ح 64) أنها حقا عائله محترمه ( تفكيك المربوط فى سيره بني زعبوط

اسامه شوقي البيومي
(Osama Shawky E. Bayoumy)

الحوار المتمدن-العدد: 6369 - 2019 / 10 / 4 - 00:51
المحور: كتابات ساخرة
    

- أنها حقا عائله محترمه (متن)
عاد الغريب الى بئر القوم حيث ترك غلامه (نور) الذى لم يكن قد تجاوز الثانيه عشره من عمره فى ذلك الوقت , فوجده جالسا تحت شجره شاخصا ببصره الى الفضاء . فاقترب منه وجلس بجواره ساهما..وعندما لاحظ نور شرود الغريب اخذ يحاول مجاذبته اطراف الحديث:
نور: هل قابلت الساحر اتون فيلد؟؟
الغريب (باقتضاب): نعم..
نور: وما الأخبار؟ طمنى!!
الغريب وقد احس بالذنب على موافقته على سفر نور معه: الأخبار غير ساره .. فالرجل قد اغلق ورائه باب الماضى وغير مستعد لتعكير صفو حياته الجديده الآن..
نور (متشبثا بأمل): يمكن بيهزر؟؟
الغريب: لا تكن طفلا..الأمور بالنسبه لى صعبه الآن ..فأنا شريد مطارد ,بلا مأوى وربما لفتره طويله , ولا اعرف ما سيحدث فى قادم الأيام..عليك بتركى وشأنى وتعود الى دار أهلك..
نور(مترجيا): لكنك وعدتنى بمرافقتك بالخارج..
الغريب (جادا): كنت مخطئا..والآن عليك بالعوده الى البلد؟؟
نور(متوسلا): انت ايضا وعدتنى ان تجعل الساحر الكبير يعلمنى لأصبح ساحرا عظيما مثله...
الغريب: عد الى البلد وكف عن اللعب فى الترعه وتعلم زراعه الأرض.. فهذا اجدى لك..
نور - لكن هنا البحر الأعظم ذو السمك الملون..انى اشم رائحته وأيضا هنا الساحر العليم..
الغريب(حازما وهو يدفعه للسير بعد ان اعطاه كيس المؤن): قلت لك عليك بالعوده الى دارك الآن..هيا اذهب وألا أنزلت بك العقاب..
نور (مستسلما): كما ترى..
ثم اخذ نور يخطو خطوات متثاقله على طريق العوده , حتى خطرت له فكره الذهاب بنفسه الى بيت الساحر .. فتوارى بين الأشجار عن انظار الغريب الذى انشغل بالأستغراق فى أفكاره.. قفل نور متجها ناحيه بيت الساحر ووقف عند الباب واخذ ينشد اغنيه سمعها من امه عندما كانت تعد لهم متطلبات السفر وهى تبكى :
كده كده يا قلبي يا حتة مني...يا كل حاجة حلوة فيا...كده ؟!
كده هتمشي وتسيبني...وحدى في الحياة والدنيا ديه...
يعني إيه؟...يعني خلاص...
انا مش هاشوفك تاني...مش هاالمسك...مش هاحكيلك عن حاجة تاعباني؟...
يعني إيه؟...يعني خلاص*
وأنساب صوت نور كالنسيم الى داخل دار أتون فيلد وشد قلبه كما سلب لب بناته.. وما ان أنتهى نور من غنائه حتى فتح له باب الدار ودعاه الى الدخول.. لقد كان العندليب يعرف هذه الأغنيه الحزينه لكنها بصوت هذا الصبى الملئ بأحساس فيروزى اصبحت لا تترك اثرا لاذعا للحزن والألم فى النفوس مثل نسختها الأصليه!!
عرف اتون فيلد قصه الصبى وانه غلام الغريب قد اتى معه الى مدينه البحر الكبير كى يتعلم فن الوهم منه لكن خيبه الأمل اصابته بعد رفضه استقبالهم..ضحك اتون فيلد وطمئن الصبى بانه وان كان قد ترك السياسه واهلها لكنه لم يترك العمل وهذا هو الأهم.. كما أمر ابنته مهجه بتجهيز طعام ومأوى للغلام وان تذهب فى الصباح الى الغريب لأحضاره اليه لعله يستأجره أذا كان فيه خيرا.. أطمئن نور وقضى ليلته سعيدا وقد احس ان الساحر وعائلته أناس طيبون وانهم حقا عائله محترمه...
هامش 32
أذا كان لدينا فقط زمزميه بها القليل من ماء الأمل , فكى تكفينا فى رحله الحياه علينا ان نتوخى الحذر من الحزن والمشاعر السلبيه بنشر ثقافه التسامح والسلام الأبداع.. تلك النصيحه التى عبر عنها المحقق بتلك الأبيات!!
حاسب من الاحزان و حاســـــــب لها
حاسب علي رقابيك من حبلـــــــــــها
راح تنتهي و لابد راح تنتهــــــــــي
مش انتهت أحزان من قبلهــــــــــا؟**
(** رباعيات صلاح جاهين)
*رابط أغنيه (كده يا قلبى) ليائيل القاسم
https://www.youtube.com/watch?v=TD8oQr5VO3U

#اسامه_شوقي_البيومي (هاشتاغ)       Osama_Shawky_E._Bayoumy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات