أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - كفاحي---------------















المزيد.....

كفاحي---------------


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:05
المحور: كتابات ساخرة
    


ضاع الناموس وانطفأ الفانوس وطُرد الصوص.
ولدت في عام النكبة، وكان وجهي، مثل قفاي، نذير شؤم على وطني، فضاعت أراضي كثيرة، وأصبحنا على الحصيرة. وكبرت وترعرعت، في ملهى الطاحونة الحمراء، هناك حيث اكتملت علومي السفلى. عملت نادلا داخل ملهى الطاحونة الحمراء، وكانت وظيفتي أن أقبض النقود من الخواجا صاحب الملهى وألقي بالنقود على الراقصات والمطربات، فيتحمس بعض الحمير، أعزكم الله، أنتم وليس الحمير، وينثرون النقود على الراقصات والمطربات. وفي نهاية كل سهرة، أقوم بجمع النقود واعادة نقود الخواجا ثم تقاسم الباقي مع المطربات، إضافة إلى بعض المهمات الخاصة، والتي لا تتعلق بالشرف بطبيعة الحال. وبقيت سنين على هذا المنوال، أعزف كل ليلة نفس الموال.

جاء والدي مرة لزيارتي، وسألني عن أحوالي، وشح أموالي، فأخبرته بعملي، فانتهرني وقال: يا بني أنا أيضا كنت مثلك نادلا في ملهى الحجاب الأسود، ولكنني نصبت على الشيخ هناك، وسرقت فلوسه، وكونت ثروتي ولله الحمد أولا وأخيرا. ورأيي أن لا تُرجع النقود إلى الخواجا، فهو يملك الكثير، ويوزع أمواله وبذور فتنته، على كل الحانات، ثم يجلس على كرسيه ينتظر العائدات وفوقها الأرباح والأرواح.

أعجبتني فكرة والدي، ومن يومها بدأت أحتفظ بنقود الخواجا، فزاد دخلي، وعلا شأني، ولكن رغم كل هذا لم أصل إلى ما وصل إليه والدي.

نسيت أن أخبركم أنني من ضيعة جميلة، كانت لسنين طويلة، مزدهرة، ومشعة. وجاءت الأخبار من قريتي، تتحدث عن جماعة المختار، وكيف سرقوا البيضة والتقشيرة، وضربوا أهل الضيعة، ثم حبسوهم في ألقن. هالني الأمر ، كيف يحدث هذا في ضيعتي ، وأنا النادل، ووالدي أيضا نادل. انه مشروع فتنة ورزقة، ومن له سوى أنا ووالدي حفضه الله، وأبعد أهل الخليج عن طريقه.

ذهبت إلى الخواجا، وبكل صفاقة ولجاجة قلت له: سيدي وسيد ساداتي، وتاج رأسي، ومصدر رزقي وعيشي. ألا ترى لك مصلحة بافتتاح طاحونة ، وليكن لونها أزرق حتى، في ضيعتي. تستطيع منها الاطمئنان على أباء عمومتك وخالتك. وأخبرته أن كل أهلي ومعارفي وأقاربي هناك ينتظرون مني إشارة، حتى يبدأا المشروع. والحقيقة لم يكن هناك في الضيعة أحد، سوى والدي وأنا وأعضاءنا التناسلية، أي يُصبح العد بكامل فعاليته أربعة، ومن أجل الصدق ممكن يتقلص إلى ثلاثة، حيث كنت غير متأكد من الوضع الانتعاظي لوالدي. وهو الذي أكل الدهر عليه، وشربه، وهضمه، ثم أفرغه .

أعطاني الخواجا النقود، وقال: أنتظر العمل وأرفض منك القعود. وفتشت، وبحبشت، ولم أجد بجانبي، إلا مجموعة من الأندال(جمع نادل) من الذين كانوا يعملون معي داخل الطاحونة. وبدأت بشرح الأمر لهم. إنهم هناك في الضيعة، سيُصبحون أصحاب مراكز، ممكن أحدهم يستلم زريبة الماشية، وممكن للأخر أن يستلك المدجنة، كما يمكنهم من الوصول إلى مراكز عالية في صومعة الحبوب. وقد يتعين أحدهم مسئولا عن طمبر المازوت الوحيد الذي في الضيعة، وبالتالي يتحكم بالتدفئة بالشتاء، وكما تعلمون أصبح شتاءنا في ضيعتي قارص، من يوم ما استلم أبو سطام طمبر المازوت الوحيد في الضيعة. كما حدثتهم عن ضرورة الاستقامة في الوقت الحاضر، وتنظيف سجلهم، واستعمال شعارات المواطنة وحقوق الإنسان.

أحدهم، وأخبثهم، صاحب الجلباب القصير، واللحية الكثة قال: كل كلامك على العين والرأس، فأنت قدوتنا نحن الأندال(جمع نادل) وأبوك قبلك، كان مثالنا الأعلى في هذه المهنة. ولكنك لم تقل لنا كم أعطاك الخواجا؟ كنت أدرك، وكذلك نبهني والدي، إلى أن هذا الخبيث هو الوحيد الذي سيفضحني، فهو مثلي قد تربى في الملهى، وعايش وعاشر الخواجا، ويعرف الكثير عن كرمه الغير محدود، خاصة إذا كان في الأمر شر خارج الحدود. غمزته بطرف عيني، التي أرجو أن لا يأكلها الدود، قبل أن أرى الملهى يعمل، أقصد قبل أن تتحرر ضيعتي من جماعة المختار.



قبل أن نعقد اجتماعنا الأول جاء هذا النادل ، صاحب اللحية الكثة والجلباب القصير إلى منزلي وقال: أنا لن أحضر اجتماعك حتى تُعطيني مما أعطاك الخواجا، وألا واللات والعزى ومناة الصغرى والكبرى وبنات خالاتها وبنات عماتها، لأفضحنك فضيحة تتحدث بها العربان على مدى أجيال وحقبان(ضرورة الشعر). الحقيقة اقشعر بدني، وذبُلت أجفاني، واشمأزت نفسي، من قلة وطنيته وندالته. ولكن ما باليد حيلة، فالخبيث يعرف البير وغطاه، ويستطيع أن يفضحني، اذا لم أعطيه مما أعطاني الخواجا. وعته خيرا، فأبى واستكبر، وعض على جلبابه بفمه، ورفس على الأرض بحافره، وأرغى وفغر فاه، وخرج الزبد من شدقيه. ارتعت من منظره، وتأكدت أنه سيفتك بي، وله سوابق في ذلك، أخرجت حافظة نقودي وأعطيته مبلغ كبير . وقلت في نفسي حر ونار في جلبابك يا ح---.

وبما أن كل الحضور كان من الذكور، فقد اضطررنا إلى وضع إعلان، نطلب فيه أنثى كاملة، يعني قدمين ويدين اثنتين، ورأس وبطن وظهر ونصف عقل حسب الشرع. كانت متطلباتنا معقولة.

ولا حت سيدة الأقمار السوداء كأنها النيزك الذري في الأفق، تجر خلفها شقيقها، (وقولوا فولة ومقسومة) ومن الصعب التفريق بينهما إلا بالتقوى. وما يشفع لهما رغم مظهرهما الذي يُذكرك بالنوع القبرصي المخطط ما غيره، تاريخ والدهما المقر ف، والذي يُشابه تاريخ والدي المشرف.

إضافة إلى هؤلاء الأندال(جمع نادل) كان هناك بعض اللقطاء، لزوم رفع العدد أمام مندوب الخواجا.



في الاجتماع الأول اتفق جميع الأندال(جمع نادل) على ضرورة تحرير الضيعة من الغاصبين، وبناء ملهى بالسرعة الفصوى، ورفع شعار لا صوت يعلو على الآذان والعيون والحناجر.

وجلباب لكل مواطن، ونقاب لكل مواطنة. الشادور ممنوع. إعطاء الأقليات حقوق أهل الذمة. إلغاء قانون الطوارئ ورفع الأحكام العرفية. وتطبيق أحكام التقطيع والرجم والذبح الحلال.

وتحدث الجميع عن الشأن الخارجي، إلا أن مندوب الخواجا طالب بالاهتمام بالداخلي، وهنا حبس الجميع الأنفاس، فالداخلي يعني هناك قياس، وعند القياس تتبهدل الناس. ثم انسحبت النيزك الذري، خوفا على عفتها لسابع مرة، حيث فقدتها بالحلال أكثر من مرة. وهنا وضح المندوب، أنه يقصد بالداخلي، يعني داخل الضيعة، فارتاح الجميع، وانشرحت القلوب مرة أخرى.

واستمرت الاجتماعات، بين شد ومد، وخد وهات، وأعطيني وما بعطيك، حتى انفضحنا، وطردنا الخواجا جميعا، وفي النهاية طردوني أولاد الكلب، ورجعت كما بدأت مثل أبي (نادل).



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحور الثالث----الليبرالية هي الحل
- الحمرونولوجيا--و--الحرامولوجيا
- كورتاج لوطن------
- خطأ المعارضة عندما تستبدل قمع السلطة بارهاب الأخوان-4-4 وجبا ...
- خطأ المعارضة عندما تستبدل قمع السلطة بارهاب الأخوان3-4--النص ...
- خطأ المعارضة عندما تستبدل قمع السلطة بارهاب الأخوان-2-4--فنج ...
- خطأ المعارضة عندما تستبدل قمع السلطة بارهاب الأخوان-1-4
- دعوة إلى حضور مؤتمر-المحور الثالث- لقوى المعارضة السورية- وو ...
- الشعر السرياني--2-2
- مركز الشرق للدراسات الليبرالية وحقوق الأقليات---الجذور الأول ...
- لاح طيف الحبيب--أمة شيش بيش
- الشعر السرياني---1-2
- بين البنا والياسين --ضاعت فلسطين--
- خواطر قاضي مسرح----
- عفوا الحكومة السورية---نحن لن نتبرع لحماس----
- ضحية ارهاب الآخر---الاسكندرية ليه وليه
- هم أيضا ضحايا العنف------
- شكرا الحوار المتمدن-----
- يا أمة ضحكت من جهلها--------
- دعم ومساعدة ضحايا العنف--آلفة--


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلطان الرفاعي - كفاحي---------------