التاريخ يتكلم الحلقة 7 الى الرئيس العراقي جلال الطلباني

كاترين ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 1560 - 2006 / 5 / 24 - 10:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

قرأت اليوم على صفحة وطن للجميع مقال بعنوان " طالباني يشدد على ضرورة خلق حركة نسائية مناضلة وقوية في العراق . واضاف :على المراة ان تسعى من اجل فرض وجودها وحقوقها في المجتمع . جاء ذلك خلال اجتماع له مع عدد من القيادات النسائية وناشطات في مجال حقوق المراة في مكتبه . حيث عرض الوفد في رسالة موقعة من قبل عشرين منظمة نسائية المطالب الخاصة بمشاركة وتمثيل المراة في الحكومة المزمع اعلانها قريبا وطرحن ايضا تأثير الوضع الامني على وضع المراة .
كما عبر الرئيس جلال الطلباني عن دعمه ومساندته الكاملة وابراز دورها وحضورها على الساحة السياسية والاجتماعية مناشدا التاريخ : المراة ظلمت تاريخيا لذلك علينا جميعا ان نناضل من اجل تقوية قدراتها وشخصيتها .
سؤالي الى السيد الرئيس جلال الطلباني : منذ ان استلمت السلطة استبشرنا خيرا لاننا نعرف انك تنظر الى المراة نظرة رجل محامي وسياسي متطور, تقيم تاريخ وتضحيات المراة العراقية . وكان دليل ذلك عندما رافقت وفدك الى اميريكا زوجتك السيدة هيرو طلباني التي تحمل على ظهرها تاريخ مجيد ومعك وزيرتين الدكتورة ازهار الشيخلي وزيرة شؤون المراة و السيدة باسمة بطرس وزيرة البحث العلمي . كن يعبرن عن مدى تفهمك ودعمك للمراة العراقية . بعكس ما وجدناه عند رئيس الوزاء السابق السيد ابراهيم الجعفري الذي قدم الى الولايات المتحدة والدول الاخرى لوحده وكانه يخجل ان ترافقه زوجته بسفراته . كيف استطيع ان اطئمن لدعمه للمراة العراقية وهو لا يؤمن ان تقف زوجته الى جانبه وهو يعطي رسالة واضحة لي والى المراة العراقية اصرخن حتى تظهر نجوم السماء في النهار انكن مواطن من الدرجة الثانية .
يذكرني هذا المقال باسماء كردية وعراقية عملاقة يجب ان يعتز بها الشعب العراقي بكامله ليلى قاسم التي تحلقت على اعوان المشنقة وهي فخورة بشهادتها . الشهيدة بنت الهدى اعطت كل لحظة من حياتها واعتلت المشنقة وهي تعلن ثورة على النظام البعثي الظالم واخريات من امثالهن . الاسم الاخر الذي يحضرني هو السيدة حبسة خان النقيب بنت الشيخ عبد القادر الحفيد . كانت امراة حكيمة يستشارها الرجال في القرارت السياسية والاجتماعية على حد ايامها . كانت تجالس مجالس الرجال في المناسبات الضرورية للعشيرة والقبيلة ومن امثالهن الكثيرات . يجب ان لا ننسى نحن بنات وحفيدات هؤلاء النسوة العملاقات وانت واحد ممن ولدت من رحم اما جبارة ناشئة في هذا المجتمع الذي كانت ولا زالت ترهقه العادات والتقاليد القبلية البالية . انت وانا وكل الشعب العراقي اليوم نعاني منها . وما علينا الا ان نوفي برسالة هؤلاء المضحيات اللواتي ملئن صفحات التاريخ بالامجاد . والان امامي تقرير الامم المتحدة صدر في ايار 2006 يذكر ان نسبة الارامل في العراقي هي 35 % من عدد نفوس العراق ارقام كارثية في حياة الشعب العراقي . ألا يستحقن تمثيلهن فب الحكومة الحالية . لا بل انا اقترح خلق وزارة خاصة بهذه الشريح الكبيرة التي تجر خلفها الملايين من الايتام .
انا مناضلة و قارئة وكاتبة ومتابعة لشؤون المراة العراقية كنت اعتز بالنساء العراقيات اللواتي كن يمثلن الحكومة الكردية ايام كنت تراس الحكومة في السليمانية منذ التسعينات ومنهن اذكر بالتحديد . وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتورة اختر نجم الدين التي تحمل شهادة الدكتوراه بالطاقة النووية تخرجت من فرنسا , وزيرة الاشغال والاسكان السيدة شنو لطيف حفيدة شيخ محمود مهندسة . وزيرة السياحة السيدة المهندسة مهاباد شيخ لطيف . وزيرة الاعمار السيدة الدكتورة بروين بابكر. وزيرة التربية الدكتورة شونم قادر محي الدين . السيدة كافي سليمان وزيرة البلديات . لو اخطئت بالاسماء ارجو تصيحي . كلهن من النساء المثقفات الواعيات القديرات ولهن تجربة وخبرة بعملهن . لكن الغريب لم ترشح اية واحدة منهن على مستوى الوزارة الجديدة في كردستان وبذلك تكون الوزارة التي اسستها انت تتراجع للوراء بخصوص مسيرة المراة " يعني الديمقراطية التي اسستها تتراجع اليوم بغياب المراة " . الم تستحق الارامل في السليمانية ان يمثلن بامراة واحدة خصوصا وانك ذكرت ان تراجع تمثيل المراة مرتبط ارتباطا وثيقا بتراجع القوى المؤمنة بالديمقراطية واشرت الى تمثيل المراة يجب ان يكون مرتبط بتثبيت حقوقها وتحقيق مطالبها والان انا في دوامة اين اضع الرئيس جلال الطلباني من هذه الدوامة ؟
ان الرئيس العراقي السيد جلال الطلباني ذكر ايضا ان المراة العراقية عليها ان تحرر نفسها بنفسها . ونحن النساء نقول نحتاج ثورة سياسية اقتصادية اجتماعية في العراق يساهم فيها الرجل والمراة . الرجل العراقي اليوم يحتاج الى التوعية والتثقفيف بخصوص معنى الديمقراطية حاله حال المراة . المراة والرجل يقعان فريسة الافكار الرجعية القبلية المتخلفة الدخيلة علينا من الدول الجارة . لكننا نطالب ان تكون المراة في مدينة مسقط راسك السليمانية مثال ساطع للتمثيل السياسي والاقتصادي والان ممكن ان تشغل مناصب كبيرة على المستوى الاداري والاقتصادي وفق كفائتها . لم يقنعني احدا ويقول غياب المراة في التمثيل السياسي في السليمانية جاء لعدم كفائتها هذا مخجل حقا لان حقيقة نساء
سليمانية عكس ذلك تماما . المدينة التي تزهو بالاف النساء المتعلمات الواعيات سياسيا وثقافيا وعلميا وانا فخورة لاني اعرف الكثير منهن .

#كاترين_ميخائيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات