ،يمكنك من منح النقطة التي تشاء و للشخص الذي تختاره. وعن بعد كدلك .فقط بهمسة في الاذن او بغمزة عين. .قبل ظهور الانترنت..حدث هذا الانجار العظيم بمدينة القصيبة.. بعد تاديبي باستغلال سلطة النقطة ، تبين لهم اني لست لا حبيب اخت الاستاد و لاهم يحزنون ,تبين لهم انهم أخطؤوا الهدف .كما ايقنوا ان الواشي لم يكن دقيقا في ايصال المعلومة .. خرجت صديقتنا الى تاغبلوت رفقة "لحو" كما يخرج جميع التلاميد للنزهة و المراجعة و لا شيء غير دلك مما تخيلته ادمغتهم العفنة . الشابة كانت لطيفة ومحترمة وكنا نكن لها مشاعر اخوية لا غير..كما ان جسدها النحيل و النحيف ،وحتى ان حدث و جاء ابليس بكامل جيشه وتحالف مع جيش الانس و الجن لكي يغويك بهكذا جسد لن يفلح . قاموا بالصاق تهمتهم الجاهزة هذه المرة ب"لحو" ونال هو كذلك العقاب وفي الختام ظنوا انه "عقى" و عاقبوه هو كدلك.. جلسنا نحن الاصدقاء الثلاثة نناقش الموضوع فيما بيننا، لنخرج بقرار لنرد على هذا الظلم المتعمد..قررنا بعد نقاش عميق ان نقاتلهم و نسيل دماءهم لكن في زقاق مظلم وبدون شهود..نحن الثلاثة نحمل اسلحة بيضاء تحت سراويلنا و نقتفي اثار الاساتذة الاهداف كل يوم ..لاحظنا انهم حدرون جدا و لا يدخلون االازقة المظلمة.
#محمد_طالبي (هاشتاغ)
Mohamed_Talbi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
امطاون ماخ
-
طعم الكراهية
-
هي
-
حب دفين
-
الغريب
-
الفقير
-
قطار الزمن
-
قطار الزمن
-
هدية لابني
-
حبيبتي
-
لماذا
-
أمشي
-
حب معجون بالدمع
-
الرفيقات
-
ارض
-
مسقط رأسي
-
قصة حب مات شهيدا
-
عامل اقليم -افران- خارج التاريخ
-
الداخلة خريف 1997
-
انا الصغير
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|