|
لا يؤسسون دولة و لا يرضون بالتقسيم !!
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 6370 - 2019 / 10 / 5 - 22:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عجيب امر هؤلاء الذين يحكمون العراق و ان كانوا موالين لهذا و ذاك و غير مستقلين بانفسهم و ليسوا احرارا كما هو المطلوب ان يكون الحاكم حرا مستقلا مؤمنا ببلده، عجيب امر من لا يعمل بجد و بطريقة صحيحة و لا يريد ان يعمل الاخر و ان كان لخير البلد، و الان يريدون ان يحلّوا المشاكل بين ليلة و ضحاها و كأن المشكلة و القضايا من ولادة اليوم و البارحة. غريب امرهم هؤلاء لم يتبنوا امر دولة قوية مستقلة باسس صحيحة سواء لاسباب موضوعية او ذاتية و يريدون ان يعيشوا امنين تحت نير المتدخلين المصلحيين و متطلباتهم، الاغرب في امر هؤلاء انهم لا يعلمون اين يكمن الحل و يدعون انهم يحلون ماهو المترسخ و المتفشي و المستشري من الفساد و ما يسير عليه الامر بيد المافيات و له ابعد و تاريخ و اسباب عميقة. و العجيب في امرهم اكثر هو عدم طرح ارائهم بصراحة للحلول الجذرية و لا توجد لديهم حتى الحلول الترقيعية التي لا تصل من مسيرتها الى نصف النهر في جانب ضفتهم و الناس يريد منهم العبور الىالضفة الاخرى و الوصول الى بر الامان. من يرى العراق و يتبع الامور و يقيّم الموجود يتيقن بانه لا وجود لدولة حققية في العراق منذ تاسيسه، و اليوم اصبح على حال دون ادنى صفات الدولة، بدلائل متعددة و منها عدم وجود قوة عسكرية موحدة بل لكل حزب قوته و ميليشياته و هناك قوى تابعة لهذا الطرف الخارجي و ذاك، و ليس هناك اقتصاد حرّ و لا نظام موحد و يسير بنظام معين بل خاضع لامور خاصة، و ليس هناك وحدة وطنية بل هناك فروقات شاسعة عرقيا و دينيا و مذهبيا، فهذه هي الحال، و يريدون ان يبقى هكذا لمصحالهم الضيقة البعيدة عن المصالح العليا التي يجب ان يتمتع بها اي بلد و شعب موحد، و الادهى في الامر و منذ عقود و لا يدعون ان يتكلم اي احد بصراحة ليقول ماهو الحقيقة و يصرخ بعظمة لسانه و يقول يا ايها الناس ان العراق و مذ1 تاسيسه لم يكن بنيانا رصينا و لم ينبثق كدولة حرة بارادة شعوبه و انما اسسه الاستعمار من اجل ما خضع و جرى له طوال تاريخه و تضرر بالذي وقع لمصلحة مؤسسيه فقط. و عندما تتكلم بكل صراحة و نستشهد بما قاله بعض القادة المخلصين المحنطين في لحظة صراحة و عقلية في التعامل معه و منهم الملك فيصل و كذلك نوري السعيد بانه ليس هناك شعب موحد بل تجمعات اجتماعية، فعندما ترد هذا فانهم يتهمونك بمتعصب عرقي. و عندما تقول الحق و تطرح ماهو الصحيح و الحل الجذري للقضايا الشائكة و ماهو المتعقد و اصبح عقبة لبناء دولة حقيقية صحيحة قلبا و قالبا و يمكن ان تتعظم كلما طال الوقت، فيقولون انك قومي شوفيني و لست يساريا انسانيا كما تدعي. يجب ان يتصارح العراقيين بكل امور تخصهم بصراحة تامة دون التعلق بشعارات و مباديء ورقية فقط مر عليها الزمن و لم تعد صالحة شكليا كما كانت ابان العصور القومية و اليسارية الصورية التي طغت على العراق و كانت غير المبنية على الارضية الرصينة. نعم يجب ان يكون للمثقف الدور الحاسم و الكبير على طرح المواضيع كما هي دون خيال او عقائد مثالية لا تمت بارض الواقع، يجب على العراقيين ان يقولوا ما لم يقولوه من قبل. فان المشكلة ليست كما هي من صنيعة اليوم فقط كما يقول البعض، لان الادارة لم تبنى على اسس صحيحة و لم يحكم العراق من قبل الا الحديد و النار و ان بقي كما هو لا يمكن حكمه بشكل ديموقراطي و بحرية . نعم ان المجتمع العراقي كما بحثه علي الوردي و الذي يجب ان يعتمد من قبل الجميع ما كان يؤمن به و بحثه و ما قاله عنه في التحليلات العلمية و كتاباته وما طرحه في ايجاد الحلول المناسبة في مشاكله. نعم ان المكونات مختلفة جذريا و ان التناقضات هي التي تحكم الفرد العراقي و لا يؤمن بدولة و سلطة اكثر من رئيس العشيرة و عرقه و مذهبه. نعم انه يعيش في دائرة صغيرة و لم يتقدم منذ تاسيسه و هو كما كان لحد اليوم، فهل يتابع المتابعون ما يحدث بالمناسبات الدينية، و هل تابع المتابعون للوضع العراقي ما يحدث في كل منطقة يختلف عن الاخرى في الشكل و الجوهر. فهل التظاهرات التي اندلعت شرارتها في المناطق الشيعية اخيرا و عدم حدوثها في المناطق السنية صدفة او هناك اختلاف تركيي سياسي جذري و تركيبة و ظروف اجتماعية متباينة. فيجب المصارحة بكل شيء لايجاد الحلول الجذرية، نعم الجذرية طويلة الامد ان كنا ننوي الحلول و ليس الترقيع. فان الشعب العراقي هو ثلاثة شعوب و ثلاثة مكونات و ثلاث بنيان و ثلاثة اوضاع اجتماعية مختلفة جذريا و حتى لهجة و لغة و عرقا في جوهره و اساسه ،هذاعدا ماهو هو عليه من اختلاف ديني و مذهبي. و عندما نقول ان الحل هو بناء ثلاث سلطات متجاورة و بثلاث كيانات متجاورة متعايشة مع بعضها بعلاقات سلمية متناسبة سواء كانت كونفيدراليات او حتى ثلاث دول متجاورة تنعم شعوبها بسلام و امان و يمكن ان تتحد فيما بعد طوعيا دون ضغوطات و قسريا لمصلحة دولة استعمارية طامعة بل رضى الاطراف ان رات مصلحتها في ذلك. و انا اجزم قطعا و من هنا اقوله بكل صراحة، فان توافقت المكونات و تصالحت و اتفقت على بناء كونفيدرالياتهم او دولهم فان الاستعمار و بالاخص و في مقمدتهم البريطاني و من ثم الامريكي، انه لن يرضى بسهولة و سيتآمر بكل ما يتمكن منه، لانه يعلم بانه لم يبقى له اي دور في المنطقة و سوف تحل الكثير من المشاكل ليس في العراق فقط و انما في دول المنطقة اجمعها في المدى البعيد. نعم اننا و من الخلفية الانسانية التي نؤمن باننا لم ندعي هذا نتيجة عقائدنا العرقية و لا من اجل امور اقتصادية خاصة لكوردستان و انما نجد ان العراق ليس له حل الا بطريقين اما الوحدة القسرية البعيدة عن الامان و العيش الرغيد، و يجب ان يُحكم بالقوة و الحديد و النار و هذا لن يدع شعوبه ان تنعم بالراحة و الامان و السلام و الحرية في حياتهم، و اما ان ينقسم بشكل لم يكن لاحدهم سلطة على الاخر سواء كانت بدول مستقلة او كونقديراليات لمدة غير محدودة الى ان يتغير الواقع الاجتماعي الثقافي العام لشعوبه في المدى البعيد و يتم اتحاده كما هو حال اوربا في وقته المناسب ان ارتضى الجميع .نعم ليس هناك اي حل للوضع العراقي و ان استقالت الحكومة و جاءت حكومة نابعة من الشعب و وطنية و غير تابعة و غيرعرقية او مذهبية او مهما كانت مواصفاتها، فانه لن تتمكن من ضمان حرية الناس و التعايش السلمي بعيد المدى مهما كانت حرة و منبثقة من قبل الشعب و ان كان هذا غير ممكن واقعيا بداية لاسباب كثيرة لا يصع هنا ان نذكر جميعها. اذن الحل الوحيد و الجذري دون اي مبالغة او بهدف كما يمكن ان يتهمني المتزمتين بافكار ضيقة سواء كانت عرقية او دينية او مذهبية بما هم يؤمنون به من قرارة انفسهم. و ربما يمكن ايجاد حلول ترقيعية لمدة معينة لا يمكن ان تصل الى عقد واحد فقط و تعود الحال و تستفاد منها الاستعمار القديم الجديد و من ثم يبدا القلق المستمر و عدم الاستقرار الدائم و هكذا دواليك و تذهب ايضا دماء و جهود و امكانيات البلد سدى للخيال و العقائد المثالية التي تسبب فميا مضى من تاريخه لما مرّ به العراق من المآسي المؤسفة.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غياب النساء عن التظاهرات في العراق !!
-
انها ضد الفساد أم جُهّزت من المطبخ السري ؟
-
عاد الى انقرة خالي الوفاض
-
هل كان على الساعدي ان يطيع الامر ؟
-
ما اجبر اردوغان على التراجع عن تهديداته
-
هل بقي من يترفع عن المصالح الضيقة ؟
-
هل بدا اردوغان من نيويورك بحفر قبره بيده ؟
-
تكاثر عدد الجزر المنتشرة في كوردستان
-
هل ياتمر العبادي بامرة بريطانيا؟
-
اردوغان بين (تصفير المشاكل) و( تصفير النفايات)
-
ردوغان بين رفات ناظم حكمت و جثة سليمان شاه
-
تزايد المخاطر على استقرار اقليم كوردستان يوميا
-
انتشار الفقر المدقع في كوردستان !
-
نحتاج لكوردستان مدنية حقيقية و ليست مظهرية
-
هل انا قومي متعصب؟
-
لماذا التركيز على الخلافات مع كوردستان والفساد مستشري في الع
...
-
الراسمالية تحاصر البسارية في عقر دارها !
-
ايجاد مخرج في ترسانة المفاهيم المبتذلة في العراق
-
تشكيل اللجنة الدستورية بعيدا عن اصحاب الدستور انفسهم!!
-
سبل خروج اربيل و بغداد بنتيجة مقنعة للطرفين
المزيد.....
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
-
محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت
...
-
اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام
...
-
المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|