|
ما الذي تقيسه الساعة عدا الزمن ؟!
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6376 - 2019 / 10 / 11 - 21:05
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الجواب على هذا السؤال مزدوج : 1 _ إلى اليوم لا أحد يعرف بالضبط ما الذي تقيسه الساعة ، بشكل منطقي أو علمي خاصة . وبعبارة ثانية ، ما تزال كلمة " زمن " مفهوما فلسفيا ، ولم تتحول بعد إلى مصطلح علمي دقيق ، ومحدد بشكل تجريبي _ يقبل الاختبار والتعميم . 2 _ لحسن الحظ ، يوجد بعض التطور الأفقي والعمودي في فهمنا الحالي للزمن . وهذا السؤال ، مع بقية الأسئلة المزمنة حول طبيعة الزمن وماهيته ، مكوناته ، وعناصره ، ومراحله ، وحركته ، وسرعته ، واتجاهه سوف تكون محاور هذا البحث ....طوال ما تبقى لي من هذا العام ، وربما من بقية العمر أيضا ! .... 1 هل مستقبلك أمامك أم خلفك ؟! هذا السؤال يستحق بعض الاهتمام منك ، قبل المتابعة . توجد 3 احتمالات ، وهي تشمل مختلف المواقف المعروفة من الزمن : 1 _ لا توجد اتجاهات محددة وثابتة لحركة الزمن ، ويكون السؤال بهذه الحالة بلا معنى . 2 _ المستقبل أمامنا والماضي خلفنا ، ويكون الاتجاه بهذه الحالة من المستقبل إلى الماضي . 3 _ المستقبل خلفنا والماضي أمامنا ، ويكون الاتجاه من الماضي إلى المستقبل ... وهذا هو الموقف التقليدي والمشترك بين الدين والفلسفة والعلم ! لا أفهم ...كيف لم يتوقف أحد أمام التناقض الصارخ في الموقف الموروث والمشترك . بعبارة ثانية ، يعتقد كثيرون ، أن المستقبل قد يكون في الأمام أو الخلف ، ونفس الشيء بالنسبة للماضي ومنهم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكين ، إذ يتساءل مرات عديدة في كتابه الأشهر " تاريخ موجز للزمن " : لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل . .... قبل الخوض في هذه الأسئلة ، ومحاولة الاقتراب من الأجوبة الصحيحة منطقيا وتجريبيا قدر الإمكان ، يجدر الانتباه : من لم يفكر سابقا في الزمن بشكل حقيقي وجاد ، يتعذر عليه فهم هذا النص عبر قراءة أولى ، وسريعة أيضا !....ذلك مضيعة للوقت كما أعتقد . .... الاهتمام عتبة المعرفة ، وهو شرط لازم وغير كاف للمعرفة _ وللحب أكثر . لا يمكن معرفة أي شيء ( كلمة ، شخص ، حدث ، ...) قبل الاهتمام الحقيقي . الاهتمام الحقيقي ، فكرة ( وخبرة ) ، يشرحها أريك فروم بشكل تفصيلي وموسع عبر كتابه الأخير " فن الاصغاء " . وأنا بدوري توسعت في الفكرة ، واضفت إليها التصنيف الرباعي والمتسلسل لعملية الاهتمام : 1 _ زمن يكفي ( وقت ) 2 _ جهد وتركيز 3 _ سلطة وقوانين ( القبول بدور التلميذ ) 4 _ مال ( القبول بوضعية الخسارة أحيانا ، مع قبول الدورين : الشاري والبائع بالتبادل ) . والفكرة ( الخبرة ) شرحتها بشكل تفصيلي ، ومتكرر ، عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن . مكونات خبرة الاهتمام متلازمة من العناصر الأربعة ، وهي بالتسلسل حسب تجربتي الشخصية . .... 2 الزمن بدلالة الحاضر ؟! الحاضر مشكلة فلسفية مزمنة ، يتعذر حلها وفق المنظور التقليدي ( المشترك بين الدين والفلسفة والعلم ) والذي يعتبر اتجاه الزمن من الماضي إلى المستقبل . وقد عرضت تصوري الحالي عن مشكلة الحاضر ، بدلالة الاختلاف بين نيوتن واينشتاين ، وبينت موقفي وهو باختصار شديد : الحاضر مدى يمثله المجال الحيوي عند بقية الحيوانات . لكنه ما يزال غير محدد في العلم _ وفي الفلسفة والأديان أكثر فوضى . اليوم الحالي لمدة 24 ساعة ، هو التجسيد الأوضح والأقرب للحاضر ، مع انه غامض أيضا وحدوده غير ثابتة وليست واضحة بالطبع . فهو يتضمن جانبين مختلفين ، ومتناقضين تماما : الأول أو الوجه الداخلي للحاضر ويتمثل بالمدة أو فترة الحاضر الزمنية ( 12 ساعة نهار و 12 مقابلة ليل ) ، وهو إما بدلالة الماضي والمستقبل فقط ( الانحياز إلى موقف نيوتن واهمال مدة الحاضر لصغرها ) أو الاتجاه الثاني ، والوجه الخارجي للحاضر وهو مختلف ويمثل النقيض ، حيث يشير إلى العلاقة بين الكائن الحي ( انسان أو غيره من الأحياء ) ، وبين بيئته ومحيطه الطبيعيين ( الانحياز إلى موقف اينشتاين من الحاضر ) . أعتقد أن الحاضر يتضمن الجانبين معا بنفس الوقت ، اللانهاية في الصغر بالتزامن مع اللانهاية في الكبر ، وهي مسألة جدلية ...وربما تكون متعذرة الحل ! .... الانتقال من فلسفة الزمن والحاضر ضمنا ، إلى علم الزمن ضرورة . وهي لا تنفصل عن فكرة وخبرة البديل الثالث ، كما أعتقد . .... 3 مصطلح الحاضر مزدوج بطبيعته... 1 _ الحاضر الزمني ، وهو المرحلة الثانية أو التالية من الزمن . حيث وفق المفهوم التقليدي يلي الماضي ( الماضي يسبق الحاضر ، والمستقبل أخيرا ) ، بينما أعتقد أن العكس هو الصحيح الحاضر يلي المستقبل . 2 _ الحاضر الوجودي وهو ثلاثي البعد ، حيث الزمن أحدها فقط ، بالتزامن مع الحياة والمكان . بعبارة ثانية ، الحاضر يمثل المجال الحيوي للإنسان _ بالتزامن مع _ اليوم الحالي الذي يعيشه الفرد أو يوجد من خلاله . .... ملحق 1 بالنسبة للفرد ( ...) القيم الإنسانية 3 مستويات أو مراحل ، من الأعلى والأكثر تطورا : 1 _ القيم الأعلى من قيمنا الحالية بالفعل . يمثلها من يختلفون عنا بشكل حقيقي ، ونكتشف لاحقا ( في المستقبل فقط ) أننا كنا المخطئين . 2 _ القيم التي نعيش وفقها اليوم ، يمثلها شركائنا بالطبع ، لكن يحققها بشكل فعلي وأكثر من الشركاء أعداؤنا _ الذين بيننا صراع وجود خاصة . 3 _ القيم الأدنى من قيمنا الحالية بالفعل . يمثلها المتخلفون عن العالم المعاصر بالمستوى المعرفي _ الأخلاقي ...مثالها العنصرية والوطنية وبقية صيغ التمركز الذاتي ... الفردي أو الجمعي ، نفهم بعدما نتجاوزها فقط ، أنها من القيم الدنيا والسلبية أيضا . المثال الأوضح على القيم السلبية والدنيا ، الحروب الدينية والقبلية خصوصا مع مختلف علاقات الخوف والحاجة _ حيث الاعتماد على القوة المباشرة والعنف والخداع . ملحق 2 ميز النقاد العرب القدامى بين نوعين من حركة الزمن : 1 _ الحركة التعاقبية . 2 _ الحركة التزامنية . الأولى نسبية ومحدودة . والثانية مطلقة وغير محددة . أعتقد أنه موقف صحيح ومناسب ، إلى يومنا . بالإضافة إلى أن ، سرعة حركة التزامن غير محدودة ، أو مطلقة وهي أسرع من الضوء أو تساويه في الحد الأدنى . بينما حركة التعاقب ، محسوسة ، وربما تكون هي التي تقيسها الساعة ؟! .... بعبارة ثانية ، وبعد التفكير بالفقرة أعلاه _ الحركة التزامنية يمكن معرفة سرعتها وقياسها أيضا ، لكن بشكل نظري فقط عبر الوسائل والأدوات الحالية . وهي بالحد الأدنى تساوي سرعة الزمن أو تفوقها . بشكل منطقي ، حركة التزامن تجسد الحد الأقصى للسرعة الكونية . _ الحركة التعاقبية للزمن ، أو الانتقال من لحظة زمنية إلى أخرى ، لا يمكن معرفة سرعتها ولا قياسها أو اختبارها بالطبع . حيث الوجود محدود ومحدد بالحاضر الموضوعي فقط _ ... المستقبل لم يصل بعد والماضي انتهى . ما الذي تقيسه الساعة إذن ؟! أعتقد _ وهذه فرضية وفكرة أولية تتغير عبر التجربة أو الحوار _ أن الساعة تقيس البديل الثالث للسرعتين التزامنية والتعاقبية معا !؟ وهي ( الساعة ) المنجز الإنساني الأكثر إثارة للدهشة والاعجاب . الموضوع شيق وخطر ، وسأحاول تكملته .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عودة إلى الحاضر الجديد _ المتجدد
-
ما الذي تقيسه الساعة بالفعل ؟!
-
ما الذي تقيسه الساعة ؟!
-
رسالة مفتوحة إلى صديقي علي الطه
-
رسالة مفتوحة إلى الأستاذ خلدون النبواني
-
خلاصة مكثفة ، الزمن ومشكلة الحاضر
-
الزمن _ مشكلة المستقبل ( مع خلاصة ما سبق )
-
الزمن _ مشكلة الماضي ، طبيعته واتجاهه
-
الحاضر ، طبيعته ومكوناته وتفسير استمراريته بشكل تجريبي ، ربم
...
-
مشكلة الاحترام
-
مشكلة العيش في الحاضر
-
العيش في الحاضر مهمة الانسان الأصعب
-
البطولة مشكلة تتطلب الحل المناسب
-
فكرة البطولة حاليا
-
المشكلة العقلية تختلف عن النفسية
-
نظرية المؤامرة _ أمثلة تطبيقية
-
فوائد نظرية المؤامرة
-
تكملة الفلسفة الجديدة
-
الفلسفة الجديدة
-
مشكلة العيش في الحاضر هنا _ الآن .... تكملة
المزيد.....
-
وسط اللا مكان.. كوخ عمره 200 عام يحصل على نجمة ميشلان بأيرلن
...
-
-نساء البحر- والشلال المقدس.. بين أسرار اليابان المذهلة!
-
دول عربية ترفض -تهجير- الفلسطينيين من أرضهم وتؤكد على ضرورة
...
-
ضم السعودية والإمارات.. اجتماع سداسي وزاري عربي في القاهرة ي
...
-
شاهد لحظة وصول فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى غزة و
...
-
-ما الذي يمكن لإسرائيل وحماس تعلّمه من اتفاقيات وقف الحرب ال
...
-
عدد طلبات اللجوء يتراجع بنسبة 45% في فنلندا والسلطات توقف در
...
-
لبنان.. مقتل مونسنيور الأرمن أنانيا كوجانيان بظروف غامضة
-
الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
-
فتح معبر رفح لأول مرة منذ مايو وعبور50 مريضا غالبيتهم أطفال
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|