سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 05:22
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الثقافة فى مواجهة التفكيك !
سليم نزال
فلنواجه التجريف الثقافى !
اجزم ان الثقافة الحقيقه تقف ضد ثقافة الطائفيه.و الذى اسمعه او اقراه احيانا ان مثقفا ما طائفيا او ينتقد التطرف فى الطائفة الاخرى, و لا يرى التطرف الاخر لا يمكن ان يكون مثقفا مخلصا للثقافة.(و هذه النوعيه هى اسوا من الطائفيين المعروفين ).
المثقف الفعلى لا بد ان يكون مخلصا و له مواقف اخلاقيه على مسافة واضحة جدا من ثقافة الاستثمار الدينى و سواه .
كل صراعات الدنيا من اولها الى اخرها صراعات لمصالح دنيويه لكن البشر لمصالحهم يدخلون العامل الدينى كعامل ايديولوجى.الامر الذى ادركه نابليون بفطنته حين سئل قبل واترلو ان كان الله مع الكاثوليك او مع البروتستانت فقال ان الله مع الذى يملك مدافعا اطول !
محاولة ربط الدين بكل شىء هو سعى ايدولوجى لا اكثرو لا اقل. نقول مثلا الحضارة العربيه الاسلاميه , و هو تعبير يصف حركة حضاريه ضمن منطقه ما و ضمن فترة زمنيه ما , و عدا عن ذلك هذه الحضاره لم يقتصر صناعتها لا على طائفة واحدة كما لا تقتصر على المسلمين.و تستطيع ان ترى ان المشاركه فيها كانت من كافه اطياف المجتمع العربى من مسلمين بطوائفهم الى مسيحيين بطوائفهم الى قوميات كالفرس و كالاكراد و الامازيغ و التركمان الخ.
تماما كما هو الامر الان فى الولايات المتحده الامريكيه التى يشارك فيها اشخاص من جذور قوميه و دينيه مختلفه لكن ذلك كله يتم فى اطار الولايات المتحده الامريكيه التى تجمعهم.
هل منكم فكر ما هو دين او مذهب امرؤالقيس او ابا الطيب المتنبى ام فيروز ام ام كلثوم ام ابى تمام ؟
اكاد اجزم ان احدا لم يفكر بذلك!
اما فى فترة صعود الاسلام السياسى فقد شهدنا الاعاجيب حتى العرس صار يقال عنه انه عرس اسلامى .بينما نحن فلاحين فلسطين كان العرس بالنسبة لنا عرس لاحد اهل القريه و كان الكل ينخرط فى الدبكه و يغنى اغانى بلادنا التى انتقلت لنا من الاجداد .
لن استغرب ان نسمع قريبا عن عرس سنى و شيعى ان استمر هذا الانحدار الحضارى . لا بد من مواجهة هذا الفكر بكل صلابه و بلا حل وسط .هؤلاء يقومون بتجريف ثقافى غير مسبوق .فلنواجههم
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟