أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني ناصر - في الوطن العربي يصبح اللص مديرا أو وزيرا أو حاكما














المزيد.....

في الوطن العربي يصبح اللص مديرا أو وزيرا أو حاكما


راني ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 6364 - 2019 / 9 / 29 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحضارات والأديان السماوية وغير السماوية تنظر للذي يستغل منصبه السياسي لاختلاس قوت العباد وخيانة الأمانة العامة باحتقار، وتعتبر ما قام به عملا قذرا، وحالة شاذة، وجريمة يعاقب عليها القانون؛ أما في الوطن العربي فالمعادلة مقلوبة، حيث ان الاختلاس حالة عامة ومقبولة؛ فاللص يعتبر السياسية جسرا للثراء، وعملا يُكافئ عليه بتبوئه أعلى المناصب في الدولة.

في دول القانون الديموقراطية يعتبر القانون المطبق على جميع الشرائح الاجتماعية وسيلة لإرساء الديموقراطية وتطويرها، وطريقا للارتقاء بمجتمعاتها نحو التقدم والازدهار، لأن دولة القانون هي الوعاء الحاضن لشبكة من المؤسسات الفعالة التي تعمل على محاربة الفساد وتطوير الاجراءات التشريعية والقانونية اللازمة لدرء أي خروقات أو سد أي فجوات تتسبب في إهدار المال العام واستنزاف موارد الدولة.

ولهذا فإنه من النادر السماع عن قادة من دول العالم الأول متهمين بالاختلاس او الفساد بسبب وجود آليات قانونية تثنيهم عن ارتكاب هذه الجريمة، لأن سيادة القانون حاضرة بقوة في حالات النهب كما كان الحال مع الرئيس السابق للبرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا المسجون حاليا 12 سنة بسبب اختلاس المال العام، وخليفته ديلما روسيف التي اطيح بها وهي على هرم السلطة بسبب تلاعبها بالحسابات العامة؛ حيث يعتبر ذلك دليلا على نضج هذه الشعوب وعدم قبولهم بحكام يسلبون أموالهم، ويحولون مؤسسات دولهم الى أوكارا للنهب والرشاوى ونشر الفساد.

تتسبب الأنظمة الدكتاتورية التي هي المنظومة الأساسية والوحيدة في الدول العربية باستثناء تونس حاليا الى احتكار الطبقة الحاكمة لثروات وموارد الدولة، وتوظيفها لتوطيد دعائم حكمها عبر تمكينها لطبقة معينة من المجتمع من مزاولة السرقات، او عبر الرشاوى التي تقدمها النخبة الحاكمة لشريحة معينة من الناس مما يحول مؤسسات الدولة الى مرتعاً لنشر الفساد وانحلال الاخلاق في المجتمع.

ولهذا تتفشى في الدول العربية ظاهرة "اللصوصية" التي تنخر بنيانها وتدمر مجتمعاتها وتُفشل تنميتها المستدامة، ويصبح اللص فيها مديرا، أو وزيرا، أو حاكما؛ فظاهرة اللصوصية تبدأ من اعلى هرم السلطة وتنتهي بقاع المجتمع، ولهذا لم يكن غريبا ان يجاهر الرئيس السوداني المخلوع عمر البثير بكل قبحٍ ووقاحة من وراء قفص الاتهام بأن الملايين التي كانت بحوزته ليلة احتجازه ملكا له وليس للدولة، وليس غريبا ان تتصدر الدول العربية قائمة الفساد العالمي عاماً بعد عام، وليس غريبا ألا نجد تقارير تقيس الحجم الحقيقي للفساد، أو ثروات حكامها نتيجة لغياب الشفافية والمؤسسات والهيئات المعنية بمراقبة ومكافحة الفساد في هذه الدو ل.

فبحسب تقرير مجلة فوربس الأمريكية عن بعض أغنى الحكام العرب لعام 2011 (هذه الأرقام المعلنة فقط ولكن الأرقام الحقيقة قد تكون أكبر بكثير الآن) قدرة ثروة آل سعود ب1.4 ترليون دولار، وحاكم الامارات خليفة بن زايد ب14 مليار دولار، وحاكم دبي راشد بن راشد آل مكتوم ب4 مليارات دولار، وملك المغرب محمد السادس ب5 مليارات دولار، وامير قطر السابق حمد آل ثاني ب 2.5 مليار دولار، وسلطان عمان قابوس بن سعيد ب700 مليون دولار، وامير الكويت صباح الأحمد ب400 مليون دولار.

لا يمكن للامة العربية النهوض في ظل حكام ظلاميين يستنزفون ثرواتها، ويفسدون مجتمعاتها، ويحولون اقطارها الى مسرحاً لهبوطها وانحلالها؛ فصلاح السلطة أساسي لصلاح المجتمع، وهذا درس يجب ان نتعلمه من تاريخنا الذي نقوم دائما بالتغني به والتباكي عليه، فبعد ما فتح المسلمون القادسية واتو بغنائمها للصحابي الجليل عمر بن الخطاب بكى وقال" إن قومًا أدوا هذا لأمناء” ، فأجابه علي رضي الله عنه:”عففت فعفّوا ولو رتعتَ يا أمير المؤمنين لرتعت أمتك “



#راني_ناصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات اهتزاز أركان عرش السيسي
- عندما يصبح الحج آداه للعقاب ونشر الأكاذيب والدجل
- عندما يصبح الحج آداه للعقاب ولنشر الأكاذيب والدجل
- فلسطين بين نصرة الشعب الجزائري الحبيب وخيانة الحكام العرب
- سقوط السودان في شباك العسكر
- من الأخطر على الامة العربية أنظمتها او إيران؟
- مخاطر البنود المسربة لمؤامرة القرن المسمّاة -صفقة القرن-
- السلطة الفلسطينية قصة فشل لا تنتهي


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راني ناصر - في الوطن العربي يصبح اللص مديرا أو وزيرا أو حاكما