من رسائل العودة ١٢

اكرم السموقي

الحوار المتمدن-العدد: 6369 - 2019 / 10 / 4 - 14:59
المحور: الادب والفن
    

إلى أختي أميرة
سأجلس هناك برفقة بقايا الأزهار على شرفتنا، فقد أغدقت العين برؤية الدمار الذي هدم أطلالتنا، سأجمع صورنا المتناثرة والمبعثرة في غرفنا أجمعها معاً لعل عائلتنا تكتمل
آهٍ يا أميرة
أشتاقت الروح إليك كثيراً والنفس مسجونة في هذه الأيام الحالكة وتمردت الأنامل بحثاً عن فنجان قهوتك، لا شيء مفعماً مثل ما كان، لم تعد الرسائل ترد الى صندوقنا البريدي ولم أعد أسمع مواء قطط جيراننا ولا زقزقة شحارير أغصان التوت في أزقتنا
توهّج القمر في سمائنا فسيطر القنوط علينا، وصادر طفولتنا فلم نعد قادرين على ترتيب الأشياء.
فعربد العالم وعمّتِ الفوضى في زماننا دعيني أُصلِّ لأجلك لتتفجر ينابيع هذه الحياة في ثنايا كرزرك لتحيا الأشجار وتنمو حقولاً من أشجار البرتقال في حشاشتي فقد نادتني تلك الذكريات ولملمت الهيجاء رصاصاتها وقذائفها ولكن أغشية المنظر توحي الى أن اشباحاً سكنت المكان في عزلته وبرقع الشمس يحجب عنا دفئه والمجامر نسيت يوماً أنها كانت تحتضن البخور في منازلنا.
آهٍ يا أميرة
كيف لنا ألاّ نخاف وفي أهراء مقابر جماعية وفي الأحلام همدت الهواجس ولوائح السياسيين المرائين ونباحهم المتواصل.
أرى أنّ لا أملاً بعودتنا لطالما هناك بقايا الحطام وبقايا الكتب تلك الكتب التي لطالما بقيت في كرزرك لحين عودتنا.

#اكرم_السموقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات