أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيروان شاكر - الخيال والمبادىء والذاتية في اعمال الفنان كوهدار صلاح الدين















المزيد.....


الخيال والمبادىء والذاتية في اعمال الفنان كوهدار صلاح الدين


سيروان شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6357 - 2019 / 9 / 21 - 03:42
المحور: الادب والفن
    



لايعرف حدودا للمعرفة ولا حدودا للتجارب في المشاعر اختلاف في السياق وتغير في صميم الشيء والعمل واعادة لتكوين الوقائع وتحقيق غايات الانسان هكذا عرف المبدع صلاح الدين.
في ضوء فلسفته الوجودية تنطوي على كثير من العوالم جراء الاحتكاك بها يرى هذا الفنان ان العالم باسره سلسلة من المعطيات لايمكن وصفها بالكلمات وانما بالاسود والابيض واخرى بالالوان اعمال تجاوزت الفكر في بعض الاحيان- العواطف واعادة امنية رغب بها هذا المبدع ليفرض وجود معان في ثورة الذات ثورة الفكر والاحاسيس, احاسيس لاتبحث عن ثقافة جديدة بل تبحث عن مشاعر حقيقية مثالية تواجه نمط الحياة الذي يعيش فيه، منهجية اخرى تخترق المذهب الحدسي وله قوانين مفترضة تطرح نفسها عن طريق اشكال متضادة مرة بالوان خفيفة ورقيقة ومرة باشكال حادة قوية من الابيض والاسود لتضفي الموضوعية والعقلانية عبر جدلية توليفة لاتتجزأ عن الوجود الانساني, واعمال اخرى تقوم على التناقض والتضاد والانفصال التدريجي بين الحقيقة والخيال ليعيد صياغتها من جديد فيصنع تاريخا جديدا لعالم الخلق الفني.
تعظيم وتوضيح ونظام منفصل عن عالم الوجود لينقل الصورة المدركة من حالتها السالفة الى صورة منطقية يتمتع بها المتذوق رغم صعوبة استيعابها الا انها تجعل من المشاهد ان يتاملها ساعات وايام لغرض استعمال مواهبه من اجل ان يجعل من ذاته مسيرة تكميلية لعالم التغير والحرية، فهدف الفنان واضح وتتمثل بالمعرفة التلقائية والقدرة على تحقيق الانسجام بين العناصر الجمالية في اقصى درجاته والتي تقرر التحام الشكل بالمضمون وهذا ما اكده كوهدار اعادة تكوين الواقع بنظرة فرضية عاطفية فجسوره لا تستلم حتى في الانهيارات، موهبة خاصة يمتلكها في كونه قادرا على الانتقال المباشر من الادراك الحسي الى التعبير الحدسي وعلاقته بالواقع ليست ادراكية فقط بل تعبيرية ايضا والحقيقة هي تعبيرية في اكثر الاعمال ليرينا الواقع والطبيعة في اشكال حديثة ومعاصرة من خلال افكاره وتجاربه التي لا ترسو في شاطىء واحد بل عدة شواطئ افكاره وخياله الفني كالامواج هائجة لتصل وتهدأ في الاخير وهو حامل لعالمه كل المفاهيم الانسانية التي تكون قادرة على تحقيق اعلى درجات الانسجام بين العناصر الفنية والجمالية والرمزية الذي قررفيها صلاح ان تندمج اشكاله بالواقع مرة ومرة مفسرة ذاته حين يكون هدف الفن اعادة صياغة الجمال في حقيقة مخفية ليؤسس هذا الفنان المبدع عالمه الجمالي في قضية انسانية لايتوقف نزاعه الا وقد حقق مافي دواخله قيمه ومبادئه من اجل تغيير مسار واقع تقليدي الى واقع حقيقي انساني بكل معانيه.
تقنيات عديدة مر بها كوهدار ليفي غرضه في تعابيره وموضوعاته ليحدث في بعض الاحيان ثورة من المفاهيم الجديدة في التعبير كي يختار صدقها بان يقدم المعنى الحقيقي المتضمن في اشكاله بتجربة حسية رغم عدم استخدام عدة الوان في بعض الاعمال ليكتفي باستخدام الوان محددة تصل الى لون واحد بعض الاحيان في ابداعاته (الكرافيكية) سابقة على الواقع والتجارب فيتخذ من افكاره دربا الى الصدق فيعرض اعماله للمشاهد انه سابقة لايجرؤ الا القليل ان يحتك فرشاته وادواته الفنية في سطح يملأه بالتعابير للحظة واحدة يتحقق الفكر ويحتل الصدق عباراته في التحليل لعالمه الذاتي. لقد خاض هذا الفنان المبدع تجاربه بكل ما تستمد وظيفته الروحانية من مظهر اشكاله ومعناها ليواجه زمنا وفكرا يربط بينه وبين العالم الواقعي فيجرد فكره عن تجاربه تجاه العالم الخارجي ويعطي معنى اعمق برموزه الغريبة ووجوهه المعبرة وهذه المرة ليست بلون واحد فقط (الاسود) اصبحت تجاربه الكرافيكية تتعدى كل الالوان ليعطي شكلا اخرا ولغة اخرى في مفاهيم الذات توصيف لما يحول فكره الى معان وتصورات لاتتحدد بحدود عالمه الخاص، فلغة كوهدار هذا الذي يبحث عن اسرار الواقع وعن تعابير البشر منصرفة الى اخراج ما يشعر المتلقي داخل نفسه فيراجع به شعوره الذاتي ليخلصها في عبارات تصورية حيث يريد الفنان القول اصف شيئا خارجا عن كل التجارب وصف بها التحليل المنطقي، فلغته تظهر في وجوهه المرسومة بهذا الكم الهائل من التعابير والالوان- انه منطق معلم يرد على الواقع بنظرية ذاتية لايترجمها ولايحلل اجزائها الا من كان له القدرة على صياغة هذا المظهر المعبر في منظور اخر انساني, وبصدقها, ونظمها الجمالية. هكذا تكون مهمة ومسيرة هذا الفنان تحليل ورموز للمشاهد وللصانع بناء معرفي وموضوعات ترفض ان تنسجم مع واقع اليم , وجوه غيرت رؤية المتذوق والمشاهد بالوانها , تارة بلون واحد واخرى تشكيلات ثنائية وثلاثية بالالوان والاشكال ليضفي غرضه في هذا الشكل وذاك فيكون معنا بما تتجه مقاصده فيستثير العواطف ومايعنيه من عملية ذاتية وبصرية، اعمال لاتقتصر على الحقائق الحسية فقط بل قادرة على التعبير في اسمى مبادىء الانسانية والوجدانية، قد امتازت اعماله في كل فترة مرحلة معينة من مراحل الزمن الذي عاش فيه هذا المبدع ليكون له تاريخا، مرة صرخة نابعة من الاعماق ويليها وجوه تحدق نحو المستقبل بخطوط رفيعة مع الوان في غاية الحساسية ليس من السهل الوصول الى مفاهيمها الا اذا اصبحت جزءا مباشرا في قضية كوهدار صلاح الدين، قضيته المثالية وهو يحمل طابع الذاتية في شكلها ومضمونها ويغدو العالم واقعا جديدا تتفق مع مشاعره الانسانية، وصدق وجوهه في اعماله الاخيرة متميزةا عن اكثر الاعمال الفنية من هذا الاتجاه في عالم الادراك الحسي غير انها تفرض ذاتها تلقائيا امام الواقع، تطابق مختلف وغريب الى درجة يحكم هذا الفنان الواقع بواقعية موضوعية وهادفة ليواجه العالم الخارجي بحقائق بصرية انطلاقا من مواجهته مع الزمن ليلحق بعدة نظريات واساليب واتجاهات والهدف توفير معيار حقيقي للصدق في التعابير وصدقه ينتمي الى هذا الواقع بلون اسود كان او بعدة الوان فجرآته في اللون خارقة على خامة ليغير كل المعايير الواقعية السائدة الى معايير انسانية اكثر بروزا وشفافية للموضوع الذي اصبح امانة في تجاربه الرائعة والراقية، تحول غريب لهذا العالم عالم كوهدار تأمل واستنتاج وممارسة فعلية داخل اعماق الواقع يتحول برؤيته وبوعيه من قضية الى اخرى ومن مكان الى زمان ومن واقع الى وهم ومن تاسيس خيال الى وطن، فاعماله الفنية تدل الى على احساسه القوي ومنهجه الرؤيوي في تقييم مدارك الحياة لتجمع بين الذات والخبرة الجمالية فيحلق في فضاءات الخيال ويرى الحقيقة بشهادة الاحساس كم اشكال تحولت الى رموز في هذا الفضاء الواسع.
خيال هذا المبدع لايتوقف فهو في صراع دائم مع الفكر لغرض تغير الواقع والمفاهيم باساليب انسانية جملة تكون كافية يحقق بها تجربته الواعية بدلالات حسية وافكار منطقية وافتراضات مسبقة فتكتمل حضارته من جميع المعايير الاساسية _اللون، الشكل والقيمة الانسانية، بدون شك عهد جديد يربط بين الحضارة والمجتمع وبين الذات والرؤية وبين الخبرة والتجربة ليتواصل كوهدار في مسيرته بكتاب روايته الاسطورية حول الانسانية ومايعنيه, ليضفي عليها صفة الجمال الروحي ويبحث في دواخله قضاياه الميتافيزيقية بانها حقيقة حضارية وتاريخية في الفهم البشري بكل معانيها الحسية والوجودية.



#سيروان_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيرفان علي عبدي بين التعبير والحقيقة وجوه اصيلة
- سلمان اسماعيل (الشهيد سلمان) ورحلة العمر الصامتة مع الفن
- سمير دوسكي- تصنيع اشكال تجريدية بملصقات من الذاكرة
- البحث عن الجمال في رحلة المجهول
- مريم البحايري في رحلة الى فضاء الكون عبر الالوان)
- الفنان - دادفان محمد شريف وعاصفة الالوان
- كاليري دهوك اسطورة اليوم وحضارة للمستقبل
- تحديات الزمن من وجهة نظر فنان
- تحديات الزمن من وجهة نظر فنان 3-4
- تحديات الزمن من وجهة نظر فنان 2-4
- تحديات الزمن من وجهة نظر فنان 1-4
- (السلام) يخترق عالم الخيال
- انظمة جديدة في فوضى النظام
- تراث واصالة وحقيقة تأريخية في اعمال الفنان خالد النعيمي
- اعمالي هي مرحلة للتطور في الجدل الروحي
- جمال سليم ونظريته في البحث الشكلي
- النحات (فمان اسماعيل) ورحلته الخالدة في ادراك الحقيقة...
- تجارب طبيعية واستقلالية ذاتية في اعمال النحات حميد عجيل
- كل عمل فني هو مرحلة من مراحل عمري وتجربتي مع الحياة
- المصمم وليد محمد شريف فنان الحقيقة الذاتية والانية ...


المزيد.....




- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...
- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيروان شاكر - الخيال والمبادىء والذاتية في اعمال الفنان كوهدار صلاح الدين