تحليلات ومواقف نضاليه أمميه للحراك الجماهيرى:العراق.بيان البديل الاشتراكى“ثورة الفقراء في العراق تعري جرائم نظام المحاصصة“

تيار الكفاح العمالى - مصر

الحوار المتمدن-العدد: 6372 - 2019 / 10 / 7 - 04:00
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

..منذ خمسة أيام، تشهد مدينة بغداد ومعظم مدن وسط وجنوب العراق، احتجاجات جماهيرية واسعة، للمطالبة بتوفير فرص العمل و تحسين مستوى المعيشة و تأمين المستلزمات الاساسية كالكهرباء وماء الشرب و الخدمات الصحية و التعليم للأغلبية الساحقة من المجتمع العراقي. لقد وصفت هذه الاحتجاجات بحق بثورة الفقراء.
لقد دخلت المواجهة بين البروليتارية العراقية والجماهير المسحوقة من جهة، ونظام المحاصصة والفساد و القمع، النظام الرجعي والمتخلف، من جهة اخرى، مرحلة نضالية تأريخية جديدة، لقد منحت هذه الاحتجاجات عمق أكبر وأوسع للتعارض والتضاد القائم بين الجماهير المضطهدة و الاحزاب و القوى الاسلامية و القومية ونظامها الساسيي و ميليشاتها الارهابية.
إن تجارب السنوات الماضية والمواجهات الطبقية منذ 2011 وبشكل أدق منذ الاحتجاجات التي حصلت في مدينة البصرة في العام الماضي للمطالبة بتوفير فرص العمل و تأمين الخبز والعيش. حيث تلمست الجماهير مؤامرات وخداع احزاب الإسلام السياسي و سمومها في زرع الاوهام و الاكاذيب و ركوب موجة الاحتجاجات تارة، و تارة اخرى في الإمساك بسدة الحكم و ممارسة القمع وتقاسم الحصص فيما بينها على أسس طائفية.
لم يبقى للاحزاب الدينية الفاشية و مؤسساتها العسكرية ومليشياتها من سوات و قوات بدر والعصائب و غيرها من المليشيات الاجرامية، بعد كشف زيف ادعاءاتها وفضح مؤامراتها ومساعيها في شق صف الجماهير المحتجة، سوى استخدام السلاح و القوة المفرطة و الرصاص الحي بوجه الجماهير نساءاً و أطفالا و شيوخاً ولتمارس أبشع اشكال القمع والعنف وحشية وهمجية. إن التقديرات الاولية لعدد الإصابات تجاوزت الآلاف بين قتلى وجرحى .
لقد تميز حراك تشرين الجاري بتجسيد الانفصال التام للجماهيرعن القوى والتيارات السياسية والدينية إنفصالاً لا عودة عنه، وقد أغنت التجارب النضالية خلال السنوات العشر الماضية الجماهير العمالية و الكادحة وعيا اجتماعيا واضحاً عن فساد و تفسخ هذه القوى و الاطراف إلى درجة إيمانهم باعادة تجربة آذار 1991، ليس هذا فحسب، بل لقد سطرت الجماهير الثائرة صفحات من البطولة والتفاني لم يشهدها تاريخ العراق السياسي من قبل. إن حراك تشرين جعل من ضعف و أوهام “الربيع العربي ” المتمثلة بعقد الأمل على العسكر و المعارضة الدينية و الليبرالية، وهي أوهام ماضوية نقضتها وقائع مابعد الربيع العربي. لقد اظهرت الجماهير المحتجة بأنها لا تعقد أية آمال على تحرك عسكري اوانقلاب فوقي، بنفس الدرجة التي تبددت فيها أوهام الاسلام السياسي السني و الشعي على حد سواء، بل انها ذهبت أبعد من تجربة الحراك السوداني في الايمان بمناصفة الحكم مابين الثوار والعسكر .
اذن ما الذي يبنغي عمله الان ؟ إن الاوضاع الراهنة في العراق والتوازنات السياسية والاجتماعية، الداخلية والخارجية، تفرض على الجماهير المنتفضة، اليوم اوغدا، السعي الجدي لتحقيق التحرر النهائي وانهاء وجود النظام القائم. إن الافق السايسي والأمل في التحرر و انهاء نظام الاستغلال الاجتماعي والقمع بشكل نهائي ليس قضية مطلبية بقدر ما هي قضية نضالية اساسية، لا يمكن تأجيلها اوالاستعاضة عنها ببديل اخر.
إن تنظيم الجماهير المحتجة في مجالسها الثورية او أية أشكال تنظمية جماهيرية حيوية ومرنة تؤمن تقدم الحراك و تطوره، والعمل على نبذ التبعثر والتشت وحصر المواجهات في عدد من المدن والقصبات ومحاولة المشاركة الواسعة من كلا الجنسيين واستخدام كافة الاشكال النضالية، أصبح قضية ملحة ومصيرية.
لقد كشف النظام عن عجزه في مواجهة صلابة الجماهير المحتجة وشجاعتها، وبدأ باطلاق حملة من الوعود الكاذبة والمسكنة و يسعى للتفاوض مع ممثلي الحراك، وهذه لحظة مناسبة لانتخاب مجموعة من الثوريين ليمثلوا الحراك، يجب أن نعلن لا للتفاوض السري. إن الممثلين ينبغي ان يتم انتخابهم من الحراك مباشرة و بشكل جماهيري، للجماهير المحتجة الحق في عزل الممثلين المساومين او الذين خانوا رسالة الحراك. ينبغي الاستفادة من كل اشكال النضال الجماهيري ابتدءا من التظاهر و مرورا بالاعتصام والعصيان المدني الشامل واستخدام كل ادوات النضال و التنظيم، بدءاً من تنظيم الاحياء والمراكز في المجالس الثورية و اللجان الثورية وانتهاءاً ب الانتفاضة المسلحة عندما نؤمن مستلزماتها المادية والاجتماعية.
البديل الاشتراكي
6 تشرين الاول 2019

#تيار_الكفاح_العمالى_-_مصر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات