|
اسئلة عراقية تبحث عن جواب مفقود
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المآساة العراقية بكل تفاصيلها تطرح على ما هم خلف الكواليس المحلية والعربية والأقليمية والدولية عشرات بل مئآة الأسألة ’ فقط لأنها من صنعهم وتسويقهم . الجواب محاصراً او ربما مقتولاً هناك ... والمتهم هناك ايضاً. الأسألة العراقية ازدحمت وتدافعت وتراكمت تبحث عن جوابها المفقود او ( الشهيد ) على السنة الشهداء من الأعلاميين والصحفيين والمصورين والكتاب والمفكرين واولاد الحلال من السياسيين . الأسالة العراقية مأزومة مذعورة حائرة تبحث بين اضرحة القيم والأخلاق والفكر والثقافة والوعود عن جوابها المفقود هناك في اروقة اللعبة القذرة . يقولون لكل سوؤال جواب ’ لكن مالعمل اذا كان لكل تلك الأسألة جواب واحد وفوق كل ذلك هو مفقوداً او مقتولاً ... ؟ الأسالة العراقية تواصل صراخها بوجه الجريمة . من قتل... ويقتل من ... ؟ الشيعي والسني والمسيحي في طابور حزين امام مشرحة المستشفى او ثلاجة تخزين الموتى يبحثون عن ضحاياهم. السني يتهم الشيعي والشيعي يتهم السني والكردي يتفرج خطاءً من مأمنه الموقت . السني يستنكر الجريمة ويدين القتلة والشيعي ايضاً وكذلك الكردي يشير اليها متأخراً’ رؤوس تبحث عن اجسادها’ واجساد فقدت اطرافها في بركة من دم القتلى ’ ومن ارواح الضحايا وفواجعهم تنتعش العملية السياسية وتتحرك خطوة خطوة... ومكسباً مكسباً عائدة الى الخلف حيث الأهداف العكسية المريبة. وحشية القتل وسادية التمثيل التي اجتاحت العراق بقطارها الأمريكي في 08 / شباط / 63 ثم بصواريخها الذكية التي سقطت على رؤوس العراقيين في 09/ نيسان 2003 بعد ان غيرت الأسماء وبعض الوجوه وابقت على الأفعال والممارسات ومزابل العنصرية وروث العقائد وتراكمات ثقافة الألغاء وتصفية الآخر وتهجيره او ابادته... ثم يفسر الأمر على انه جنون عراقي’ وان ما يحدث هو مجرد رغبة عراقية في الأنتحار الجماعي . اذن لماذا يشارك الشيعي في مأتم اخيه السني والعكس وكلاهما يشتركان في اربعينية ضحاياهم’ وتتكسر قلوبهم حزناً على مجزرة الأضرحة المقدسة’ ويبكون اساً على استباحة مساجدهم وحسينياتهم وقتل المصلين في لحضات تعبدهم ... ؟ اذن من يفعلها بمثل هذا الدم البارد ... ؟ على امل تحقيق الأمن والأستقرار والبداء بعملية الأعمار’ خرج العراقيون بدورتين انتخابيتين واستفتاءً على دستورهم الدائم وانجزوا ما عليهم’ مرت على الأنتخابات الآخيرة خمسة اشهر تقريباً والفرج لا زال محاصراً او ربما مقتولاً في اروقة المنطقة الخضراء مثله مثل جواب اسألة الناس . كل قائمة فازت في معركة الأنتخابات( بفورانها وهيجانها واستقطاباتها الطائفية والعرقية ) تطرح شروطها رافضة شروط الآخرين’وزارتي الدفاع والداخلية والملفات الأمنية بأجهزتها واوكارها ولكل مشروعه الطائفي والعرقي من هذه الوزارة او تلك ’ واذا ما تعقد الأمر واستعصى الخلاف واصبح الأتفاق مستحيلاً يلجاء الفرقاء الى تحريك مليشياتهم المناطقية بوزارات حربهم وهجومهم’ فلدي كل طرف افواج للتفخيخ وكتائب للتفجير وسرايا للنسف وفصائل للخطف والذبح والتمثيل وعدد من الأزارقة للمهمات الصعبة’ ويركز الجميع هجومهم وتنكيلهم على الأنسان العراقي الأعزل والقليل المتبقي من امنه واستقراره واليسير من مؤسساته الخدمية ’ وبعد ان تأخذ المجزرة ما مخطط لها وما مقسوم لها من دماء العراقيين وارواحهم وتبلغ الأزمة حد اللأعودة يتدخل وكالعادة السفير زلماي خليلزاده وحسب توقيته طبعاً على حسم الأمر والأستحواذ على الطبخة بكاملها . لماذا الخلاف حصراً على وزارتي الدفاع والداخلية والملفات وأجهزة الأمنية ... ؟ ولماذا يحسم الأمر ويتم التوافق عبر اراقة دم العراقيين العزل واذلالهم وترحيلهم وزرع الرعب والخوف في نفوسهم ..؟ من هذا الذي يلعب تلك اللعبة القذرة ... ؟ من هؤلاء الأراذل الذين يشاركون فيها ... ؟ من هؤلاء السفلة الذين يطبلون ويحرفون ويبررون اعلامياً وفكرياً وسياسياً ويزرعون ثقافة زائفة ويبتكرون اجوبة مضللة لأسالة الناس ويثيرون اغبرة وضباب اسهالاتهم وقذاراتهم فوق ذلك الجواب المنتظر مع انه مفقود او قتيل ... ؟ تتكاثر الأسألة’ تتناسل وتتفجر من رحم الأزمة والأنتكاسة تتعثر وتتساقط قتلى ولم تتوقف عن التكاثر في برك النزيف العراقي . الأسالة ايضاً ابتداءت تبحث عن اجوبتها في حالات من التمرد والتحدي وتتحول احياناً الى ردود افعال رافضة جريئة مشيرة بوضوح الى مصادر القتل والى السكين ويد القاتل ومصدري الموت ومستورديه ومهربي الفتنة وزارعيها وصلافة من تبلل بالآسن من مستنقع النظام البعثي السابق وعدم خجله من ان يراه الناس منقوعاً بأمطار واجهاته المتقدمة عبر المقاومة والعملية السياسية وكذلك المثقف والكاتب والأعلامي والباحث والسياسي هؤلاء الذين يفرزون اسهالات جيناتهم التي تلاقحت انذاك مع جينات الثقافة البعثية ويعيدوها اوبئة لأفساد الثقافة الوطنية الوليدة . غيوم الأسالة في سماء الأنتكاسة العراقية ومآساة العراقيين ستمطر بالتأكيد اجوبة حية واضحة صريحة في الشارع العراقي’ وبالتأكيد سيتجاوز العراقيون ذلك الزمن الأسن بقطاراته وصواريخه ومخططاته ومشاريعه والتاريخ المعيب للأنظمة الشمولية’ وسترحل بعورتها اكذوبة التحرير ونفاق العملية السياسية بأدواتها المحلية والمستوردة ومخالب وانياب ثعالبها وغربانها وقططها عن كتف الجسد العراقي . سيتذكر العراقيون بخير ابنائهم الشرفاء من كتاب واعلاميين وصحفيين وباحثين وفنانين وسياسيين وجميع الذين وقفوا الى جانبهم اثناء محنتهم وسيكرموهم شكراً ومحبة ومودة ووفاء . لقد ضحى الخيرين من ابناء العراق وقدموا ارواحاً ودماء وتهجير وحرماناً ومعاناة من اجل انقاذ جواب اسألة اهلهم واعادته صحيحاً مكللاً بالحقائق والوقائع . قالوا الجواب صريحاً بوجه الموت والرعب وخطر شبكات القتل والأبادة ’ وبصوت عال مخضباً بمعاناتهم . يا اهلنا : جواب اسألتكم هناك ... في جعبة اللعبة القذرة للمؤامرة الأقذر بجميع مؤسساتها الدوالية والأقليمية والعروبية والمحلية ’ حرروه واسترجعوه فبدونه لا يشرق في حياتكم مستقبل زاهر ولا تستعيد وجوهكم فرحها فأنتم شعب لا يليق به الحزن .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافة الفرهود الى اين ؟
-
سيدنا ونصيبنا الرئيس
-
غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة
-
بين ثقافتين
-
خيطوا النخب ... ومزقوا الشعب
-
لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .
-
دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .
-
اهلينا الكرام : قولوها ولو لمرة واحدة
-
حرب مجهولة الهوية
-
الحزب الشيوعي العراقي : ميلاد واستشهاد
-
زرعوا الثقة ويحصدون الريبة
-
الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي
-
من اسواء من ... ؟
-
الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .
-
حلبجة : شهيدة المدن العراقية
-
بين بؤس الواقع وانتظار البديل
-
انتي الحياة : متى سندرك حاجتنا اليك ... ؟
-
الحالة العراقية : الى اين ... ؟
-
لا تموتو من اجل الفطائس .
-
لا ... لاتقاتلو الوطن..
المزيد.....
-
مع شروق الشمس فوق واشنطن.. شاهد لحظة ظهور حطام طائرة في نهر
...
-
بعد التأجيل.. إسرائيل تبدأ بإطلاق سراح فلسطينيين من سجونها
-
مقتل سلوان موميكا الذي أحرق القرآن في السويد، ماذا نعرف عنه؟
...
-
مقتل سلوان موميكا الذي أحرق نسخاً من القرآن في السويد
-
إعادة بناء غزة ـ سعي مصر لجني مكاسب.. ما ثمن ذلك عند ترامب؟
...
-
مسؤول مصري يكشف سبب التأخر في إخراج المصابين في غزة عبر معبر
...
-
السويد تقدم لأوكرانيا أكبر حزمة مساعدات عسكرية منذ 2022
-
دولة أوروبية تواجه 72 ساعة من الظلام بسبب الخروج من نظام الط
...
-
هيئة الاتصالات الروسية تعلن التصدي لنحو 11 ألف هجوم إلكتروني
...
-
الجنود الفرنسيون يغادرون آخر قاعدة لهم في تشاد
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|