( نصّ مفتوح )
.... .... ..... .....
كنتُ في صحبةِ الأصدقاءِ
فرحينَ ..
شعورٌ غريبٌ راودني
اختراقُ المسافاتِ
على إيقاعِ ذبذباتِ الليلِ
والدي
آهٍ ..يا والدي
أقبيةُ هذا الزمانِ قارسة ..
سهرةٌ عامرة بالودادِ
أصدقائي ومضةُ فرحٍ
فجأةً رفعتُ كأس والدي
قُشَعْرِيرةٌ غريبة
تغلغلَتْ أعصابي
عفواً أصدقائي
كأس روح والدي!
جحظَتْ عينا والد صديقي
لماذا ترفعُ كأس روح والدكَ!
هل ماتَ والدكَ؟
صمتٌ ..
دمعةٌ غير مرئيّة
خرَّت فوقَ شغافِ القلبِ ..
أصدقائي .. لديّ شعورٌ عميق
والدي يسلِّم أمانته الليلة ..
بحارٌ ومسافات
ذُهِلَ أحبّائي عندما سمعوا
ذبذبات شعوري
لا تَقُلْ هكذا، قالَ والدُ صديقي
هذهِ مشاعري ..
هذهِ ذبذباتُ روحي
تتواصلُ عبرَ البحارِ
معَ شفافيةِ روحِ والدي
تتعانقان قبلَ أنْ تصعدَ قبّةَ السماءِ
قبلَ أن تودِّعَ زمناً مِنْ رماد
لا تحزنوا يا أصدقائي
تذكَّروا أنَّني سعيد
لو يرحل والدي اليوم
أهلاً بكَ يا موت ..
بيني وبين والدي بحارٌ ومسافات
من قطبِ الشمال
رغم زمهرير الغربة
تتعانقُ روحي معَ روحِ والدي
نقيّةً كالندى ..كنسيمِ الصباحِ!
تناثرَالأرجوانُ حولَ الضريحِ
طفلٌ يحملُ غصنَ الزيتونِ
زهرَ البيلسان
انطفأت شمعةُ العمرِ
ارتعشَتِ السنابلُ
عندما تناهى إلى مسامِعِهَا
أجراسُ الرحيلِ
تندمل الجراحُ من نعمةِ النسيان
ويرحلُ الإنسان
كما ترحلُ البلابلُ والزهور
يعلو إلى فوق
كما تعلو
قطراتُ الندى
لماذا لم تسقوا الياسمين؟
جفّتْ أغصانُ التوتِ
سقطَتْ ثمارهُا الصغيرةِ
على أهدابِ الليلِ!
..... ...... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: كانون الأول 2002
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]