|
التاريخ يتكلم - الحلقة 1 -
كاترين ميخائيل
الحوار المتمدن-العدد: 1555 - 2006 / 5 / 19 - 11:28
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
حقيقة تاريخية لا احد يستطيع ان يلغيها من تاريخنا العراقي الحافل باسماء خالدة ،اليوم اكتب هدْا المقال وأضعه بين ايدي القراء ليضيفوا اليه اسماء اخرى،ربما لم تسعفني الذاكرة في تذكر جميع الأسماء ، ولم استطع تغطية كل جوانب الحياة . كما ممكن تصحيح ما كتبته لاني اعتمدت على مصادر كثيرة ومختلفة ، لكنها غير مستوفية لكل ما أريد الوصول اليه ، وادْا حصل خطأ فارجو المعدْرة واتمنى تصحيح او اضافة من كل الخيرين من ابناء شعبنا العراقي أوغيرهم . يقول الكاتب العراقي المعروف جاسم المطير في مقالته التي كتبها في 8 أدار 2006 مايلي : اننا جهدنا لتقديم جوانب مجهولة من تاريخنا العراقي، وبالذات جانبه النسوي. مثلا شخصية (سميراميس) الملكة العراقية الشهيرة في كل انحاء العالم إلا في بلدها! كذلك شخصية( الملكة شيرين) التي حسبت على التاريخ الايراني لأن زوجها كان الملك كسرى، رغم انها كانت (عراقية آرامية) من جنوب العراق(ميسان) وكانت تعتز بأصلها العراقي وثقافتها ودينها. كذلك قدمنا شخصية (سجاح الموصلية) وهي المرأة العراقية التي ادعت النبوة وقامت بمغامرة كبيرة اثناء الفتح الاسلامي للعراق، ثم في الاخير اعتنقت الاسلام وهجرت مدينتها الموصل واستقرت في البصرة. المشكلة ان هذه المرأة، بسبب تمردها، تم التعتيم على انتمائها العراقي، كذلك تم تشويه سمعتها واتهامها زورا بالخلاعة والفسق! قدمنا كذلك إمرأة مجهولة تماما، هي (معاني جويريدة) الفتاة البغدادية من القرن السابع عشر ميلادي، والتي عاشت مغامرة انسانية عجيبة مع زوجها الايطالي. ونجحنا بالعثور على صورة مرسومة لها تعتبر اقدم رسم حي لانسان عراقي لحد الآن.
اسمها (ماري تيريز اسمر) ولدت عام 1804 في خيمة بين خرائب نينوى حسبما تصف هي ذلك في كتابها النادر والثمين والذي تحتفظ به المكتبة البريطانية بكل اعتزاز ، والكتاب يقع في جزئين، الجزء الاول من318 صفحة، والجزء الثاني من 350 صفحة، والصادر في شهر ايار سنة 1844. في معرض حديثها عن اصول عائلتها، نعرف انها من عائلة عراقية كلدانية اصيلة من بلدة(تلكيف) الموصلية،استقرت في بغداد منذ قرون ، كما كانت تفتخر بأنها من سلالة عشتار . في الوقت الذي كان اغلب رجال العراق يغطون في سبات عميق ويعانون من الحكم العثماني الجائر، نجد هذه الفتاة تتحدى وتطالب بمدرسة للفتيات وتصف الجهد في تأسيسها والتعاون والتكاتف بين النساء في مجتمعها للتدريس مما يدل على وجود وعي ورغبة للتقدم ونشر المعرفة : (( في قرية صغيرة التي يملك اكثرها والدي وجدت بقايا دير صحراوي غير بعيد عن مكان اقامتنا. اخذت ما احتاج اليه وكما بالسابق بدات اقضي اوقاتي في الصلآة والتامل وقسم من وقتي خصصته لكتابة وتاليف الكتب الدينية بعد مرور وقت على بقائي قررت ان أنشيء مؤسسة تعليمية للنساء واتفقت مع صديقتين لي واحدة من بلاد ما بين النهرين والاخرى من بلاد فارس. .. ان عدم المساواة بين الجنسين يثير حفيظتي، وجدت النساء المسيحيات يعاملن معاملة الرقيق والعبيد، وعيهن لم ينبت او يثمر وتركن للتجاهل ، وقد استولى الجهل عليهن ، في حين ان الرجال يتمتعمون بكل ما يتيح لهم فرص التعليم لذا صممت على ان على بذل كل ما في وسعي من قوة الى تثقيف بنات جنسي...واحدة من بنات عمي(خالي ) قررت ان تدرسهن اللغة الكردية والفارسية والكلدانية، وكانت هناك سيدة اعرفها على قدر كبير من الحصافة والثقافة تطوعت معنا وكذلك عدد لا يستهان به من النساء جذبهن معهدنا الذي لم نهمل اي مادة تدريسية فيه وانضمت الينا الكثير من النساء من الطبقات العليا وقدمنا هذه الخدمة بدون حساب للخلفيات الاجتماعية وقبلنا الفتيات الفقيرات ايضا)). اليوم اجيب اخي الكاتب جاسم المطير لاوثق بعض الاسماء النسوية في تاريخ العراق المعاصر...
* اول امراة عملت على ايجاد علاقات مع الحركة النسائية خارج العراق هي السيدة امينة الرحال وحضرت المؤتمر الاول لنساء الشرق عام 1938 المنعقد في دمشق . ممثلة عن رابطة الدفاع عن حقوق المراة وبعدها تحول الاسم الى رابطة المراة العراقية . امينة الرحال اصبحت اول عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي . وكان هدْا يعتبر نقلة نوعية متقدمة للمراة العراقية كانت صانعة القرارالسياسي وان كان على المستوى السري في حينها . امينة الرحال ساهمت كاول امراة عراقية في المؤتمر العربي النسائي المؤسس للاتحاد العربي في القاهرة عام 1954 . أزداد وعي المراة نتيجة ارتباطها بالحركة السياسية النامية في آلثلاثينات . وأقدمت فئة من النسوة المثقفات والديمقراطيات والشيوعيات على تأسيس جمعية باسم "جمعية الرفيقات" عام 1935 رفضت الحكومة أجازتها.. لقد اعتبر نشوء الحركة النسوية التقدمية الحقيقية اواسط الثلاثينيات بالاضافة الى صدور الصحف النسوية والتي تبنت قضية المرأة ودافعت عن حقوقها، كالملحق النسوي لجريدة "الناس" الذي اصدرته الكاتبة فكتوريا نعمان عام 1935 ومجلة "المراة الحديثة" لحميدة الاعرجي ومجلة "فتاة العرب" لمريم توما . *اول امراة اصبحت عضوة في مكتب اتحاد النساء العالمي د. نزيهة الدليمي في منتصف الخمسينات وفي 1959 اصبحت اول امراة وزيرة في الشرق الاوسط (وزيرة البلديات) ولازالت تعمل جاهدة لدعم الحركة العراقية النسوية . *اول شهيدة عراقية فتاة الجسر بهيجة اخترقت بجسدها جدار الرصاص الملتهب لتفتح بجسدها جسر الشهداء امام المتظاهرين في وثبة 1948 وصعدت على ظهر دبابة لتقنع الجنود للوقوف مع الشعب ضد الحكم اندْاك . * ولدت عميدة وترعرت عام 1954 في قضاء سوق الشيوخ / محافظة ذي قار من عائلة تمثل صورة صادقة للحضن المندائي الدافئ الأصيل والمحبة والمروءة والنخوة والكرامة والوفاء وهي المبادئ التي تربت عميدة وأخوتها عليها . كانت هذه العائلة من العوائل المندائية التي تأثرت بالحس الوطني إسوة بالعوائل المندائية وأنتقل هذا الحس الوطني الى الأبناء منذ نعومة أضفارهم. دخلت الشهيدة عميدة أحدى تلك الدورات العسكرية ، ونظرا لتفوقها دخلت دورة أخرى على قاذفات RBG – 7 وغادرت مع زوجها الى كردستان وهناك نسبت الى قاعدة بشت آشان وكان كل أملي اللقاء بها في المستقبل ولكن مع الأسف لم يسعفني الحظ .استشهدت في ايار 1983 . * كان لها شرف ان تكون اول امرأة كوردية. واول امرأة عراقية يحكم عليها بالاعدام... وينفذ الحكم بها وبرفاقها الابطال.... انها المناضلة الباسلة ليلى قاسم، هذه الشابة البطلة التي اعتلت المشنقة بفخر وشجاعة وتعلقت بارجوحة الابطال عام 1975، ليخلد اسمها على صفحات الشرف من سفر تاريخنا الحديث وسفر نضال المرأة الكوردية والمرأة العراقية... * الاميرة ميان خاتون التي تسلمت قيادة الامارة باصعب الظروف . نفيت مع زوجها ثلاثة سنوات الى سيواس لانهم رفضوا الدخول الى الاسلام , ثم قتل زوجها على فراشها وتولت ادارة شؤون الامارة اليزيدية في الخمسينات وكانت قائدا ناجحا . * اول بيشمارك عراقية التحقت تقاتل مع قوات البيشمركة ماركريت جورج في الستينات كانت من قرية دوري التابعة الى كاني ماص في محافظة دهوك كان عمرها في العشرينات تحدت العادات والتقاليد . قتلت في منتصف الستينات * د. كاترين ميخائيل ( كاتبة الموضوع) من مواليد كركوك 1950 اول امراة التحقت بحركة البيشمركة وهي تحمل شهادة الدكتوراه في هندسة النفط , وخدمت فيها سبعة اعوام ، وهي اول امراة هربت من معسكر اللاجئين في تركيا مشيا على الاقدام مع رفاقها التسعة من الرجال وعبروا الحدود السورية بعد ان اصيبت بالكيمياوي في بهدينان وعاشت حياة السجون والاختفاء والحرب والغربة لحد يومنا هذا . * سلمى جبو اول امراة عينت نائب رئيس الجمهورية عام 2005 . كانت خطوة ممتازة من الرئيس العراقي جلال الطلباني . والمراة العراقية اليوم حريصة على صنع القرار السياسي لانها اول المضطهدين في الوضع الحالي الذي تعيش في مناطق كثيرة حبيسة البيت لعدم توفر الامان لها . جهتين مسؤولتين عن اضطهاد المراة ، الارهابيين واغلبهم جاءوا الى بلدنا من الخارج والطرف الاخر هم المتطرفين المتدينين الذين جاؤوا بافكارهم القبلية القديمة من الدول الجارة ، وهذه ليست عادات وتقاليد وثقافة الشعب العراقي . وتمثل هذا التخلف في كتابة الدستور اولا ومن ثم الان في تشكيل الحكومة كل هذه الاجتماعات والتجمعات للساسة العراقين وهذه الازمة الخانقة اتفق معاك اخي الكاتب جاسم المطير المراة مغيبة يعني عندما نريد ان نحل مشكلة الشعب العراقي تغيب 60% من مكونات الشعب وهي المراة عن هذه العملية السياسية الصعبة . ربما لو كان هناك عدد من النساء لما تأزمت الاوضاع بالشكل التي هي الان عليه . والى حلقة قادمة .
#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التاريخ يتكلم الحلقة 7 الى الرئيس العراقي جلال الطلباني
-
التاريخ يتكلم الحلقة 3
-
كردستان العراق تفتح دْراعيها لنبدْ ثقافة العنف في العالم الش
...
-
كردستان العراق تفتح ذْراعيها لنبذ ثقافة العنف في العالم الشر
...
-
هل وحدة المراة العراقية مهمة في الظرف الراهن ؟؟؟؟؟؟
-
لماذا نطالب بمفوضية عليا للنساء؟
-
ماذا نريد من نائبات البرلمان العراقي ؟
-
ايدلوجية الحجاب في العراق
-
هل يمكن معالجة وضع ربة البيت ؟
-
العنوسة في العراق
-
هل للامية وجود في العراق
-
الزواج في العراق الجديد ؟؟؟ كيف سيكون
-
الشابة العراقية ..... الى اين ؟
-
اين تقع المراة الغير مسلمة في القوانين العراقية القادمة ؟؟؟؟
-
العراق- الاعلام- المراة – الدستور
-
اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المراة - سيداو
-
هل انصفت مسودة الدستور حق المراة العراقية ؟
-
الدسستور العراقي .. من يكتبه ؟
المزيد.....
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
-
-مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
-
اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|