أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نايف عبوش - ألذكاء الاصطناعي.. تحديات التطوير وضرورات الترشيد














المزيد.....

ألذكاء الاصطناعي.. تحديات التطوير وضرورات الترشيد


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 6362 - 2019 / 9 / 26 - 09:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



لاشك أن العصرنة بثورتها التقنية والرقمية، والصناعية الراهنة، ورغم كل ما طرحته من إيجابيات ،قد أفرزت في ذات الوقت، تداعيات سلبية حادة ، في حياتنا المعاصرة، لعل من بين أهمها، الاستغراق التام في الشبكة العنكبوتية للإنترنت، والتمادي في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وما ترتب على ذلك من عزلة  اجتماعية مقيتة في واقعنا الحقيقي اليومي، ولاسيما بعد أن أضحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي تتوالى في الحياة اليومية، بشكل متسارع، ومتشعب ، وفي كافة المجالات ، وبصورة يصعب مواكبتها، واستيعابها، على النحو المطلوب.

وإذا كان الذكاء الاصطناعى،يعرف، باختصار شديد ، بأنه أحد فروع علوم الحاسبات المعنية بكيفية محاكاة الآلات لسلوك البشر، فهو إذن علم تصنيع أجهزة حاسوب ، وصياغة برامجيات قادرة على التفكير، بنفس الطريقة التى يعمل بها الدماغ البشرى . وبالتالي فأن تلك المكونات، ربما يمكنها، مع التمادي في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في المستقبل، أن تتصرف بكيفية مماثلة لتصرف الإنسان ، وقد تتعلم مثلما يتعلم، ومن ثم فإنه قد يكون بمقدورها، في مرحلة متقدمة من مراحل إنتاجها، أن تحاكي طريقة تفكير الإنسان بكفاءة تكاد تكون تامة، ومدهشة.

وإذا ما بات من الممكن أن تصبح مخرجات تقنية الذكاء الاصطناعي من الروبوت ( الإنسان الآلي) مبدعة للقيم يوما ما، فقد يصبح بإمكان الذكاء الاصطناعى ان يضارع الإنسان مستقبلاً، ويتلاعب بمشاعره، وخاصة فيما لو تطورت تلك النظم مع الزمن ، إلى نظم قادرة على تطوير معارفها بذاتها، ودون تدخل من المصنع، أو المبرمج .

وهنا يلوح شبح ضخامة حجم المخاطر، التي قد تحدق بالإنسان المعاصر، والتي قد تنتج عن سوء استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي، الذي بات يبدو جلياً أنه في طريقه لأن يستوعب الكثير من الوظائف، التي كان ينظر لها  في ما مضى، على أنها حكراً على الإنسان بشكل مطلق ، وخاصة إذا ما تمكنت تقنيات الذكاء الاصطناعي مستقبلاً، من تطوير، وصناعة، مكونات فائقة الذكاء، بحيث تستطيع تحليل البيانات، ويكون بمقدورها اتخاذ القرارات في ضوء ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي قد يمكنه عندئذ، التخلي كلياً، عن مبرمجيه، ويستقل بقراراته بشكل تام، وكفاءة عالية .

وإزاء المخاوف، والشعور بمخاطر التمادي في تطوير ذكاء اصطناعي خارق ، يمتلك قدرة مستقلة، وما قد يترتب على مثل هذا الحال من تداعيات وخيمة على الإنسان في حينه، وفي عدة مجالات  فإن الأمر بات يتطلب حسم موضوع المضي في تطوير الذكاء الاصطناعي، ليكون آمنا، بشكل تام، ونافعا، ولا يصيب الإنسان بسوء ، وذلك من خلال الشروع بوضع ضوابط، ومعايير محكمة ، للسيطرة عليه من كافة جوانبه.
 
ومن هنا يتطلب الإنتباه الجدي، إلى مفاعيل سلبيات تداعيات العصرنة المتسارعة بشكل عام ، وفي مقدمتها إشكالية الذكاء الاصطناعى، بشكل خاص ، والتي ستطال عواقبها كل جوانب حياتنا الراهنة ، من عزلة اجتماعية، وانغماس مقرف ، ومخاطر تستهدف الإنسان في ذاته، ومن دون إغفال حقيقة كون هيمنة الثورة الرقمية، والذكاء الاصطناعي ، قد أصبحت اليوم، سمة عصر، وثقافة واقع حال راهن، وبالتالي فإنه لامناص من التفاعل الخلاق، والتعايش البناء معها،والانتفاع من كل ماهو مفيد منها، ونبذ ماهو ضار، من دون تطير، أو تهيب، قد يجرنا إلى عزلة تزيد الحال إرباكا.

وإذا كان الإهتمام بتطوير الذكاء الاصطناعي ضروريا لمنفعة البشرية، فلا ريب أن العمل على تفادي سلبياته، وتجنب تداعياته، المحتملة أمر أكثر ضرورة ، وأشد إلحاحا . ولذلك بات من الضروري اعتماد آلية تنظيمية، وأخلاقية، تحكم آليات عمل الذكاء الاصطناعي ، وتحدد وظائفه، وتقيد نطاق مهامه، عند وضع تطبيقاته موضع الاستخدام العملي ،وذلك من خلال العمل على وضع معايير عامة،تضمن الحفاظ على حقوق البشر الأساسية، وعدم انتهاكها، في نفس الوقت الذي تشجع فيه المضي قدماً في مجال تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة تلك التي تصب في خدمة الإنسان، ورفاهيته .



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصادر الأولية لتغذية التلاميذ بالمعرفة
- عصرنة صاخبة.. وحياة مكتضة بانشغالات فارغة
- سلامات الشاعر الكبير ابو يعرب
- التضخم وتآكل المدخرات
- الشاعر الدكتور حسين اليوسف الزويد.. تمظهرات التغني بالديرة و ...
- مسؤولية الإنسان في إعمار الأرض
- إشكالية تدني مستوى التعليم
- احمد علي السالم أبو كوثر.. شاعر مبدع يستحق التكريم بجدارة
- الإبداع في كتابة النصوص
- جلساء من ذاكرة ريف أيام زمان
- العصرنة.. ضرورات التكيف وتحديات الإستلاب
- الأدب بين الإسهاب والإطناب والتكثيف والإيجاز
- ظاهرة تهافت الجيل الجديد من الشباب على التقليعات الحديثة
- نزعة الحنين إلى الماضي هروب وجداني من ضجيج العصرنة
- الأديب إبراهيم المحجوب.. ومناقب الكرم عند آسية الضاحي في نظم ...
- الشيخ مطلك الصالح الحسن الحمادة.. وإعداد القهوة العربية أيام ...
- أخلاقيات التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي
- الشاعر احمد علي السالم أبو كوثر.. والهيام في الموصل الحدباء
- الأديب إبراهيم المحجوب..موهبة متوقدة وحس مرهف
- الشاعر أبو يعرب.. يسح دمعا رثاءا وثناءا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نايف عبوش - ألذكاء الاصطناعي.. تحديات التطوير وضرورات الترشيد