لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان
(Lama Muhammad)
الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 00:04
المحور:
الادب والفن
لا تذهب إلى أبعد مدى، إلى أقصى قطب الخيار.. مثال:
إذا مرضت فهذا لا يعني أنك ستموت..
إذا اختلفت مع عزيز، فهذا لا يعني أنك فقدته..
إذا أُعجبت بشخص، فهذا لا يعني أنك أحببته..
إذا تركك أحدهم..لا يعني نهاية الحياة..
إذا كبرت.. لا يعني أنك أصبحت عجوزا...
و بالقياس على هذا و ذاك.. لا تذهب إلى أبعد مدى في إعطاء حكمك على شخص، فالإنسان ككرة أرضية فيه البحر، فيه الجبل.. فيه البركان.. فيه صحارى و غابات، و فيه أنهار الماء العذب...
يبقى لك مكان لتتطرف.. تطرف في الحب لتحصد حباً..
أحب بعمق.. بقوة.. و حاول قدر الإمكان أن تتقبل أن البشر كواكب شتى.. و أن الإنسان ككرة أرضية!
من “ جدائل الثالوث المحرم”..” لمى محمد”
*************
بينما يحتل الانتحار الجسدي المرتبة الأولى في مخاوف الطب النفسي عالمياً.. يشيع الانتحار المعنوي حول العالم، و نقابل الكثير من الناس الذين سلّموا أحلامهم قبل أرواحهم للموت.
الانتحار المعنوي غير مشخص في حالات كثيرة.. و حتماً لا يتبوأ أي منزلة في سياسات الدول لدعم الصحة العقلية من أصغر دولة في العالم إلى الولايات المتحدة.
من منكم يعرف شخصاً انتهت حياته بعد رض نفسي في الخامسة و العشرين؟ .. أو آخر غيّر مسار حلمه ليضمن لقمة أطفاله، فانتهى يعمل ليل نهار كإنسان آلي؟..
من منكم قابل موهبة فذة دُفِنَت بسبب مرض نفسي غير مُعَالَج.. أو أطفال دُمِرَت حياتهم بسبب أم مريضة بالاكتئاب ماتت معنوياً.. أو أب مصاب بثنائي القطب قتل أحلامه قبل طفولة أولاده؟
كيف انتهى الشباب ضحايا لطريق إدمان، كيف أصبح الذهاب إلى المدرسة مغامرة يخشى فيها الطفل تفجيراً أو إطلاق نار إرهابي؟
من المسؤول عن ملايين الأحلام الضائعة لشباب في عمر الورد؟
***************
-ما الحل؟
-الطب النفسي الوقائي Preventive psychiatry
هذا ليس مجرد تحت اختصاص طبي، بل هو مجال حياة يتدخل بشكل مباشر في الواقع الاجتماعي و الاقتصادي، و يساعد في حل مشكلات مستعصية - كالتفجيرات الإرهابية مثلاً- بشكل جذري عوضاً عن الحلول الساذجة الموجودة على الساحة.
برنامج مكافحة الانتحار المعنوي يجب أن يحتل مساحة كبيرة في مخططات الدول و الحكومات.. و أيضاً في البرامج الانتخابية لمرشحين يجب أن يكونوا على قيد الأمل.. الحلم و العمل…
إنقاذ الشعب من فواجع “ الموت واقفاً”.. “ الموت في الثلاثين و الدفن في الثمانين”…
سيضمن تجديد الطاقات البشريّة، صحة أطفالنا، سلامة أحلام شبابنا..
فلتعوَ أصوات العقل ضد الوصمة ولننشر ثقافة الطب النفسي الوقائي بينما نحاول أن نجد المرشح المثالي لحكم بلداننا...
يتبع...
#لمى_محمد (هاشتاغ)
Lama_Muhammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟