وماذا بعد ياسيادة الرئيس؟!!

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 1553 - 2006 / 5 / 17 - 03:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية

ارقام مرعبة ومفزعة لضحايا العنف الطائفي التي اعلن عنها رئيس الجمهورية مام جلال مؤخرا والتي تجاوزت الالف و(91) شهيدا لشهر نيسان الماضي فقط , وان هذه الارقام لاتشمل ضحايا السيارات المفخخة والعبوات والاحزمة الناسفة وقذائف الهاون التي تتساقط على رؤوس عباد الله في العراق المثخن بالجراح , عراق الدمار والموت والرعب الدائم .
ولاندري ان كانت تلك الاحصائيات دقيقة اومثلما يقول المثل الشعبي (مضبوطة ضبط العقال) ام ان هناك (تعتيم) على الارقام الحقيقية التي نراها في اليافطات السود التي تملأجدران المدن والشوارع والازقة وفي كل رقعة (مرقعة )من ارض الوطن .وماتنقله القنوات الفضائية كاف لمعرفة الواقع المؤلم على الارض .
شعب مرعوب , لايعرف ماذا يخبئ له القدر بعد ايام اوبعد ساعات , ومن يحين موته الآن ومن يؤجل الى اليوم التالي لالتقاط بعض الانفاس او ان يهئ نفسه لقراءة الفاتحة او سورة يس على روحه او ارواح الاخرين من الاصدقاء والاقرباء , وتعود العراقيون فيما اذا تأخر احد افراد العائلة الى الاتصال بدائرة الطب العدلي لمعرفة مصير ابنها الغائب – الحاضر في صالات التشريح او على ارضية (الطب العدلي) الذي لم تعد ثلاجاته تستوعب الاعداد المهولة للعراقيين الابرياء الذين اصبحوا هدفا للقتل في مناسبة او من غير مناسبة والفاعل مجهول دائما مع عجز تام للاجهزة الامنية في حماية ابناء الشعب.
قتل وتعذيب وتمثيل وقطع رؤوس وابادة جماعية وتهجير قسري وعنف طائفي , مفردات مرعبة لاي شعب في العالم.
لماذا انحدر العراق الى هذه المرحلة من التردي الامني ومن يقف وراء هذه العمليات التي تستهدف المواطنين الابرياء , وأين هي الاجهزة الامنية من هذه الحوادث المأساوية والارقام المفزعة للضحايا .
ماذا بعد ياسيادة الرئيس, هل ننتظر ارقاما اخرى لمواطنين ابرياء , هل يكفي ان نعزي بعضنا لفقد الاحبة والاصدقاء وهل يستوعب رحم الوطن المزيد من الضحايا .
حياة العراقيين مسؤولية في اعناقكم ياايها السادة , نريد افعالا لحماية العراقيين لاتصريحات اوبيانات ادانةاو استنكار , نريد ان ينام العراقيين مطمئنين في بيوتهم لاان يناموا نوما قلقا وايديهم على قلوبهم خوفا من اي حركة غير اعتيادية , تفزعهم نسمات الهواء التي تحرك وريقات الشجر وحركة القطط والكلاب والنمل والصراصر.
اتركوا كراسيكم ياايها السادة وانزلوا الى الشارع وشاركوا المواطنين همومهم والامهم , يكفي صراع على الكراسي التي ما احتضنت يوما مؤخرات الملوك والا لما وصلت الى غيرهم

#جمال_المظفر (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات