رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6377 - 2019 / 10 / 12 - 23:10
المحور:
الادب والفن
الرواية تتناول طريقة تعامل المجتمع مع المرأة، فهي ليست أكثر من سلعة أو جارية يمكن للذكر أن يستخدمها/يفعل بها ما يشاء، وليت الأمر يتوقف عند الأفراد، بل نجد المجتمع يسهم في جلد المرأة، من خلال تريد ما يسمعه عنها دون تمحيص، أو من خلال صمته على ما يجري لها من أذية جسدية أو اقتصادية أو نفسية.
ورغم أهمية الموضوع الذي تطرحه الرواية إلا أنها رواية قاسية ومؤذية لما فيها من أحداث، حتى أن القارئ يتعب من كثيرة السواد، اعتقد كان يمكن للسارد أن يجد بعد المخففات لقسوة الأحداث، لكي يتم (تمرر) الرواية بطريقة أسهل على القارئ، فمن بداية الرواية تتعرض "غالية وأمها" لأقسى أنوع الضغط، ضغط من صاحب الدكان "سند المجدلاوي" الذي يهدد الأم دائما بكثرة الديون عليهما، ويريد بذلك أن ينال منهما جسديا، وهناك صاحب البيت "درويش السيد" الذي شهوه سمعتهما وعمل جاهدا على النيل من الأم، يتم قتل الأم بطريقة وحشية، وتُأخذ "غالية" إلى بيت "المجدلاوي" لتعمل (خادمة) لزوجته ولتكون (رصيد جسدي) له بعد نضوجها، وبعد أن تكتشف "زوجة "المجدلاوي" نيه زوجها يتم طرد "غالية" لتقع في يد "عزيز" الماجن والمنحل أخلاقين، يتزوجها وتنجب منه "سعد" وبعد خسارته في لعبة قمار، يقدمها "لشدفان" كبديل للمال، لكنها ترفض تحدث مشاجرة يتدخل الناس، تأتي الشرطة يتم اعتقال "غالية" تسجن في سجن النساء، وتفقد ابنها "سعد"، داخل السجن تتعرف على نساء اقترف المجتمع بحقهن جرائم أبشع من تلك التي تعرضت لها، فالرواية بمجملها سوداء، ومتعبة، وما زاد من قسوة الرواية أن السرد جاء على لسان "غالية" الضحية، فالراوي لم يتدخل في سرد الرواية إلا في هذا الموقف" استراحت غالية، وارتسمت على شفتيها ابتسامة رقية كبرت الابتسامة، كبر معها الفرح" ص135، فبدا وكأنه تدخل (فج) حيث جاءت اللغة ناعمة/بيضاء، تتباين مع لغة الرواية السوداء، وايضا لأن تدخله كان اشبه بعملية الاقتحام لسرد الرواية، فلم يكن هناك انسجام أو توافق مع عملية السرد التي أوكلت "لغالية"
الرواية من منشورات وزارة الثقافية، دار الكرمل، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 1995.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟