أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ياسين أغلالو - شفشاون وأسطورة مدينة الثعبان














المزيد.....


شفشاون وأسطورة مدينة الثعبان


ياسين أغلالو

الحوار المتمدن-العدد: 6377 - 2019 / 10 / 12 - 22:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يقول "جوليان بارنز" في رواية "الإحساس بالنهاية" أن التاريخ «هو ذلك اليقين الذي يحدث عند النقطة التي تلتقي فيها عيوب الذاكرة مع عدم كفاية التوثيق»[1]. وما بين غياب التوثيق، واضمحلال ذاكرة شفشاون هناك هوة، من الصعب ملؤها. أمام صمت المصادر الكلاسيكية في العديد من المواضيع المرتبطة بفترة ما قبل قدوم الرواشد، وهي حقبة نجهل عنها الكثير. الأمر الذي يدفعنا إلى طرح العديد من التساؤلات، والفرضيات عن هذه الفترات. على سبيل المثال من سكن أرض شفشاون قبل قدوم الرواشد؟ هل كانت هذه الأرض فارغة؟

وقبل محاولة الإجابة عن بعض هذه الفرضيات لابد من توضيح مسألة مهمة. ألا وهي أن الإنسان حاول التعرف على ماضيه لكي يفهم حاضره من ناحية، ولكي يجد في هذا الماضي سنداً ودعماً لوجوده الآني في إطار الجماعة من ناحية أخرى. ومن أجل ترميم بعض الثقوب الموجودة في هذه الذاكرة، كان الإنسان يلجأ إلى الأسطورة لتفسير اللغز المتعلق بوجوده في الكون، ولتفسير الظواهر المحيطة به، فإن محاولته هذه كانت هي الخطوة الأولى لبناء المعرفة العلمية سواء في مجال التاريخ أوغيره. هنا نقف على أسطورة نقلها لنا قلم الأستاذ عبد القادر العافية، في كتابه الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون واحوازها خلال القرن العاشر الهجري. كون مدينة شفشاون كانت تسمى (مدينة الثعبان) قديما لأن قوما من العمالقة سكنوها وبنوا مدينتهم على ظهر ثعبان قبل ان يرحلوا عنها، وبقيت خالية إلى أن سكنها الشريف بن راشد[2].

ها هنا تصبح الأسطورة ملاذ الإنسان حين كان العقل البشري ما يزال في طور طفولته الأولى[3]. وبغض النظر عن التفسير المختلف لهذه الأسطورة، فإن الأسطورة حاولت ترقيع النقص في ذاكرة الإنسان شفشاوني، وفي معرفته عن وجود الحياة في هذه الأرض قبل قدوم رواشد، وهو الأمر الذي أشار إليه محمد ياسين الهبطي في كتابه : "مساهمة في دراسة المقاومة المغربية للاستعمار الإسباني (مقاومة مدينة شفشاون نموذجا)" إلى مسألة أن شفشاون كانت موجودة في عهد الروماني تحت إسم Appinum[4]. وقد أخدها الهبطي عن عبد العزيز بنعبد الله، الذي اعتبر مدينة شفشاون نفسها قائمة على أنقاض مدينة Appinum الرومانية ولعل هناك اثار عتيقة ترجع لهذا العهد مثل قنطرة تلمبوط ومدشر ماكو شرقي المدينة وقد كان يوليان الغماري واليا للمنطقة من قبل القوط باسبانيا قبل انطلاق الفتح الإسلامي[5].

[1] جوليان، بارنز: الإحساس بالنهاية (رواية)، ترجمة خالد مسعود شقير، منشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الطبعة الأولى- الكويت، سنة 1969، ص 28.

[2] عبد القادر العافية، في كتابه الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية بشفشاون واحوازها خلال القرن العاشر الهجري

[3] عبده، قاسم قاسم : " تطور مناهج البحث في الدراسة التاريخية "، ص 171.

[4] محمد ياسين الهبطي : مساهمة في دراسة المقاومة المغربية للاستعمار الإسباني مقاومة مدينة شفشاون نموذجا، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الطبعة الثانية 2016، ص 28.

[5] عبد العزيز ابن عبد الله : "شفشاون وآثارها المعماري عبر التاريخ"، مجلة المناهل، تصدرها وزارة الشؤون الثقافية الرباط- المغرب، العدد الثامن والعشرون، السنة العاشرة، دجنبر 1983، ص 21-22



#ياسين_أغلالو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومن الحب ما أحيى من الموت، الحب والأسطورة في بلاد جبالة.
- موجز عن تاريخ الخمر في إقليم شفشاون


المزيد.....




- مدير مستشفى كمال عدوان بغزة: قوات إسرائيلية تحاصرنا وتأمرنا ...
- صرح فريد لا تحلق فوقه الطائرات!
- الهند تعلن الحداد 7 أيام
- الرئيس الصربي: وساطة الصين جيدة في التسوية الأوكرانية
- جريمة في جامعة مصرية
- مصر.. شركة كبيرة تثير أزمة بإشارة على أحد منتجاتها
- وزير خارجية سلوفاكيا: تصريح بوتين عن المفاوضات حول أوكرانيا ...
- إصابة إسرائيلية بجروح حرجة في عملية طعن قرب تل أبيب
- المقاتلة إف-15.. لهذا استخدمتها إسرائيل لقصف اليمن
- إحياء ذكرى سامر أبو دقة في متحف قطر الوطني بصوت ابنه زين


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ياسين أغلالو - شفشاون وأسطورة مدينة الثعبان