|
الإفلاس الفكري عند المبشرين المسيحين في الانترنت
محمد برازي
(Mohamed Brazi)
الحوار المتمدن-العدد: 6356 - 2019 / 9 / 20 - 10:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
علماء اللاهوت في عصر الإنترنت أكثر دراية بالله من الله نفسه. إن العديد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي قد أسسوا أنفسهم كعلماء لا يعرفون ، وهم يجادلون ويجادلون ، وهم لا يعرفون ما يتحدثون ، ولا يعرفون ماذا يدافعون. إنهم يشاركون في مواضيع تافهة ويتأهلون كأولئك الذين لا يشاركونهم الرأي. لا يقبلون أي رأي مختلف حتى لو كان مصدره أعلى سلطة كنسية. هؤلاء هم "اللاهوتيين" في عصر الإنترنت
يوجد طريقان: طريق الحياة وطريق الموت. وشتَّانَ ما بينهما. فطريق الحياة كالآتي: أولا، أحبب الله خالقك؛ ثانيا، أحبب قريبك كنفسك. ولا تعامل غيرك بما لا تحب أن يعاملك به والآن، إليك ما يعنيه هذا التعليم: باركو لاعنيكم، صلوا من اجل أعدائكم. وصوموا من أجل مضطهديكم، لأنه أي فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم؟ أليس الوثنيون أيضا يفعلون كذلك؟ أما أنتم فأحبوا مبغضيكم، فلا يكون لكم أعداء. وابتعدوا عن شهوات الجسد. ومَنْ لطمك على خدك الأيمن فحول له الأخر أيضا، وسوف تكون كاملا. ومَنْ سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. ومَنْ يأخذ ثوبك فأترك له الرداء أيضا. ومَنْ يأخذ ما هو لك فلا تسأله لكي يرده، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده، لأنك لا تقدر على فعل ذلك على أية حال. وكل من سألك فأعطه، ولا تطالبه أبدا بالمقابل، لأن مشيئة الآب أن يتشارك الجميع في الهبات التي أُعطيت لنا. طوبى للذي يعطي حسب الوصية، إذ هو بلا لوم. والويل لمن يأخذ. ولو أخذ أحد عن عَوَز فيحسب بلا لوم، بالتأكيد. أما لو أخذ عن غير عَوَز فسوف يُحاسب عن السبب والهدف اللذين من أجلهما أخذ. وسوف يُلقى في السجن، ويجري التدقيق مليّا في أعماله، ولن يُطلق سراحه حتى يوفي الفلس الأخير. لكن قيل أيضا في هذا الصدد: لِتَعْرَق في يديك الصدقة النابعة من القلب لغاية أن تجد من هو أولى لإعطائها له. والوصية الثانية في التعليم هي كالآتي: لا تقتل. ولا تزنِ. ولا تفسد صبيان. ولا تسرق. ولا تمارس السحر. ولا تخلط سموما. ولا تقتل طفلا بالإجهاض أو طفلا حديث الولادة. ولا تشته مُقْتَنى غيرك. ولا تحلف باسم الله بالباطل. ولا تشهد بالزور. ولا تتفوّه بالشرّ عن الآخرين. ولا تكن ناقما. ولا تكن متقلب الرأي ولا مرائيا. لأن الرياء شرك مميت. ولا يكن كلامك كاذبا أو تافها، بل اِملأه بمغزى نافع، ومُبَيَّن بأفعالك. ولا تكن جشعا، ولا تطمع دائما إلى المزيد، ولا تكن مخادعا. ولا تكن خبيثا، ولا تتصور نفسك بأنك إنسان عظيم. ولا تضمر الشرّ لقريبك. ولا تكره أي إنسان. وقُم بتوبيخ الناس [ليتوبوا عن آثامهم]، وصَلِّ من أجلهم، وأحببهم أكثر من حياتك. يا ابني، اُهرب من كل شرّ، ومن كل ما يشابهه. ولا تغضب، لأن الغضب يفضي إلى القتل. ولا تكن حادّ الطبع أو مشاجرا أو تمتلئ غيظا، لأن كل هذه الأمور تلد القتل. يا ابني لا تكن شهوانيا، لأن الشهوة تؤدي إلى الزِّنى. ولا تكن ناطقا بكلام بذيء، ولا تنظر نظرات شهوانية، لأن جميع هذه الأمور تؤدي إلى الفجور. يا ابني لا تتنبأ عن المستقبل من خلال رموز الطبيعة، لأن ذلك يقود إلى عبادة الأوثان. ولا تستخدم وصفات سحرية أو تنجيمية أو تعاويذ لفك السحر، بل يجب عليك أن لا ترغب حتى في مشاهدة مثل هذه الأمور، لأنها كلها تلد عبادة الأوثان. يا ابني لا تكذب، لأن الكذب يؤدي إلى السرقة. ولا تكن محبا للمال، ولا تقع فريسة المجد الباطل، لأن كل هذه الأمور تؤدي إلى السرقة. يا ابني لا تتذمر، لأن هذا يقود إلى التجديف. ولا تكن عنيدا أو سيء النية، لأن كل هذه الأمور تؤدي إلى التجديف. وكن وديعا، لأن الودعاء يرثون الأرض. وكن صبورا وذا قلب محبّ. وكن إنسانا بسيطا وصادقا وغير مراوغ. وكن هادئا وصالحا، وليرتعش كيانك خشوعا من جميع التعاليم التي سمعتها. ولا تعظّم ذاتك. ولا تجعل قلبك فظّا أو متغطرسا على الآخرين. ولا تدع قلبك يتعلق بالمتعاظمين والمتجبرين، بل التفت إلى الناس الصالحين والمتواضعين. وتقبّل كل ما يحدث لك أو كل ما يصيبك بأنه خير. عالما أن لا شيء يحدث إلا بإذن الله. اُذكر يا ابني ليلا و نهارا من يتكلم معك بكلمة الله. وأكرِمه كما تكرم الرب. لأن الرب ذاته موجود في المكان الذي تُعلن فيه ألوهيته. واطلب يوميا عِشرة أولئك المُكرِّسين حياتهم لله لتنتعش بكلامهم. ولا تزرع الانقسامات والتفرقة، بل صالِح المتخاصمين. وكن عادلا في أحكامك. ولا تنحاز في تأديب المذنبين وانتهار المعاصي. ولا تساورك الشكوك والتردد في وجوب عمل ذلك بدون محاباة. لا تكن مَنْ يفتح يديه عند الأخذ ويطبقها عند العطاء. ولو كسبت شيئا من عمل يديك فتكرّم به بمثابة التكفير عن خطاياك. ولا تتردد في العطاء، ولا تتذمر حينما تعطي، لأنك سوف تعرف المعطي الممجد الذي سيجازيك. ولا تصرف وجهك عن المحتاجين، بل شارك إخوتك في كل شيء. ولا تدّعي أنك تملك شيئا لنفسك، لأنه إن كانت لكم شركة في الأمور الأبدية فكم بالحري في الأمور الفانية! لا تنسحب وتتهاون في تربية ابنك أو بنتك بل علمهما على مخافة الله منذ نعومة أظفارهما. ولا تأمر بغضب أو باستياء عبدك أو عبدتك لأنهما يرجوان الإله نفسه، لئلا يفقدا مخافة الله الذي هو سيدكم جميعا، لأن الله لا يأتي ويدعو الناس بمحاباة؛ وإنما يجيء إلى أولئك الذين هيأهم بروحه القدوس. وأنتم أيها العبيد، أطيعوا أسيادكم كما لصورة الله، بخوف ورهبة. وابغضوا كل ما يجلب العار وكل ما لا يرضي الرب. ولا تنصرفوا عن وصايا الرب. واحرسوا ما تلقيتموه، فلا تزيدوا عليه ولا تحذفوا منه شيئا. اعترفوا بخطاياكم في الكنيسة. ولا تذهبوا إلى الصلاة وضميركم يحسّ بالذنب ومثقّل بالخطايا. فهذا هو طريق الحياة. لا يزال اللاهوتيون الحديثون يجادلون. إنهم لا يقرؤون. لم يحملوا كتابًا لاهوتيًا واحدًا ، وكانوا مقتنعين بأنهم يعرفون. يبدو الأمر كما لو أن اللاهوتيين الذين أتوا أمامنا ، من الآباء والقديسين والمدرسين ، يجهلون ويتعبون من أي فائدة. اللاهوتي الحقيقي ، إذا أراد أن يبني فكره ، فقد بنى ذلك على ضوء ما سبق العمالقة. لقد كنت دائماً أذكّر تلاميذي في المدرسة ، بأن كل من أراد أن يكون لاهوتيًا كان عليه أن يجلس للكتابة والصليب أمامه والمكتبة التي تقف خلفه. فيما يتعلق بالحب: هل يعرفها "اللاهوتيون"؟ إنهم يفهمون غيرة بيت الله كما يحلو لهم. إنهم كفروا ، يهينون ، ويرسلون الجحيم. كما لو أن خطاب الحرف والقانون هو الأول من الإنسان. إنهم لا يعرفون الرسالة على الإطلاق ، لكنهم خطوها كما يحلو لهم. أي شخص يعرف اللاهوت يجرؤ على إعلان نفسه دينًا. فقط الجاهل ، باسم الله ، سيقتل الله ويؤذي نفسه. واليوم هم يفعلون ذلك. بسم الله ، تخاض معاركهم ، من أجل انتصار نصر أرضي وغرور فاسد ، وهم في الأصل من الله الذين لا يهتمون. بالطبع أنا لست الشخص الذي يقمع الفكر. لكن الفكر ، إذا لم يولد من الحب ، تم إحباطه. إذا لم يُظهر التواضع الإذلال له ، وإذا أغلق ، فإنه يختنق. أود أن تكون متصلاً بما كتبته اليوم ... لكنهم في الغالب لا يقرؤون.
#محمد_برازي (هاشتاغ)
Mohamed_Brazi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموقف تجاه الحكومة
-
الحرب باسم الله
-
الفقر والمعاناة في العالم
-
ولادة العنف المسيحي
-
ثورة هذا العالم وثورة الله
-
خيرات الأرض ملك للجميع اقتصاديات روبن هود
-
ما الذي يكمن وراء الرأسمالية؟
-
معركة هوية الرجل: منزل منقسم
-
هذا العالم المنهار وترتيب الله القادم على حافة الكارثة
-
تعرف على إنجيل مريم المجدليَّة
-
الغَدُ آتٍ
-
من هم نيكوليتان؟ لغز فك الشفرة الجزء 1
-
من هم نيكوليتان؟ لغز فك الشفرة الجزء 2
-
من هم نيكوليتان؟ لغز فك الشفرة
-
من هم نيكوليتان؟ لغز فك الشفرة الجزء 3
-
الثنويَّة محمّد الشهرستاني
-
المرقيونيّة في عالم الهرطقة الاسلامي
-
رساله الى مسيحي البالتوك المنافقين: المحبة عمل وخدمة
-
مذاهب المنانيَّة
-
الصراع بين المجدددين والمحافظين صراع السلطه في الكنسيه القبط
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|