رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6363 - 2019 / 9 / 28 - 14:11
المحور:
الادب والفن
إسماعيل حج محمد
"للبحر جزر، أنما المد دلال"
أحدى مشاكل النت، أنه يزيد من عدم التركيز، فأحيانا، تجدنا نمر مرورا سريعا على مسائل/كتابات/مشاهد/صور مرور الكرام، دون أن نبدي أية اهتمام بها رغم أهميتها، وهذا يعود إلى كثرة ما ينشر، وكثرة الاصدقاء الذين من المفترض أن نهتم بهم ولو قليلا، الشاعر "إسماعيل حج محمد" كتب: "للبحر جزر، أنما المد دلال" رغم قلة عدد الكلمات، إلا أن وقعها وأثرها كبير، فهل يمكن لخمس كلمات ان تحدث فينا الدهشة؟، اجزم، عندما يكون هناك أبداع بالتـأكيد سيكون هناك وقفة وتأمل، بصرف النظر عن عدد الكلمات، فالأدب والفنون والأبداع يقاس بما يحدثه من متعة ودهشة في المتلقي، وقد أخذتني البحر الآن إلى أولئك اللاجئين الذي (نفقوا) وهم يبحثون عن الخلاص/الحياة/العالم الجديد، فهم خاضوا غمرة الماء طلبا للحياة، منهم من وصل إلى (الأرض الموعودة) ومنهم لم يصل إلى مبتغاه، ومنهم لم يصل وكان "نسيا منسيا"، لكن "إسماعيل حج محمد" قدمنا من البحر، بطريقة مذهلة، فنفهم من "للبحر جزر" هذا الأمر: البحر العظيم والهائل، الذي أخذ الكثير من أهلنا، فكان بجزره جحيما عليهم، فرغم كثرتهم وعددهم الكبير إلا أنهم لم يستطيعوا مواجهة البحر، لكن تأتي "دلال" لتحدث المد، وتعيد كل شيء إلى نصابه، فرغم أنها (فرد) إلا أنهم أحدث توازنا في البحر، أليس هذا ذروة الدهشة؟، فرغم أن هناك تشابه بين "دلال" ومن خاضه بحثا عن النجاة، ورغم أن كلهما خاضه بحثا عن النجاة، فدلال خاضته/أرادته، النجاة لرفاقها الأسرى في سجون الاحتلال، وهم خاضوه/أرادوه، النجاة بالنفس، فهي وصلت وبقية حاضرة وحي، وهم ذهبوا.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟