ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)
الحوار المتمدن-العدد: 6376 - 2019 / 10 / 11 - 10:02
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الحلقة الثامنة عشرة : النساء 170- 176
(170) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
1- المعني : لو جاءكم النبي بالهدى ، فادخلوا في الايمان خيرا لكم ، وإِن كفرتم فان الله غني عنكم وعن إِيمانكم ، قيل أن الخطاب في الاية موجه لعموم الناس ، وقال بن عباس أنه موجه للمشركين
المصدر / زاد المسير في علم التفسير .. ابن الجوزي
2- الاسئلة :
A- لماذا ربطت الاية بين آداة الشرط وإن تكفروا .. وبين ملكية الله للسماوات والارض ؟
B- ما علاقة وكان الله عليما حكيما .. بالاية ؟
(171) يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً
1- أصل كلمة المسيح : كلمة عبرانية أو سريانية وعُربت ، كما عُرب سائر أسماء الانبياء في القرآن ، مثل اسماعيل واسحاق وموسى وعيسى (نقلا عن أبو عبيدة)
2- معني الاية : نهي للنصارى عن الغلو في دينهم والقول بأن الله تجسد بروحه في يسوع المسيح ، لان الله لم يتخذ ولداً ، فعيسي كلمة الله او بشارته التي أبلغتها الملائكة إلى مريم
وَرُوحٌ مِّنْهُ : قيل أن الروح هي الله ، وقيل أنها عيسي .. وقيل انها جبريل ، وقيل أنها نفخة جبريل في درع ( كُمْ ) مريم ، وقيل أنها ( رسالة الله ) الى مريم فدخلت في فمها فأصبحت عيسى ، وقيل انها (القوة ) التي كان يُحي بها الله الموتي
ولا تقولوا ثلاثة انتهوا : نهي للنصاري عن أن يقولوا ان الله ثلاثة أقانيم وجوهر واحد .. خير لكم من العقاب في الاخرة
المصدر / التبيان الجامع لعلوم القرآن .. الطوسي
3- السؤال : هل الله روح مستقلة بذاتها أم أنها تجسدت ( تلاشت) في يسوع المسيح وأصبح بها ربا ؟
A- الروح هي الله :
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلآئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ / الحجر29
ثُمَّ سَوَّاهُ (وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) / السجدة 9
وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا (فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا) / الانبياء 91
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا (فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا) / التحريم 12
إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ (وَرُوحٌ مِّنْهُ) / 171
( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا ) فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا / مريم 17
(وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ) إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ / يوسف 87
B- الروح ليست الله :
تَعْرُجُ (الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ) إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ / المعارج 4
تَنَزَّلُ (الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ) فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ / القدر 4
يُنَزِّلُ (الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ) مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ / النحل 2
يَوْمَ يَقُومُ (الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ) صَفًّا / النبأ 38
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) / الشعراء 193 )
يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ ) عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ / غافر15 )
C - الروح منفصلة عن الله :
قُلْ (نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ) مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا / النحل 102
وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ (وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) / البقرة 253
أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ (وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) / المجادلة 22
وَكَذَٰلِكَ (أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا) / الشوري 52
D - الروح لا يعلمها الا الله :
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا / الاسراء 85
(172) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا
1- سبب ظهور الاية :
وفد من نجران سأل النبي :
قالوا : لماذا لَمْ تذكر صاحبنا؟
قال : ومن صاحبكم؟
قالوا : عيسى
قال: وأي شيءٍ أقول له .. انه مجرد عبد لله
قالوا: بل هو الله
قال : ليس عارا عليه أن يكون عبداً لله
قالوا: بلى .. فظهرت الاية
2- المعني : لا المسيح ولا الملائكة حملة العرش المقربين لله لن يستكبروا أن يكونوا عبادا لله و من يستكبر سوف يحشره الله اليه يوم القيامة
المصدر / زاد المسير في علم التفسير .. ابن الجوزي
3- الاسئلة :
A- هل من الوارد اصلا ان يستكبر المسيح أن يعبد الله .. وهو من رفعه اليه اساسا ؟
B- الملائكة المقربون هم الاقرب الي الله والاولي بعبادته .. فكيف افترض امكانية استكبارهم ( وبالتالي نفاها ) ؟
(173) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
المعني : أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولم يستكبروا فلهم الأجر و الجنة ، أما الذين استكبروا عن عبادته وطاعته عذاب فلهم أليم ولن يجدوا من ينجيهم منه ، مرجعهم جميعا إلى الله
المصدر / روح المعاني .. الالوسي
(174) يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا
المعنى : أن النبي مرسل لكم أيها الناس كبرهان علي صحة ما أمركم الله به ، ومعه القرآن ليهديكم و ينجيكم من عذابه الأليم
المصدر / مجمع البيان في تفسير القرآن .. الطبرسي
(175) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا
1- المعني : أما الذين امنوا بالله واابعتدوا عن معاصيه باتباع القرآن ، فسوف يرحمهم الله ويهديهم الي الصراط المستقيم
المصدر / الجامع لاحكام القرآن .. القرطبي
2- السؤال : أين ( وأما الذين ) الثانية .. كما ورد بالاية (173) ؟
(176) يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
1- سبب ظهورالاية : قال جابر بن عبدالله .. مرضت فزارني النبي وأبو بكر ، وأثناء الزيارة أغمي عليّ ، فتوضأ النبي وصب علي من وضوئه فأفقت
وسألته .. كيف أقضي في مالي .. فظهرت الاية
2- المعني : الناس سوف يسألونك يا محمد عن معنى الكلالة .. قل الله يخبركم بالمعني .. أي الحكم في حالات من مات و ليس له أصول ولا فروع :
A- مات وترك اخت .. لها النصف والباقي لبيت المال
B- مات وترك أختين أو أكثر .. لهن الثلثين مما ترك الميت
C - مات وترك إخوة رجالاً ونساء .. للذكر ضعف الانثي
D- ماتت وتركت أخ شقيق .. يرث كل شيء ، أما غير الشقيق فيرث الفرض المخصص له فقط
يبين الله لكم هذه الفرائض والأحكام كي لا تضلوا
المصدر / لباب التأويل في معاني التنزيل .. الخازن
3- السؤال : ما علاقة هذه الاية التي تتحدث عن الميراث بما سبقها و تتحدث عن ارسال الله للنبي ومعه القرآن لهداية الناس ؟ و ما حكمة ترتيبها كآخر اية بينما اية الكلالة المشابهة رقمها 12 في صدر السورة ؟
للمزيد .. شاهد اليوتيوب التالي :
https://www.youtube.com/watch?v=sxFwvoh7Hig
#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)
Ibrahim_Elgendy#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟