الجنة الأبدية - سان جانيبيرو

محمد عبد القادر الفار
كاتب
(Mohammad Abdel Qader Alfar)

الحوار المتمدن-العدد: 6360 - 2019 / 9 / 24 - 15:48
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

سواء كنت من المحظوظين في هذا العالم، صحةً ومالاً وعائلةً، أو من البائسين، فإنّك غالباً تشعر أن هذه الحياة ليست كافية.

إن الخلاص من الحياة التي تعيشها حاليا إما أن يكون:

-تلاشياً إلى عدم
- أو حياةً أبديةً بلا مسؤوليات

الاحتمال الأول كئيب ومريح، الثاني يحتاج إما إلى إيمانٍ ديني أو إلى أمل روحاني...

أو.. لعلّ التكنولوجيا تساهم يوماً ما في خلق ما كان الناس مختلفين بشأن وجوده.



في فيلم الخيال العلمي فانيلا سكاي Vanilla Sky، يختار ديفيد ايمز في النهاية الحقيقة على الحلم الجلي الأبدي.

ولكن في المسلسل الإنجليزي بلاك ميرور Black Mirror الذي صدر قبل بضع سنوات، كان التعاطي مع الطبيعة البشرية أدق حين جعل بعض البشر يختارون البقاء في سان جانيبيرو San Janipero (الجنة) من خلال موت رحيم يتم بعده إيداع وعيهم داخلها.

الفرق بين العملين نحو عشرين سنة، يبدو فيها البشر أكثر نضوجاً لأن الذكاء خلالها تسارع على نحو رهيب. في النهاية، ما الذي يجعل الحقيقة القصيرة التي اختار ديفيد ايمز ان يعود اليها حقيقيةً أكثر من أبدية سان جانيبيرو؟ العكس هو الصحيح.
او كما قالت كيلي في النهاية:
“All things considered, I think I’m ready to take the rest of it.”

ولكن ولنكون منصفين لديفيد ايمز، فإن ما جعله يكتفي من الحلم الجلي lucid dream الذي كان يمكن أن يستمر إلى الأبد هو ان وجود صوفيا داخله كان وهميا، كانت إسقاطاً من عقله، بينما سان جانيبيرو تمنحك حياة مشتركة، تمنحك الآخر الحقيقي.

وما ادراك ما الآخر!

سبق ان كتبت قبل اكثر من خمس سنوات أن الشغف بالآخر، حتى قبل أن يتكون، هو ما اخرج الوجود من سلام الوحدة الى ورطة التعدد، بما تحمله من الم ولذة.


www.1ofamany.wordpress.com

#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات