|
حماس وفتح الى أين؟
قاسم محمد عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 1554 - 2006 / 5 / 18 - 10:02
المحور:
القضية الفلسطينية
تشهد الدول العربية تغيرات جذرية في الانظمة و في اتخاذ مسارات جديدة في الحكم تأتي في وقت تريد اسرائيل احلال عملية السلام بشكل غير عادل ضاربةً بعرض الحائط حرية تقرير مصير المواطن الفلسطين في الشتات و في بلده ايضاً و أين المفر حيث لا مفر و لا مقر و لا مستقر ، خارطة جديدة مجهزة و التنفيذ يأخذ مجرياته عبر قنوات دبلوماسية سرية تتم بين اسرائيل وبعض الرموز السياسية في لبنان و سوريا و الاردن و النصاب يكتمل بالتعاون مع العراق التي ستكون تحت سلطة امريكا سياسياً،هكذا تكتمل الحالة المرجوّة كي يكتمل السيناريو و بالنسبة لاسرائيل و"حماس" والموضوع الفلسطيني تحدث مسؤول مهم في مركز ابحاث اميركي معروف بموضوعيته حيال قضايا المنطقة، قال: "فازت "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية قبل اشهر قليلة، حسناً، ماذا ستفعل الآن؟ عليها ان تجد حلولاً للمشكلات الفلسطينية، وهي لن تتمكن من ذلك اذا لم تغير مواقفها وتجر حواراً مع اسرائيل واميركا. وهاتان الدولتان تقولان لمن يدعوهما الى التحدث مع "حماس" لأنها فازت بالوسائل الديموقراطية: اذا فعلنا ذلك سيأتي من يقول لنا عليكم ان تتحاوروا مع "حزب الله" ايضاً ومع غيره. اميركا لن تتحدث مع هؤلاء. الاسرائيليون اكثر براغماتية في هذا الموضوع. ربما سيتحدثون مع "حماس" في الوقت الذي يرونه مناسباً. و"حماس" بدورها ستضطر الى اتخاذ مواقف معينة متجاوبة الى حد مع المطالب الاسرائيلية الدولية منها رغم فوزها الشعبي الذي ادت اليه عوامل كثيرة منها تشددها السياسي والايديولوجي والديني. ذلك ان شعبها يريد ان يعيش وان يأكل وان يقبض الرواتب المستحقة له. ماذا تفعل "حماس" بالمواطنين الفلسطينيين او لهم اذا لم يتلقوا رواتبهم وذلك احتمال كبير وربما اكيد اذا استمرت اسرائيل في الامتناع عن دفع الخمسين مليـــــون دولار شهرياً للسلطة الوطنية الفلسطينية. هناك اعتقاد ان تجربة "حماس" في السلطة اي في الحكومة ستفشل خلال ثمانية عشر شهراً. قد يكون هذا الاعتقاد خاطئاً. لكن السؤال هو: كيف سيتصرف رئيس السلطة الوطنية محمود عباس (ابو مازن) حيال الوضع المعقد الذي استجد في الاراضي الفلسطينية المحتلة؟ كيف يتم التعامل مع الاجهزة الامنية والشرطة؟ كانت حركة "فتح" منذ اتفاق اوسلو عام 1993 تبني دولتها في تلك الاراضي. الآن صارت السلطة لـ"حماس". فماذا ستفعل "حماس"؟ هل ستبادر الى بناء دولتها في الارض نفسها مع ما يقتضيه ذلك منها من "طرد" او حتى ابعاد لعناصر "فتح" وكوادرها من الدولة ومؤسساتها؟ لا أحد يمتلك اجوبة عن تساؤلات كهذه علماً ان البعض يقول ان عليها (اي "حماس") ارسال القيادات الفتحاوية العليا الى البيت وابقاء القيادات الاخرى والعناصر تمهيداً لاحتوائهم وذلك قد ينجح لأن هؤلاء يريدون ان يعيشوا". اضاف: "هناك سؤال آخر مهم، اضافة الى الاسئلة المثارة اعلاه: ماذا ستفعل "فتح" هل ستتغلب على الانشقاقات التي حصلت داخلها والتي تسببت بهزيمتها الانتخابية امام "حماس" أم لا؟ وهل ستحل مشكلة الجيل الجديد من الفتحاويين؟ لقد "اشتغلت" "حماس" بكتائب شهداء الاقصى وصارت هذه الكتائب أقرب اليها من "فتح" التي اسستها وأطلقتها". ماذا عن اسرائيل في ضوء فوز "كاديما" نسبياً في انتخاباتها العامة؟ سألت. أجاب: "التعاون الآن ومستقبلاً بين كاديما الطالع اساساً من رحم "ليكود" مع هذا الاخير وخصوصاً في ظل رئاسة نتنياهو له لن يحصل بسبب الاختلافات العميقة بين زعيمي الحزبين". هل سنرى دولة فلسطينية مستقلة وخصوصاً بعدما أعلن ايهود اولمرت انه سيحدد حدود دولة اسرائيل بحلول عام 2010؟ سألت. أجاب: "أكيد. لأن عدم حصول ذلك يعني انه لن تكون هناك دولة اسرائيلية محددة. اما حدود الدولة الفلسطينية ومساحتها فستبقى رهن الظروف والتطورات وخصوصاً التي منها ستحصل داخل المناطق الفلسطينية. اسرائيل اليهودية الصغـــــرى غير قابلة للدفاع عنها في رأي اليهود. أي اسرائيل 1948 يجب توسيعها قليلاً. ومدى التوسيع رهن بالوضع الفلسطيني. ماذا يحصل اذا انفجر الوضع في الاراضي الفلسطينيـــــة وتحول حرباً اهليـة او عنفاً مستمراً؟ في أي حال على "حماس" والسلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل البحث عن طريقة لاحياء عملية السلام. واذا لم يحصل ذلك فسيكون الفلسطينيون والمنطقة والعالم أمام تصرف احادي اسرائيلي تحدث عنه ايهود اولمرت رئيس الحكومة اكثر من مرة وضمنه برنامجه الذي على اساسه خاض وحزبه "كاديما" الانتخابات العامة الاخيرة. ونعرف كلنا ماذا يعني ذلك". وعن اسرائيل و"حماس" والموضوع الفلسطيني تحدث مسؤول رفيع في مركز ابحاث عريق، قال: "فازت "حماس" في الانتخابات. الرئيس جورج بوش يريد الديموقراطية ويعتقد ان الانتخابات هي الديموقراطية. علماً انها في رأيي ورأي كثيرين احدى مظاهر الديموقراطية وربما آخر مظهر لها، وهي لا تختصر الديموقراطية. فازت "حماس" فعلاً. وبدأ على الفور قطع الأميركيين والأوروبيين المساعدات وانا استغربت فعلاً مشاركة اوروبا في ذلك. وهو تصرف مؤذ جداً لأن "حماس" انتخبت ولأن محاربتها وخصوصاً بقطع المساعدات يجوّع الشعب الفلسطيني. ذلك سيزيد شعبيتها رغم الجرح الكبير الذي يسببه قطع المساعدات. فكلنا نعرف العالم الثالث وطريقة تصرفه أثناء تعرضه للضغوط وكذلك ردود فعله. يجب ان ننتظر لنرى اذا كانت "حماس" ستمنع المنظمات الفلسطينية الاخرى مثل "الجهاد الاسلامي" و"كتائب الاقصى" و"الجبهة الشعبية" من القيام بأعمال عنف ضد اسرائيل أو بالأحرى من الاستمرار في القيام بها. واذا فعلت ذلك او حاولت كيف ستقنع الشعب الفلسطيني به او على الاقل غالبيته التي اوصلتها الى الحكومة والمجلس التشريعي ايماناً منها بالسياسة الراديكالية والمتشددة لـ"حماس"؟ ونجاحها في ذلك لا بد ان يساعدها ويساعد الوضع الفلسطيني مستقبلاً". ماذا سيكون موقف الاميركيون والاسرائيليون الى مطالبة جهات اقليمية ودولية اياهم بمساعدة "حماس"؟
#قاسم_محمد_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الادارة الامريكية:تضم ادارة لخلق الازمات في العالم العربي
-
الداهشية عقيدة يعتنقها معظم المهندسين و الاطباء و المثقفون ف
...
-
التغيرات اللبنانية منذ خروج سوريا من لبنان
-
نيقولا مكيافيلي منذ النشأة الاولى الى مسواه الاخير...
-
المحامي طلال الخضري يروي وقائع تحوّل الطفلين لقيطين: الطفل ا
...
-
شارل رزق رئيسا للجمهورية اللبنانية...تم التوافق بين اطراف ال
...
-
هل ينجح حوار -قادة لبنان- ام الخلاف سيتفجر ... بري يضع يده ع
...
-
الازدواجية الملغومة... عشية حوار لبناني؟؟!
-
عزل لحود أم إفقاده المصداقية ؟
-
قرع طبول الحرب يصخب اذان اللبنانيين
-
العالم العربي و الإتجاه المعاكس
-
كي لا يتحول لبنان رهينة للتطرف
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|