سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6359 - 2019 / 9 / 23 - 00:02
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من الصراعات العبثيه التى تحصل بات من الممكن الوصول الى هذا الاستنتاج :
كلما ضعفت الهوية الوطنية الجامعه, كلما قويت الهويات الفرعيه الجانبيه.
و كلما قويت الهويات الفرعيه و خاصه الدينيه فى المجتمعات المتخلفه و المازومة , كلما اتجه المجتمع نحو التصادم, و صار الولاء للخارج قبل الولاء للوطن .
الهويات الفرعيه مجلبة للكوارث بلا شك.لانها فى الازمات خاصه لدى ضعف الدولة الوطنيه تصبح فيها الولاءات للخارج اكبر منها للوطن.نحن طبعا لسنا ضد الهويات الجانبيه الطبيعيه, كأن يرتاح الانسان اكثر الى المدينة او القريه التى ولد فيها, او اعتاد عليها .او الطقوس الدينيه التى ترعرع فيها, او الجامع او الكنيسه التى اعتاد ان يصلى فيها, وتجد المرء يميل للتعاطى اكثر مع ابناء المهنة ذاتها مثلا المحامين مع المحامين و النجارين مع النجارين الخ .
بل راينا الكثير من الادباء و الفنانين ممن اوصوا ان يدفنوا فى مسقط راسهم .كل هذا امر طبيعى و ينسجم مع الفطره البشريه.
و نجد الهويه المكانية الاصليه تلصق بالانسان حتى باسمه.يقال انه من عائلة او اليافاوى او الحلبى او الطرابلسى او البغدادى او المصرى او المغربى الخ.كذلك المهنه حيث يقال هذا من عائلة الحداد او النجار او الخباز او اللحام الخ.او المرتبة الدينيه, يقال هذا من عائلة الشيخ او الفقيه او الحاج او الخورى او الشماس.او المراتب الشرفيه مثل الباشا او البيك او المختار او الافندى الخ من الهويات الفرعيه الملتصقه بالانسان.
لكن كل هذه الهويات على اهميتها, تظل اضعف من الهويات الوطنيه و السبب هو ان الهوية الفرعيه تظل اقل و اضعف, و لا تمتلك شموليه الانتماء الوطنى .الانتماء الوطنى له طبيعة تصهر الجميع فى بوتقه واحده .الجيش و الشعب فيه يدافع عن كل الوطن , و لا يمكن للجندى مثلا ان يقول لا ادافع عن هذا الجزء من الوطن, لانها ليست منطقتى .كما لا يستطيع الموظفين فى الاداره القول لا اخدم هنا لانها ليست منطقتى.
لكن حين تنهار الدولة يحصل هذا الامر .يصبح كل واحد مشغول ليس فقط فى الحرب ضد ابن الوطن فى الطرف الاخر , بل يصبح ولاءه الاول ليس لوطنه بل لقوى تشكل له امتدادا دينيا او اثنيا خارج الوطن .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟