أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق العلي - اشكالية مفهوم ( فصل الدين عن الدولة ) .















المزيد.....


اشكالية مفهوم ( فصل الدين عن الدولة ) .


صادق العلي

الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اجزم بأن الجميع قد اساء استخدام هذا المفهوم او لم يدرك حقيقة ما يعنيه بالضبط , طبعا بحسب مفرداته غير المُعرّفة عربياً بشكل دقيق .
لقد كان هذا المفهوم حجر الاساس لبناء الكثير من المجتمعات في وقت ما , وكان ايضاً مطلباً رئيسياً لمجتمعات اخرى ولكن الامر مختلف في حالة المجتمعات العربية وفي هذا الوقت بالتحديد من حيث موقعها في وسط اي مخطط او استراتيجية عالمية كذلك ما تمتلكه من ثروات تاريخية ودينية والاهم الثروات الطبيعية وهذا ما جعلها تدور في الساقية كما الـ ( ....... ) الى ما شاء الاخرين بمخططاتهم !.
العقل العربي غير مكترث لدقة المفردات والمصطلحات التي يستخدمها وما تعنيه بالضبط او انه ينطلق من تصورات وانطباعات متوارثة وعامة للغة التي يستخدمها بدليل استخدام الجميع مفهوم ( فصل الدين عن الدولة ) دون فحص وتدقيق , وهذا ما أتناوله هنا لنكون اكثر دق فيما نقول .
لا يخفى على احد ان الدولة تتكون من عناصر رئيسية وهي :
خارطة الدولة ( الارض التي يعيش عليها المواطنين داخل الحدود الدولية ) .
المجتمع ( المواطنون بأختلاف اعراقهم واديانهم وتوجهاتهم ) .
الحكومة او السلطة التي تمثل هذا المجتمع ( بالضرورة تكون حكومة ديمقراطية لان الحكومات الديكتاتورية لا تستخدم هذا المفهوم بالاساس ) .
لا نعرف دولة حول العالم تخلو من هذه العناصر ايضاً لا نعرف دولة حول العالم تخلو من مُعتقد او دين على اختلافها ( حجماً وتأثيراً ) وبالتالي يكون الدين جزء من تكوين الدولة إن لم يكون الجزء الاكبر والاكثر تأثيراً كما في حالة المجتمعات العربية .
وهنا لابد من التساؤل حول مفهوم فصل الدين عن الدولة إذ لا اعرف ماذا يقصدون !:
هل يقصدون فصل الدين عن الارض ؟.
هل يقصدون فصل الدين عن المجتمع ؟.
هل يقصدون فصل الدين عن الحكومة او السلطة ؟.
هنا يستحيل ان نطالب المجتمع بأزالة علاماته الدينية كالاماكن التي يعتقد بقدسيتها سواءاً كانت دور عبادة او اضرحة لرموزه او غيرها مما يعتقدها تمنحه تمسكاً اكثر بدينه وتقرباً لربه والاهم انها تمنحه الطمانينة والسكينة وهذا اصل الايمان .
ايضاً يستحيل ان تطالب المجتمع بفصل الدين عن حياته الخاصة ( كالزواج والدفن وغيرها من التعاليم الدينية التي يسير عليها اتباعها ) خصوصاً بعدما اصبحيت الاديان المحرك الرئيسي لحياة الشعوب والمتحكمة بها والمسيطرة عليها والاكثر من ذلك ان موازنات بعض الاديان المالية اصبحت في بعض المجتمعات اكبر بكثير من موازنات بعض الدول وبالتالي تعتبر مصدر العيش الوحيد للكثيرين ( كرجال الدين والقائمين عليها ) ايضاً مصدر عيش فقراء ذلك الدين .
ولكن ليس من المستحيل ان نطالب بفصل الدين عن الحكومة او عن السلطة , وعليه يجب ان يكون هذا المفهوم بالطريقة التالية :
( فصل الدين عن السلطة او عن الحكومة )
فصل الدين عن السلطة يعني عدم جعل الالتزام بالتعاليم الدينية مقياساً للمواطنة خصوصاً في المجتمعات المتعددة الاديان والمذاهب ( لان القداسة الدينية تخص اصحابها ولا يجب اخضاع الجميع لها لانهم يمتلكون قداسة خاصة بهم ), ايضاً عدم ربط رجال السلطة الحاكمة ( الساسة ) بقداسة الدين وتعاليمه لسبب مهم جداً وهو ان السياسة متغيرة ومتفاعلة مع ما يجري من احداث ومع الاخرين ( اصدقاء او اعداء ) اما الدين فهو ثابت التعاليم وعليه لا يجوز الخلط بين ما هو متغير وبين ما هو ثابت خصوصاً وان القداسة الدينية ستتأثر بشكل كبير فيما لو فشل الساسة او السلطة الحاكمة في ادارة شؤون الدولة وهذا ما يعيشه العراق مثلاً مما جعل يخلط بشكل ( مُبرر او غير مُيرر ) على الدين .
يجب ان لا ننسى ان وسائل الردع المدنية في اي دولة ( قانون السير والقوانين الاخرى ) تخضع لماهية هذه الدولة من حيث الاقتصاد والعدالة الاجتماعية ومستوى التعليم وغيرها والاهم من كل ذلك هو قوة الحكومة ( بفروعها الثلاثة التشريعية والتنفيذية والقضائية بحسب تقسيمات مونتيسكو ) , هذه القوانين تتغير من حين لاخر بحسب احتياجات المجتمع او السلطة طبعا وفق الاطر القانونية التي حددها دستور تلك الدولة , اما وسائل الردع في الاديان فهي ثابتة وغير خاضعة للتغيير كونها مُنزلة او مكتوبة في كتاب مقدس ( هناك كُتب مقدسة مُنزلة من السماء كاليهودية والمسيحية والاسلام وهناك كُتب مقدسة غير سماوية كالهندوسية والسيخية) اضف الى ذلك ان الردع الديني في اغلب الاحيان يكون اخروياً ( الإله فقط يحدد نوع العقوبة ومدتها وربما يسامح المُقصر ) وعليه لا يجوز لاحد بالمطلق لعب دور الإله ( دنيوياً ) ويقوم بمعاقبة المُقصر خصوصاً اذا كانت التقصير او الجريمة بعيدة عن الدين كمخالفات السير مثلاً .
قد يكون هذا الكلام منطقيا ً وعقلانياً الى حد كبير ( نظرياً ) ولكن في ساحة الحرب لا مكان له في اقصد ( عملياً ) , فاذا ما رجعنا للتاريخ الاسلامي مثلاً سوف نجد ان ساحات الحروب الاسلامية الاسلامية ما هدأت قط وعليه فلا مجال لطرح مفهوم ( فصل الدين السلطة ) لانه غير ذي جدوى !, لان الحروب قامت بالاساس على فكرة الحصول على السلطة بأي طريقة واقصاء الاخر المُستأثر بها .
صحيح ان المجتمعات العربية تراجعت كثيراً عن غيرها من المجتمعات وصحيح ايضاً بأن اللحاق بتلك المجتمعات اصبح صعب ولكنه ليس مستحيل , وعليه يجب التعويل على ما انتجته الانسانية عبر العصور من معرفة انسانية ومن انظمة اجتماعية مُتحضرة خصوصاً وان المجتمعات العربية اسهمت بشكل كبير في وقت ما بتطوير المعرفة الانسانية وايصالها الى الاخرين هذا يعني يمكن اللحاق بركب المجتمعات المتقدمة بدليل اننا نلمس رغبة وتطلع المواطن العربي الى الخروج من بودقة التخلف وهذا يتجلى بافضل صورة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم لنا في كل لحظة انموذجاً انسانياً رائعاً في فصل الدين عن السلطة ولان المواطن العربي ادرك ان هذا الفصل لا يعني ابتعاده عن دينه او عن تطبيق تعاليمه او حتى المساس بقدسية الاماكن الدينية التي يقدسها ايضاً عدم مطالبته بتغيير دينه سواءاً بالترغيب او الترهيب لان القانون قد حدد الاليات اليت يتعايش فيها الجميع .
اصبح مفهوم فصل الدين عن السلطة ضرورة لابد منها للمجتمعات العربية ليس من باب الترف الفكري ولا من اجل تغيير اخلاقيات المجتمع كما يتبجح البعض من ( تجار الحروب والاديان ) وانما من باب ايقاف كل انواع الصراعات والحروب التي يكون الدين شرارتها الرئيسية والوحيدة وهي في ذات الوقت ( الحروب ) غير مجدية ولا تبني المجتمعات بل على العكس فهي ادوات تحطيم المجتمعات .



#صادق_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيباتيا وجيش الرب !.
- سيموت صديقي قريباً
- ( ثلاثة اذلوا كبرياء الانسانية ) !.
- العدو الشخصي للرب !.
- حوار في الإلحاد بين ابن الراوندي وبين سبينوزا
- كتب غيرت الدين الاسلامي .
- ماذا يعني ازدياد اعداد رجال الدين في المجتمع ؟.
- القنصلية العراقية في ديترويت فساد على فساد .
- فقه العروبة وتوريث الهزائم
- في العراق .... القضاء على الشرفاء ام القضاء على الفاسدين !.
- في امريكا يوم العنف ضد المسلمين .
- المرأة العربية من المظلومية الجماعية الى التسلط الفردي .
- الصراع على السلطة الاسلامية في امريكا
- غزوات اموية وليست فتوحات اسلامية .
- حضرة الدكتور ........ ط باللغة العربية .
- نظرية الفيض من افلوطين الى الفارابي .
- احتفالات القنصلية العراقية في ديترويت ومعاناة عوائل الشهداء ...
- الشيعي من الانضمام لحزب البعث الى فساد الحكم .
- الملحد بين عيد الفطر واعياد الميلاد المجيدة !.
- اين المؤامرة في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون ؟.


المزيد.....




- -جزيرة إنستغرام-.. أكثر من 200 زلزال يضرب سانتوريني في اليون ...
- -لم أتوقف عن البكاء-.. رصاصة تخترق جدار منزل وتصيب طفلًا نائ ...
- تشييع جثمان حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في 23 فبراير.. وهذا ...
- -9 آلاف مجزرة وأكثر من 60 ألف قتيل- في غزة.. أرقام مرعبة يكش ...
- الرئيس الكولومبي يصعّد انتقاداته لسياسات الهجرة الأمريكية وي ...
- الجيش الإسرائيلي يفجر 23 مبنى سكنيا في مخيم جنين
- كيف نطق الإنسان؟ أهم الفرضيات حول أصل لغة البشر
- ملك الأردن يلتقي ترامب بواشنطن في 11 فبراير
- نائبة أيرلندية: إسرائيل دولة فصل عنصري والعالم بدأ يدرك ذلك ...
- دفعة ثانية من الجرحى والمرضى تغادر قطاع غزة عبر معبر رفح


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق العلي - اشكالية مفهوم ( فصل الدين عن الدولة ) .