أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - من وحي فيديوهات -مقاول الجيش- محمد علي.














المزيد.....

من وحي فيديوهات -مقاول الجيش- محمد علي.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 27 - 16:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


من وحي فيديوهات "مقاول الجيش" محمد علي.
ذكرني تصدر المغاربة لقائمة الأكثر متابعة لما يقع من أحداث في العديد من الدول -مصر وتركيا وبورما وسوريا على سبيل المثال- والانجرار وراء ما يروج بها وحولها من أخبار صادقة كانت أو كاذبة ، وتركيزهم على صغيرها و كبيرها وحتى الذي لا قيمة له منها ، دون تحقق من صحتها أو تدقيق في مصادرها ، كما هو حال إجترارهم لفيديوهات "مقاول الجيش" محمد علي ، التي تروج لها فضائيات الإخوان المسلمين المبثوتة من كل قطر وتركيا .
ذكرني ذلك بانتشار الظاهرة الإنسانية النابعة من غريزة الفضول وحب الاستطلاع المرتبط بعموم الناس ، وبين جل المغاربة وعلى وجه الخصوص ساكنة حي فاس الجديد الذي ترعرعت به ، والذين كان السمة البارزة والمسيطرة في غالبية أهله ، وجعلهم على استعداد تام وفي حالة تأهب دائم ، لتلقف أي حدث أو خبر أو أي شيء طارئ وغامض وغريب ، والاهتمام به ومتابعته ، والإشغال بحل ألغازه ، حتى لو كان حدثا أو خبارا تافها، ولم يكن له علاقة بهم، وليس لهم فيه مصلحة ، الوضع الذي ألفت وعدد من شباب جيلي ، إستغلاله في ترويج بعض الإشاعات البسيطة ، وإطلاق بالوناتها في بعض الصباحات ونحن في طريقنا إلى مدارسنا ، لنختبر بها مدى تجاوب ساكنة حينا الطيبين معها، والتي كثيرا ما كنا نتفاجأ عند عودتنا، بما تكتسبه من إنتشار عارم يحولها إلى شبه حقيقة يتناقلها الناس ،
كما أذكر جيدا المقالب التي كنا نقوم بها ، والتي كنا نقف -في واحد منها -بين حين وآخر وسط الشارع الرئيسي لفاس الجديد ومركزه نشاطه التجاري الكبير ، وبالضبط قبالة "باب السمارين*" تم نبدأ بالنظر إلى السماء ، مشيرين بأيدينا إلى أعلى البوابة التاريخية الضخمة العملاقة ، وكأننا ننظر إلى شيء ما مختبئ في أحد ثقوبها، فلا يلبث أن يقف بجانبنا أحد الفضوليين لينظر لنفس الاتجاه الذي ننظر إليه ، تم يقف فضولي تان وثالث ، ويأتي آخر وآخر، بعد أن تتأجج غريزة الفضول وحب الاستطلاع لديهم ، وتزداد سيطرة "عشق الفراجة" عليهم ، فيشتد التجمهر وتكبر الجوقة ويتضخم حجمها حول وعند موقع الحدث المفتعل ، ويزداد الخلاف ويحتدم الاختلاف بين متسائل عن كينونة الشيء الموجود في أعلى البوابة ، وبين من ينفي وجوده ، وهنا يتم انسحابنا من الساحة ، تاركين أعناق المتجمهرين مشرئبة إلى أعلى البوابة ، وأيديهم مرفوعة نحو أبراجها، وكلهم رغبة عارمة في تحقيق سبق إكتشاف ماهية الشيء ، والذي غالبا ما يطلقون العنان لمخيلاتهم لتتفنن في تجسيده وتصوره ، كل حسب مزاجه أو حسب تأثره بما يروجه حوله الواقفون من عوام وناقصي المدارك من أهل حينا الشعبي ، الذين لا تثريب عليهم ولا عتب على فضولهم الذي كان غريزة فطرية مجردة من الغل والحقد، والذي هو جزء من منظومة المجتمع –الذي لا يخلو منه أي مجتمع - تتفاوت درجاته من شخص لآخر بناء على رقي الإنسان وتحضره وثقافته ووعيه ، قبل أن يتحول فضول الكثيرين منهم -في ظل تدخل وسائل الإتصال المتطورة والإعلام النشط في تغيير مسارات الرأي العام أو تأجيجه أو تأليبه ، تبعا لمصلحة بعض الحكومات أو الأحزاب أو الجهات - إلى أزمة ولاء لغير أوطانهم و"هجرة وجدانية" بلدانهم ، تفقدهم قيمة الوفاء للوطن، وتجعلهم يعيشون في بلدانهم بأجسادهم فقط ، بينما وجدانهم في بلدان أخرى ، هي في أقصى شرق الدنيا وفي أقصى غربها ، السلوك الذي لايمكن أن يحدث مع الغربيين الذين لا يتجمهرون مشاهدة حادث مروري ، أو حريق ، أو انهيار مبنى ، لأن المسألة عندهم مسألة تربية وثقافة .
*هامش:باب السمارين شُيد الباب الضخم من طرف مرينيون سنة 1244م هي واحدة من الأبواب التاريخية العملاقة بمدينة فاس، وتقع في شارع بولخصيصات، وهي التي تفصل بين حي الملاح الذي يعتبر أقدم حي يهودي بالمغرب، ووزنقة فاس الجديد التي تنشط فيها التجارة بشكل كبير ،
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.


عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقف خلف محمد علي ويدعمه ؟
- معاناة المرضى مع السرطان
- The Discovrey أو العبور إلى عالم الروح
- الوجهيات- حتى فالعزاء !
- محاولة فرجوية بئيسة لتسيس قضية أخلاقية !
- تخندق لا منطقي ولاعقلاني !.
- تردٍ أخلاقي وكسوفَ ثقافي وخسوف حضاري !
- المحاسبة نتاج الإيمان العميق بضرورة اصلاح المفاسد.
- لماذا أصبح حالنا هكذا؟؟
- ظواهر مستفزة!!
- هل هي جبهة إصلاح أم جماعة مصالح ؟ !!
- تداعيات تدوينة مستشار-شرت تارودانت- !!
- الثالوث المرعب رمضان والعيد والدخول المدرسي !
- قناعات المغاربة تحبط مؤامرة شورت تارودانت
- تجربة ذبح أضحية العيد !!
- يا فرحة ما تمت؟ !!
- ن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
- غض البصر بين -الفيس- ورجال الدين !!
- تسيس كرة القدم يصيبها بلإفلاس !!!
- ماشكل الكرة ليست في المدرب بقدر ما هي في المسؤولين عليها !!


المزيد.....




- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حميد طولست - من وحي فيديوهات -مقاول الجيش- محمد علي.