أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - مخطوطات بلاد الرقادة.. الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان في - زمن الأقنعة والتلاشي - الحلقة الثالثة من قصيدته الطويلة الملحمية الأحزان -يوميات فاتك الطويل- في بؤرة ضوء















المزيد.....

مخطوطات بلاد الرقادة.. الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان في - زمن الأقنعة والتلاشي - الحلقة الثالثة من قصيدته الطويلة الملحمية الأحزان -يوميات فاتك الطويل- في بؤرة ضوء


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6378 - 2019 / 10 / 13 - 16:47
المحور: مقابلات و حوارات
    


• قبل أن يحتسي فاتك قناني العناقيد المختمرة، وتترنح بين يديه.
وقبل أن يستنشق عفرات قزمه عاشق الخمر، تخللت منابت روحه الشقية به، جموح أناه المفرط ، واستبدت في كهنوت بلاد الرقادة ..
مَن غيره واكب خسوف القلوب والأزمنة، وتلاشت في عاديات النوائب..؟
أنبأنا فاتك عن تفاصيل تلك الحسرات المروعة والمتوسدة رجس نواياهم .. وهو كظيم عندما يشهق النهر بالجثث، وتتناهى إلى مسامعه صوت هلاهل ثكالى الوطن.


يوميات فاتك الطويل
كتب قائلًا:
هذا دفتر يوميات البطل الهمام فاتك الطويل . عثر عليه بالصدفة قزم يعشق الخمر، في بلاد بعيدة جدًا يقال لها بلاد الرقادة . دوّن الطويل في كتابه عددًا من حملاته المروعة ضد أعداءه. في كل صفحة من الكتاب تنبثق نافورة دم، فيما تسمع وراء السطور هلاهل نساء ثكالى.

• قلبه متهم بالقسوة
وهو مَن جاء إليهم بخياطين وطباخين كعواطفه التي تهوى طأطأت رؤوسهم
كان عقله مثقل بالرؤى، وتتزاحم فيه تفاصيل غزواته.

١٨.
كانوا عراة على الدوام
فاحضرت أفضل الخياطين يصنعوا لهم الأثواب
وكانوا جياعًا فبعثت في طلب الطباخين من أقاصي الأرض
وكانوا يرتجفون من البرد فاشعلت المواقد
لقد نذرت لهم
كل خطوة مني نحوهم إنما كانت مرسومة منذ بدء الخليقة
كنت وعدهم
وكانوا يطأطئون رؤوسهم أمامي من الفرح…. والهناء.


• ممارساته اليومية في شرفة المنزل أثارت حفيظة الرعاع، يضع فقه خلايا جسده في أزمة حول حدود الجوع وشبهات قمصانهم البيض
استعان بذخيرة جند قلبه، وخرطهم بالوجع قبل أن تتوحد آلهة الشكر معهم ..
فتجلوا على رصيف الأمكنة، كشدو عطره المعتق.

١٩.
ما الذي فعلته لكي يستنكر الرعاع جلوسي الطويل في شرفة المنزل؟
خرجوا مثل قطيع من الثيران الغاضبة وهدموا الأسلاك الشائكة
لم توقفهم زخات الرصاص من بنادق جنودي الأشاوس
ولا حتى العجلات المدرعة
نزلوا إلى الشوارع بقمصان بيض
وكنت لهم بالمرصاد
لا يمكن أن أدع الرعاع لنزواتهم الغبية
الجلوس في شرفة المنزل كان من أجلهم
كل خلية في جسدي كانت تشتغل من أجلهم
وكانوا مجرد رعاع.


• هذه مخطوطات بلاد الرقادة التي تحكي حقيقة فاتك الطويل وحجم هذيانات عرايا حملاته المروعة ، عثر عليها قزم في جوف أعماقه السحيقة،..
لا تسألونه متى اكتشف هذا العري؟
فكله متهم بالإرهاب
ومواقده تسكنها هوام رجال الدين وأشباح الرصاص وغربان الموت ...

٢٠
بلاد الرقادة مملة
ومخطوط المذكرات كان فرصتي للإقلاع عن الخمر
كنت اشعل الموقد واقرأ
تركت خلف ظهري رجل الدين المحنط
ورهطه اللصوص
وغرت في التاريخ
من يكتب التاريخ؟
كان السؤال يخترقني بقوة مع كل صفحة من صفحات المخطوط.
هل يكتبه القتلة، اللصوص، الجبناء….
أم القتلى؟

• لم ترَ بصيرة عليم الأقبية، كيف عليه إرضاء نزواته، ومدى الخمر الذي كان يستبيح فكره ليبقى على بينة من صحوه..
الأنكى هو نفاد الخمرة معه، لذا أباحت له نزوات صاحب الأنف الكبير الشيطانية بسرقة المخطوطة.

٢١.
ظهر أخيرًا رجل نصف أصلع بأنف كبير من كثر الاستخدام
قالوا إنه عليم بفن الاقبية، فلقد أمضى ثلثي عمره تحت الأرض
حكيت له سر المخطوط
أراده لنفسه كاملا ولكني أبيت
ظل يناورني حتى غلبني النعاس
لو كانت الخمرة هنا لفر الرجل، ولكنت صاحيا طوال الليل
عليكم أن تدركوا ماذا حدث في الصباح.

• هل مازال فاتك الموجوع قلبه ينتظر غودو ، حتى كلكامش صريع عشبة الخلود غادر سومر وقلاع أوروك قد تهدمت، ورماح دون كيخوته مازالت تحارب طواحين أرض الله المختارة ...؟

٢٢.
قرأ الرجل الصفحات الأولى من الكتاب،
ثم أطلق الخيول من لجامها
كانت الرايات عملاقة
والتروس عملاقة
وخوذ الرجال ضخمة مثل أنف قائدهم
يحملون رماحا طويلة
كانوا ينشدون شيئا عن الثأر
عن الأرض المختارة التي ستتخضب بالدم من جديد لكي تتطهر
وكان الرجل قد ترك الكتاب في خيمته
ليس ببعيد عن جارية صغيرة وعارية.


• فاتك الطويل كعادته والنصف أصلع يغرق في يباس الروح... ودماء القبائل موزعة بين قبائل الماء...

٢٣.
على الطرف الآخر كانت القبائل مختلفة، ولهذا كانت المعارك بين كر وفرّ..
الرجل نصف الأصلع صاحب الأنف الكبير كان يكره فاتك الطويل إلا أنه فشل في تقليده.
عاما بعد عام وتدهور حالته الصحية
الحكماء قالوا لبعضهم إنه على طريق الفراعنة
اما هو، فلقد سهى تماما عن المخطوطة
غرق في غيبوبة طويلة
بين موت وحياة
كان يشاهد خدمه يستمتعون بالأطايب من النعم
فيما فمه لا يستقبل حتى الماء.


• لم يتقمص القزم وجه غانية تفترش مجالس الطرب وأسواق الصاغة
فكيف لغانية تقنع ذاك القزم بأنها كل النساء ؟
قد أطاح بألف من العيون اللامعة بقنينة من العناقيد المختمرة...

٢٤.
يقول القزم:
نزلت إلى مدينته، فلقد كان أخبرني بها في ساعة الصحو
ثم طفت بين المنازل متخفيا بهيئة قزم دجال.
مررت على بيوت العاهرات، الأثرياء، الفرسان الأشداء
مررت على أسواق الصاغة بجانب النهر
وعلى المعابد المشيدة على التلال
مررت على مدارس العلم، ومجالس الطرب
وهنا
هنا بالتحديد
وجدت غايتي وغانيتي
كانت ترقص بديعه
وترتدي أجمله
رمقتني بلحاظها مرة
وكنت بين حشد من العيون اللامعة.


• تراءى لها إنه يحتفظ بينبوع ماء روحه، تمنت ردم وقطع جذور حقده وكراهيته
وأن تحتوي آثاره المتعطشة للمزيد من لهب الإحتراق

٢٥.
مكثنا معًا ما يصعب عده
حتى وجدت المخطوط في صناديق ملابسها
قالت عندما أمسكت بالكتاب:
عامان مرّا وانقضيا وصاحب الكتاب يضعه تحت رأسه
ما رأيته قط يقرأ فيه
خلت أنه روحه
فخيل لي أن أسرق روحه
وانتقم.
كان إبن الحضيض
خرج من باطن الأرض لكي ينتقم مني
ثم عرفت إنه أيقونة الكراهية في هذا العالم
اخرج من احشاءه سما يكفي لقتل مستعمرات كاملة.
كان إبن الحضيض حقا.



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يقضمه الوجع والمكائد.. الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان* في - ...
- سِفر أوجاعه لاتحدها تقاويم الزمن..الشاعر، الناقد عبد الخالق ...
- التوق الأخير مع شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون جاويد من – ...
- الجمهور المثقف واللامثقف - شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون ...
- واقع الناس والرقابة المجتمعية في فعل التغيير - شاعر المهجر و ...
- واقع حال المدارس في حصار الوطن من حديث شاعر المهجر والمثقف ا ...
- استبيحت دوالي الطفولة عند شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون ج ...
- ذروة الوعي الفكري ومسرحة مفازات الوجع والترقب عند شاعر المهج ...
- سعير مجامر لقمة العيش واللغة - شاعر المهجر والمثقف العضوي خل ...
- صرخة ممهورة بجنون الحرب من وقع همس أصابع عابر سرير المرض شاع ...
- مواجع لابثة في أروقة الذاكرة - شاعر المهجر والمثقف العضوي خل ...
- اللاهوت الحربي يستنطق حرف مدن شعر عابر سرير المرض شاعر مياسم ...
- حكايا الرماد - شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون جاويد من – ا ...
- حميميّة النغم الداخليّ من وقع همس أصابع عابر سرير المرض شاعر ...
- هجرة مجانية إلى ضلوع شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون جاويد ...
- مِيقاتيّة شاعر المهجر خلدون جاويد من – الوعي الكتابي وفتنته ...
- - رهافة حبر الجمال في ندا صالحي وسلمى - المَلَكة الإبداعية ...
- - فلسفة الاستطيقا وبنية النص - المَلَكة الإبداعية والخيال ال ...
- - الوصف اللساني عند الفردية ونظرية التلقي - المَلَكة الإبداع ...
- - -وطن الكاتب من صمت المسافات وحصيف الشوق- المَلَكة الإبداعي ...


المزيد.....




- -لا خطوط حمراء-.. فرنسا تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها بعيدة ...
- الإمارات ترسل 4 قوافل جديدة من المساعدات إلى غزة
- الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته يلتقي الرئيس المنتخب ترا ...
- رداً على -تهديدات إسرائيلية-.. الخارجية العراقية توجه رسالة ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان؟
- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - مخطوطات بلاد الرقادة.. الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان في - زمن الأقنعة والتلاشي - الحلقة الثالثة من قصيدته الطويلة الملحمية الأحزان -يوميات فاتك الطويل- في بؤرة ضوء