جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6371 - 2019 / 10 / 6 - 22:00
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مفهوم النعم العربي
كلمة (نعم) ثقيلة على النطق بعكس (لاء) خاصة عند تعلم الاجنبي العربية بسب حرف العين و حرف النون في البداية يشير عادة الى النفي في مختلف اللغات - راجع مقالى عن سرعة اللاء مقابل بطء نعم - لذا تستبدلها العامية بـ (بلي) و (ايوه) او فقط (أ) اضافة الى (اجل) في العربية الرسمية طبعا للتاكيد و لكن السؤال هو لماذا هذه الكلمة الثقيلة ايجابية؟
يشير نعم الى الطيب مقابل السيء اي يشير الى السعادة و النعومة - النعومة في الوجوه وفق القرآن من الرضى (وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية) قارن ايضا (عيش ناعم) و (جنات النعيم) و النعمة هي الترف و لكني اعتقد بان هذه النعمة و النعومة و الطيبة تأتي من صلب الحياة الصحراوية القاسية و اهمية الحيوانات / الماشية / الانعام تماما كما تحولت كلمة (المال) من الماشية الى المعنى الحالي و كلمة (اهل) من الخيمة الى العائلة و اهمية الرعي (كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته) اي من امتلاك الانعام كالابل لكي يعيش الانسان حياة (سهلة) لذا يقال (نعيمة عليك) و (انعم صباحا). النعم هو الزيادة في المال و هو عكس البؤس.
فعندما يتحول امتلاك الانعام الى النعم فهذا يدل على المكانة المهمة للانعام في حياة البدو العربي او ان الشعوب السامية تساوي امتلاك الانعام بالاجابة الايجابية اي الانعام = نعم و هذا يختلف كليا عن فكرة نعم في اللغات الهندو-الاوربية. فاذا تحولت وفرة الماشية الى العيش الناعم فان الجواب بالايجاب بنعم يدل بالتأكيد على قساوة الحياة الصحراوية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟