وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 15:41
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وديع العبيدي
الوُجودُ: قرارٌ (و) إختيارٌ..
(1)
اخرُجْ مِنْ جِلْدِكَ
اهرُبْ مِنْ نَفْسِكَ
ارفُضْ قَدَرَكَ
غَيّرْ مِنْ فِكرِكَ
لَا تَنْتَسِبْ لِأرْضٍ وَنَاسٍ لَا تُشْبِهِكَ
ابْحَثْ عَنْ أرْضٍ تَليقُ بِكَ
حَتّى وَلَوْ في ذِهْنِكَ
كُنْ الشّخْصَ الّذي تُريدُهُ حَقّاً
وَلَا تَكُنْ نُسْخَةً عَنْ غَيرِكَ
لَا تَنْتَسِبْ لِأحَدٍ أوْ شَيْءٍ
وَلَا تَسْتَمِعْ لِغَيرِ صَوْتِكَ الدّاخِلي.
(2)
اكتشفْ (أنا) ك
وَاخْتَبِرْ قَدَرَكَ
اتّبِعِ الْمشيئَةَ
مُسْتَخْدِمَاً عَقْلَكَ
وَارْفُضْ عُبُوديتَكَ
سِرْ مَعَ النّاس
كَأنّكَ مَعَهُمْ
وَلا تَكُنْ مِنْهُمْ
خَالِفْهم في كُلِّ مَا تَراه
وَصَارِحْهم كُلّمَا اسْتَمَعَوا
وَلا تَتَرَاجَعُ أمام رَعْدِهُم
فَالضِباعُ تَفترسُ الضعيفَ
لِيكنْ صوتُكَ الأعلى
وَلْتَكُنْ يَدُكَ الأعلى
تواضَعْ بِلا تَرَدّد
تَشَدّدْ بِلا غُرور
اجْعَلْ ذاتَكَ أساسَ وُجودِكَ
كُنْ شُجَاعاً أمامَ الْمَوْتِ
وَلا تَكُنْ جَباناً أمامَ الْحياةِ.
(3)
تأكّدْ أنّكَ
في الزّمَانِ الْغَلَطِ
وَالْمَكانِ الْغَلَطِ
تَأكّدْ أنّكَ لِوَحْدِكَ
وَلَا تُصدّقْ أحَدَاً مَعَكَ
أنتَ وَاقِعٌ في وُرْطَةٍ
فَوْقَ الْأرْضِ
وَلَابُدَّ لَكَ أنْ تَخْرُجَ مِنْ وُرْطَتِكَ
وَتَسْتَرْجِعَ ذَاتَكَ
مِنَ الْعَالَمِ الْمُزَيّفِ
سِلاحُ الْوُجُودِ هُوَ الْوُجُودِ
الْخُرُوجُ مِنَ الْوُجُودِ
يَسْتَنِدُ عَلَى الْوُجُودِ
وَمِنْ غَيْرِ اخْتِبَارِ الْوُجُودِ بِالْعَقلِ
لَنْ تَعُودَ عَقْلاً بِلا وُجُودٍ.
(4)
اعْزِلِ الْعَقلَ عَنِ الجّسَدِ
اعْزِلِ الّنْفَسَ عَنِ الْمَشَاعرِ
اعْزِلِ الْمَرْأَةَ عَنِ الشّهْوَةِ
وَالْمَالَ عَنِ الطّمَعِ
اعْزِلِ النّظْرَةَ عَنِ الْحَسَدِ
وَالْمَادّةَ عَنِ الْاقتِنَاءِ
اعْزلِ الْأصْبِعَ عَنِ اللّمْسِ
وَاللّسانَ عَنِ الْكَلامِ
اعْزِلِ الْحَوَاسَ عَنِ التّجَسّدِ
وَالْوُجُودَ عَنِ الْأنَانيّةِ
اعْزِلِ الصّفاتِ عَنِ الْوالِدينِ
وَالْانفِعَالاتِ عَنِ الْوِرَاثةِ
أنْتَ كائنٌ قبلَ الْكُؤون
وَخَالِدٌ بَعْدَ الزّوَالِ
انْتَ الطّارِئُ في مَحَطّةٍ
سَوْفَ تَخْتَفِي في مَحَطّةٍ أخْرَى.
(يتبع..)
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟