أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - ع الدور يا عرب















المزيد.....

ع الدور يا عرب


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 446 - 2003 / 4 / 5 - 22:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



 
دماء الأطفال دموع الثكالى والأيامى وأشلاء الرجال والنساء  والأطفال المتبعثرة في كل بقعة من ترابك الطاهر يا عراق يا أرض الأنبياء والأولياء يا مهد الحضارات والتاريخ ذات البخت الأسود كما يقال ألا يحق لك أن تعيشي مثلك مثل البلاد الأخرى ألا يحق لك أن تتمتعي بسحر جمال جبالك وطبيعة سهولك ووديانك وصفاء ينابيعك وأنهارك يا بلاد مابين النهرين العظيمين دجلة والفرات ألا يحق لك أن تأكلي من بلح لم يسقيه دماء الآلاف من الشهداء والمظلومين .....   لكن وا حسرتاه.
اليوم العراق وغداً وحسب التهديدات الأمريكية سوريا وبعد غد الله وحده يعلم أننتظر حتى يدق الفأس في الرأس أننتظر حتى نرى الأمريكيين في كل بقعة من أرض الإسلام وتكسر الأبواب ويصبح ضيفاً ثقيلاً غير مرغوب به أم سيشد الساعد إلى الساعد والكتف إلى الكتف وتتصافح الأيادي المتخاصمة وتنسى كل المصائب والويلات وتوحد الصفوف في سبيل دحر هذا العدوان على مقدساتنا وأراضينا وعلى عتبات أبوابنا .
لا نريد أمريكا وحضارتها وتقنياتها وعلومها لا نريد من هذا المارد أن يتحكم بثرواتنا ومقدراتنا وفي نفس الوقت لا نريد ظلم ذوي القربى وتهديدات أخوتنا وطمسه لهوياتنا وأنفاسنا بل نريد أن نكون صفاً يقينا همجية هؤلاء البشر الذين لم يمضي على ولادة حضارتهم سوى مائتي سنة ونحن حضارتنا تمتد إلى جذور الأرض بآلاف السنين و زرعنا في كل بقعة من أرض المعورة ما يمت إلى حضارتنا بصلة ولازلت معظم حضارات العالم تأخذ من نمير ثقافتنا وتراثنا الذي صنعناه عبر العصور.
لا نسمع من العالم العربي والإسلامي إلا كلامات بدون فعل وأقوال بدون عمل ولا يلبثون إلا ويطرحون في شارعهم السياسي إلا بيانات ركيكة فقيرة وملخص مضمونها نحن نندد, نحن نستنكر نحن , نحن , نحن .
أليس هم المسلمون الذين وصلوا إلا أقاصي الشرق وفتحوا بلاد لم يسبق لأحد أن سمع عنها ألم يهدد المعتصم بحشد جيشاً رأسه في بلاد الروم وذيله في بغداد من صرخة امرأة طلبت النجاة من أمير المؤمنين و نادت بصراخ يدوي في عرش الأمير وا معتصماه ألم يحرر الكوردي المسلم صلاح الدين الأيوبي بيت المقدس الذي أجتمع عليه كل جيوش أوروبا الجرارة ولم يستطيعوا أن يلحقوا الهزيمة بهذا القائد العظيم.
لست هنا لكي أسرد لكم قصص من التاريخ ولا لكي أروي هذه النوادر بل ظناً مني أن هذه الصور الرائعة من حضارة تدوم إلى يومنا هذا وقصداً مني أن أحرك مشاعر العرب والمسلمين في كل مكان ليتكاتفوا ويقفوا جريان هذه الأنهار من دماء العرب والمسلمين والتي صارت دجلة والفرات محمرة من لونها القاني تنبهوا واستفيقوا وأصلحوا ذات بينكم كفاكم استهتارا بمشاعرنا واخطوا خطوة تنالون العظمة من بعدها .
أننا مع دحر نظام الفاشي العراقي صدام حسين ولكننا لا نريد أن يتم هذا النصر بيد جزار أكبر منه ولا نريد أن تأتي أمريكا وأعوانها فتغير بلادنا وتحمينا من ولاة أمورنا لماذا هذه الهوة بين الزعماء وشعوبها فنرى دول عربية وحتى إسلامية تتمنى شعوبها أن تسحق أمريكا ولكن قياداتها تساوم على حصص أكبر من المساعدات والدولارات و تطلب أخرى إعادة جدولة ديونها لكي تبيع بذلك موقفها السياسي مقابل حفنة من خيرات هي بالأصل من أراضينا ومن ثروات بلادنا.
علينا ألا نجعل لأمريكا وأعوانها أية حجة علينا وننتظرها لكي تصير على أبوابنا بغية تصحيح أخطائنا التي نستطيع أن نصححها فبذلك لا تبقى لأمريكا أية حجة ولكن الواقع عكس ذلك فصدام حسين هو الذي أدخل أمريكا إلى المنطقة وهو المسبب الأول في هذه الحرب اللعينة التي حصد آلاف القتلى والجرحى ودمار لا يقد بثمن ولا يزال العالم العربي والإسلامي مليئاً بمئات المسائل والمشاكل والتي بموجبها تتحجج أمريكا بالتدخل في شؤون البلاد وتتحكم في مصير أبنائها وثرواتها وتجعل منهم ومن حكامها ذيولاً لها وتوابع لسياستها .
ألا توجد بين دول العالم الإسلامي والعربي من هو مشابه لكوريا الشمالية والتي هددت من قبل الولايات المتحدة والتي ما لبثت أن هددت أمريكا بأنها ستدافع عن نفسها إذا ما بقيت أمريكا على مواقفها المهددة لها ولأمنها وبهذا التهديد توقفت أمريكا وما لبث سياسوها أن نشطوا في المنطقة لينزعوا فتيل الأزمة بينهما بالطرق السلمية والسياسية لأن أمريكا وصلت إلى قناعة تامة بأن كوريا الشمالية تستطيع أن تهدد أمنها وسلامة أراضيها من أي ضربات أو تدمير مصالحها في العالم.
لكن المسلمون والعرب لا ينظرون إلى الأمور بهذا المنظار بل لا يأبهون لهذه المسائل ولا يلبث الكثير منهم إلا ويسارع ويتوسل لأمريكا ويقدم لها فروض الطاعة العمياء طبعاً لا أتهم الكل فلكل قاعدة شواذ ولكن معظمهم يسارعون لتقبيل الأيادي والأقدام لكي يظلوا حكاماً على شعوب بدون روح وبدون ذات .المهم لديهم بقائهم في مناصبهم ولتخرب الدنيا على رؤوس الرعية ويرددون أنا ومن بعدي الطوفان.
فلنجعل من كوريا الشمالية نموذجاً نحتذي به ونتحدى أمريكا بحل كل خلافاتنا ونحرر بلادنا من كل القيود التي تكبلها ونحرر شعوبنا لكي تقود بنفسها دفة الحياة ونكون جاهزين وفي المرصاد لندافع عن وجودنا ونجهز العدة لنصر المغيث والملهوف ونعيد أمجاد الإسلام وليصير كل المسلمون معتصماً يهرع لنصرة النساء والرجال والأطفال و إلا فسيلحق بنا الدور واحد تلو الأخر ونعض الأصابع ندماً هذا إذا بقيت في أيدينا أصابع ولم تقطعها أمريكا .
إن المرء مستغرب لما يجري في بلادنا فنحن كنا قادة العالم وندير شؤونه و نحكم الشرق والغرب فصرنا اليوم لا نحكم حتى بيوتنا بل أصبحنا توابع لغيرنا وياليت كان هذا الغير كفئاً لهذه القيادة فهو يصنع القرارات ونحن نطبقها بحذافيرها دون أن ندافع حتى عن مواقفنا وآراءنا في بعض المسائل التي قد تكون خاصة بنا إلى درجة كبيرة لكن وكما تأتي خطب الجمعة إلى خطباء المساجد مطبوعة جاهزة من وزارات الأوقاف في عالمنا الإسلامي تأتينا الأوامر من أمريكا ونكون على أهب الاستعداد لتنفيذها رغماً عن أنوفنا حتى ولو كنا لسنا مقتنعين بها ولكن منطق القوة هو الذي يحكم فمن الواجب  أن نكون حذرين يقظين لكي لا نجعل لأمريكا وغيرها أية نقطة أو ملاحظة تتدخل بموجبها في قيادة أمورنا وتتحكم في مصيرنا ولنجعل من الحرب على العراق درساً نستفيد منه ونموذجاً يبين لنا مدى غطرسة الحرب وهول منطق القوة والخراب والدمار.

 



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحروب همجية الحكماء أم ضريبة الشعوب
- الضربة الأمريكية المحتملة ضد العراق - أراء وحسابات
- المشاركة الكردية في الانتخابات النيابية السورية : مسرحية كوم ...


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مسعود عكو - ع الدور يا عرب