أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - سِفر أوجاعه لاتحدها تقاويم الزمن..الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان* في - زمن التلاشي والقحط - الحلقة الأولى من قصيدته الطويلة الملحمية الاحزان -يوميات فاتك الطويل- في بؤرة ضوء














المزيد.....

سِفر أوجاعه لاتحدها تقاويم الزمن..الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان* في - زمن التلاشي والقحط - الحلقة الأولى من قصيدته الطويلة الملحمية الاحزان -يوميات فاتك الطويل- في بؤرة ضوء


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 6364 - 2019 / 9 / 29 - 12:28
المحور: مقابلات و حوارات
    


قبل أن يحتسي فاتك قناني العناقيد المختمرة، وتترنح بين يديه.
وقبل أن يستنشق عفرات قزمه عاشق الخمر، تخللت منابت روحه الشقية ، جموح أناه المفرط ، واستبدت في كهنوت بلاد الرقادة ..
مَن غيره واكب خسوف القلوب والأزمنة، وتلاشت في عاديات النوائب..؟
أنبأنا فاتك عن تفاصيل تلك الحسرات المروعة والمتوسدة رجس النوايا .. كظيم عندما يشهق النهر بالجثث، وتتناهى إلى مسامعه صوت هلاهل ثكالى الوطن.

يوميات فاتك الطويل
كتب قائلًا:
هذا دفتر يوميات البطل الهمام فاتك الطويل . عثر عليه بالصدفة قزم يعشق الخمر، في بلاد بعيدة جدًا يقال لها بلاد الرقادة . دوّن الطويل في كتابه عددًا من حملاته المروعة ضد أعداءه. في كل صفحة من الكتاب تنبثق نافورة دم، فيما تسمع وراء السطور هلاهل نساء ثكالى.

• قفلة رعب تنداح حين وِلِدَ ... ينبأه رفّيف هاجسه بأنه :

١.
ولدت في عام الرعب. عندما فاض النهر بالجثث. وعرفت، وأنا في المهد، أنني خلقت لأجعل النهر يفيض ثانية بالجثث. وكان لي ما أردت.

****
• جاءنا فاتك العاشق للأسلحة، بوشاحٍ محترق من كل الأشياء، يلثم ويشرب دم أحزناهم الخالي من التكسير وأشلائهم تغدو نهرًا من الفجيعة ..

٢.
وكان يعشق الأسلحة.
في أواخر أيامه
حول قصره الفاره إلى متحف للأسلحة
وفي عصره كانت الأسلحة هي تجارة السوق المجاور للنهر، وسط المدينة.
كان من العار أن يقطع رجل الشارع بلا سلاح
كما أنه من العار أيضًا أن لا تتمنطق المرأة بسلاحها.
لم يشذ عن ذلك الأطفال، ولا الشيوخ ولا حتى المراهقات على سطوح المنازل.
قال القزم: لم يكن بين الأسلحة سلاح يعالج السكارى!
****

• كانت تسوق قطيع الغنم حين يهمي .. والذئاب تحدق حتى في خيط ظلها البعيد، ذادَ عن حِيَاضِ أمه ليحميها قائلًا:

3.
وجدت أمي ترعى الأغنام
ومن حولها أكثر من ذئب
ماذا أفعل غير الذود عن أمي؟
****

• كم من أضرحة الفقد سطرها فاتك، وكم شاهدة قبر سأقرأ ..؟
أتأمل تلك الجحور التي تخبئ عتمة الأرواح وديجور حلاج هذا الزمان.. بقي منه سكين مشبعة بالملح وبه... وهم من حوله، قيل:

٤.
كان يدرك أن حياته لا تستقيم بلا أعداء
وكانوا يحيطون به مثل النمل
يخرجون من الجحور طوابير مجندلة
كل عدو يحمل معه سكينًا وملحًا
وكان فاتك الطويل شجاعًا بما يكفي لأن يملأ الأرض بالقبور
****

• اللافتات تخون، ليتهم يستوعبون غباءهم ويسجدون لظل الوطن الشريد، حدثنا قائلًا:
٥.
ذات ليلة فارق النوم المدينة
كان الطويل قد أصبح الحل الأخير للمتذمرين من شظف العيش.
حمل الجياع المشاعل
واعتصموا امام قصره يدعونه لغزو العالم
سكب الطويل آخر قطرة من شرابه الأحمر في جوفه
ونهض
سمع الجياع اهتزاز القصر
سجدوا كلهم.

• كلما نصّبَ مشنقة، ينبثقون من كومة رماد الوطن كطائر الفينيق، فتعيد أنامل القدر شتات أرواحهم .. بعد أن رزَ البيرق باعتناء، ممتشقًا السارية، اختفى المقيمون في الروح مثل الضباب. .. قفل قائلًا:

٦.
انطوت صفحة الأم
وصفحة الجوع والنهر المتعرج
انطوت صفحة الخناجر المسمومة
ورفاق الظل المميتين
لقد انتصب في الساحة عامود واحد
علقت عليه راية واحدة
واختفى الناس.


• ما من جرار خمر تُسكر ذاك الفاتك حد جنونه الفاره..حاملًا الفزع في قارورة مثقوبة .. ضج به زمانه ، مستدركًا كلامه :
٧.
قلت:
أنا والخمر صاحبان
كلما نضبت قارورة جف شيء في عقلي
وسمعت صوتًا يردد:
أنا وأنت صاحبان
كلما فر طير من الفزع
سقطت غيمة ثقيلة
لماذا تفر الطيور من الفزع؟
ألم يكن الفزع في بداية الخلق؟
أنا وأنت صاحبان
وقلت:
أنا والخمر صاحبان
ألقي بدلوي في البئر العميق
يخرج منه عفريت بلا ذنب
اقهقه كثيرًا
ينحني العفريت تحت قدمي
ولا أطلب منه غير دلوي
دلني على دليل يشير إلى مدلول جديد؟
أنا وأنت صاحبان.


انطفات عينها، وتوحد الوجع في كينونة الطين كأغنية شاردة ، يطعنها الشجن فتبحث عن أنفاسه في مرايا الروح المهشمة
بعدها يحل الصمت، فتلاحقه الخيبات وتصلبه على جدران الريح عند كاسه المجنونة، مواصلًا:

٨.

وصل الحطاب أخيرًا
فتش عن الفؤوس في كل مكان
كان يبحث عن فأس بعينه
ذراعه من خشب جذور البتولا
ونصله من الفولاذ المصنوع في دمشق.
ولم يعثر عليه إلا عندي
ناولته كأسًا
استند على ذراعي وتهاوى جالسًا
كرع كأسه وأنشد:
من هنا مر خنزير بري ذات مساء
فقأ عين الجميلة واختفى
حار الحكيم ولم يجد لها دواء
لم يكن ممكنًا شئ سوى
خلع عين الفتاة.
____________
* 1عبد الخالق كيطان
*مواليد مدينة العمارة 1969
*بكالوريوس نقد وتأليف مسرحي من جامعة بغداد كلية الفنون الجميلة للعام الدراسي: 1991 - 1992.
*حاز جائزة الشاعر العراقي الكبير عبد الوهاب البياتي بدورتها الأولى عام 1998 عن مجموعته: نازحون، والتي صدرت في العام ذاته عن دار الجندي في دمشق.
*في العام 2000 صدرت مجموعته الشعرية الثانية: صعاليك بغداد، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان.
*في العام 2007 صدرت عن دار الفارابي في بيروت مجموعته الثالثة : الانتظار في ماريون.
* في عام ٢٠١٢ صدرت عن دار التنوير في بيروت. مجموعته الرابعة وعنوانها "واحد وثمانون".
*كتب العديد من البحوث والدراسات عن المسرح العراقي ونشرت في صحف ومجلات عربية وعراقية. وله مقالات في الشعر والحداثة.
*في العام 2000 أنتخب عضوًا في إتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المنفى وعمل محررًا في مجلة الإتحاد: المسلة.



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوق الأخير مع شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون جاويد من – ...
- الجمهور المثقف واللامثقف - شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون ...
- واقع الناس والرقابة المجتمعية في فعل التغيير - شاعر المهجر و ...
- واقع حال المدارس في حصار الوطن من حديث شاعر المهجر والمثقف ا ...
- استبيحت دوالي الطفولة عند شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون ج ...
- ذروة الوعي الفكري ومسرحة مفازات الوجع والترقب عند شاعر المهج ...
- سعير مجامر لقمة العيش واللغة - شاعر المهجر والمثقف العضوي خل ...
- صرخة ممهورة بجنون الحرب من وقع همس أصابع عابر سرير المرض شاع ...
- مواجع لابثة في أروقة الذاكرة - شاعر المهجر والمثقف العضوي خل ...
- اللاهوت الحربي يستنطق حرف مدن شعر عابر سرير المرض شاعر مياسم ...
- حكايا الرماد - شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون جاويد من – ا ...
- حميميّة النغم الداخليّ من وقع همس أصابع عابر سرير المرض شاعر ...
- هجرة مجانية إلى ضلوع شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون جاويد ...
- مِيقاتيّة شاعر المهجر خلدون جاويد من – الوعي الكتابي وفتنته ...
- - رهافة حبر الجمال في ندا صالحي وسلمى - المَلَكة الإبداعية ...
- - فلسفة الاستطيقا وبنية النص - المَلَكة الإبداعية والخيال ال ...
- - الوصف اللساني عند الفردية ونظرية التلقي - المَلَكة الإبداع ...
- - -وطن الكاتب من صمت المسافات وحصيف الشوق- المَلَكة الإبداعي ...
- -تيه الرسم من المَلَكة الإبداعية والخيال الخلاق في أنسنة الج ...
- -الولوج إلى عالم الترجمة من المَلَكة الإبداعية والخيال الخلا ...


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الفلاحي - سِفر أوجاعه لاتحدها تقاويم الزمن..الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان* في - زمن التلاشي والقحط - الحلقة الأولى من قصيدته الطويلة الملحمية الاحزان -يوميات فاتك الطويل- في بؤرة ضوء