|
(18) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غريب : حوار أجراه من ستوكهولم الأديب والتشكيلي صبري يوسف
أسماء غريب
الحوار المتمدن-العدد: 6355 - 2019 / 9 / 19 - 14:53
المحور:
مقابلات و حوارات
صبري يوسف: هل توافقيني الرّأي، لكي نحقِّق السّلام، نحتاجُ لسنِّ قوانين جديدة تساهم في تحقيق السَّلام في العالم؟ * د. أسماء غريب: * السّلام لا تأتي به القوانين، لأنّ النّاس يخالفون القوانين ويخرقونها، اسأل رجال الأمن ومن يعملُ في المحاكم ويتعامل مع الدَّساتير سيؤكّد لكَ ما صرّحتُ به الآن. وكلّ شيء يتجاوزُ الفردَ لصالح الجماعة ينتهي بالفشل. معظم الجمعيات الّتي تدّعي الاهتمام بترسيخ السّلام في العالم آلت إلى الزّوال، والسَّبب في ذلك بسيط: الكلّ يبدأ بنيّة حسنة، وتكون الأفكار طازجة، والعواطف ملتهبة، والتَّفاؤل مشتعلاً في القلوب، ويكونُ الأمل كبيراً في أنّ شيئاً سيتمّ تغييره في العالم، وأنّه سيعمُّ السّلام أخيراً، لكنْ يحدث دائماً أن تتغيّرَ النّيّات بتغيّر أطماع رؤساء الجمعيّات نفسها ومديريها، تتغيّرُ حينما تبدأ الأموال تدخل إلى الجيوب، أموالُ العطايا والهبات والمساعدات الدّوليّة، وتبدأ سوسة الفساد تنخر المبادئ الرّئيسة الّتي قامت عليها جمعيّة أو منظمة أو مجتمع ما، ويزداد الطّين بلّة حينما تحدثُ الخيانات الدّاخليّة في جسد الجمعيّة وما سنّته من قوانين. //// صبري يوسف: هل قادكِ السَّلام مع ذاتِكِ إلى السَّلام مع الطَّبيعة، مع البشر، مع الكلمة على إيقاعِ هديلِ اليمام؟ * السّلام الذّاتي يقود إلى السّلام مع كلّ شيءٍ، والطّبيعة تكونُ أوّل شاهدٍ على ذلك، لأنّها تُصبحُ المتحدّثَ الرسميّ في القلب بلغة أهل السّلام. فيحدّثُكَ الشّجرُ ويكلّمكَ الطّير، وتُشرق على وجهك الشّمس، ويتخاطبُ معكَ القمر. وسِيَر العديد من القدّيسين والأنبياء فيها الكثير من القصص عن هذه العلاقة الحميميّة الّتي تربطُ بين إنسان السّلام والطّبيعة بكلّ عناصرها، وما على الإنسان سوى أن يكون منتبهاً إلى هذا النّوع من اللّغة ورموزها، ولا شكّ سيرى في كلّ يوم من حياته أن ما من شيء في الوجود إلّا ويتحدّث بلغة السّلام وإن كان معظم النّاس لا يفقهون ذلك. وهي اللُّغة الّتي أراها شخصيَّاً في كلّ مكان، حتّى وإن كان مجرّد مدينة تضجُّ بالبنايات الإسمنتيّة، يكفي أن تكون هناك شجرة صغيرة لأجدها ممتلئة بالحمام واليمام كما حدث لي في هذا اليوم الّذي طالعتني فيه شجرة صبّاريّة وفيها العشرات من الحمائم الجميلة، تقول لي: صباحك سلام يا سيّدة السّلام. فكان أن أجبتُ بسؤال تسبيحيّ أقول فيه: كيف يجتمعان يا إلهي الصّبار واليمام؟ الشّوكُ والسّلام؟! وحدها الطَّبيعة بلغتْ أرقى مدارج السّلام، ووحدها تقول لي إنّه بالقطبيّة تتوازنُ الأشياء، وبالأضداد تُعرف الحياة، ووحدها تحثّني على أن أكون الشّاهدة على ذلك بقلمي وفكري! /// صبري يوسف: لماذا هناك عدّة أديان وليس ديناً واحداً يوحّد البشريّة، ويقضي على الخلافات النّاشبة بين الأديان؟! * هذا سرّ من الأسرار الإلهيّة أفضتُ في الحديث عنه ضمن الجزء الأوّل من (رحلة المئة سؤال وجواب) (وتجده على هذا الرّابط في موقع الحوار المتمدن، http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=626009&r=0) ، ولا ضير من أن أتناوله في هذا الجزء الثّاني أيضاً ولكن من زاوية ثانية لأفتحَ أبواباً جديدة للتأمّل في هذه التَّعدّديّة الَّتي هي مفتاح من مفاتيح ثراء الإنسان وتعدُّد الطُّرق الَّتي تقوده نحو السّلام الدّاخلي. ليس هناك من شكٍّ في أنّ الإنسان عرفَ منذُ الأزل أنّ قلبَه هو معبد المعابد الكبرى، فدخلَ إلى أعماقه باحثاً عن السِّرّ، لكن هذا المعبد لم يكن كافياً بالنّسبة له، فهو ليس كالنّملة يكتفي بالغار، ولا كالطيّر يكتفي بالشّجرة، ولكنّه رأى أنّ السّماء قبّة ترتكزُ على أعمدة الأرض، ورأى أنّه وحيد وضعيف وصوتُه يضيع في الفضاء، وحينما عرف سرَّ الصّوت وطاقته، فطِن إلى أنّه لا بدّ أن يجمع صوتَه وأصواتَ إخوانه في الإنسانيّة تحت قبّة أرضيّة تتمتّع بقدرة فائقة على إيصال الذَّبذبات الإيمانيّة إلى أعلى فأعلى، فبنى المعابدَ والكنائس والمساجد. ولو تتأمّل عزيزي القارئ في القباب الَّتي توجد في المعابد القديمة ستجد الكثير منها تهدف إلى التَّقرّب من صورة القبّة السَّماويّة الأصل، لأنّ الإنسانَ يعرفُ بفطرته أنّه متّصل بالسّماء. هناك آيات كثيرة في الكون، لكن من يلتقطُها، من يلاحظُها، ومن يقرؤُها؟ وكيف يحدثُ ذلك وآدم قد ألهاهُ التَّكاثر ولم ينتبه أبداً إلى أنّ المعابد، كلّ المعابد هي جهازٌ لاستقبال صاحب الدّار الحقيقيّ، كما القلبُ في الجسد الّذي هو بدوره جهاز لاستقبال صاحب الجسَد الحقيقيّ: اللهَ الّذي لا معبود سواه. ما أكتبُه الآن عزيزي القارئ أقرؤُه أنا قبلكَ، ثمَّ تقرؤُه أنتَ بعدي، ولا أدري مَن الكاتب ولا من القارئ، ولا من السّائلُ ولا المسؤول، يكفي أنّ المعاني في القلب تتوحّدُ مهما اختلفتِ الأشكال والقوالب. المعابد وإن تعدّدت بتعدّد الأديان فهي جاءت لتبثَّ مكارم الأخلاق في النّاس على اختلاف ألوانهم ولغاتهم ومشاربهم، لكن والحال اليوم أنّ النّاس أصبحوا لا يجيدون هندسة أيّ شيء، ولا يعرفون سرّ الصّوت ولا بركات الذِّكر فإنّهم أضاعوا البوصلة تماماً، ألمْ تلاحظ أنّني بدأتُ أطلُّ عليك بصوتي في قصائد أسجّلهَا لكَ وهي تلهجُ باِسم الحيّ القيّوم؟! الصَّوتُ هو الكائن الحيّ المُطلقُ الكامل، وهناك أصوات تُحيي، وأخرى تقتل، والأذان مثلاً هو سرّ الصّلاة والقرآن والإنسان، ألمْ تسمعِ الحبيبَ وهو يقول: ((أرحنا بها يا بلال))؟! وهل سمعتَ صوتَ الأجراس في الكنائس؟ إنّه يرنُّ في القلوب، يُعلنُ مع كلّ رنين قدوم المعبود وفرح العابد: ((حينمَا وقفتُ تحتَ الجرسِ خرجَ لي من ديرِ العشقِ والمحبّة قطبُ الرُّهبان الكبِير وقالَ: انتبهِي فالجدرانُ متآكلةٌ وقد يسقطُ عندَ قدميكِ الجرسُ ابتسمتُ بعذُوبة وقلتُ: انتبهْ أنتَ فالجرسُ، هُوَ وهُو، لا يسقطُ أبداً ولم يقفْ قبلَ هذا اليومِ عندهُ أو تحتهُ أو قربَهُ أحدٌ، ولا حتّى أنتَ، أيّها الراهبُ التَّقيّ فافتح الآن بابَ الدّير واقرعْهُ بكلّ ما أوتيتَ منْ قوّةٍ وردّدْ بعلو الصّوت: حيّ على الصَّلاةِ حيّ على الفلاح حيّ على خيرِ العملِ * قرعَ الرَّاهبُ الجرسَ وأتتْ للقائي عندَ بئرِ الوفاءِ شجرةٌ حمراء حطّ فوقَ أغصانِها الخضراءِ سبعونَ ملَكاً، فرحتُ وبكيتُ كثيراً لهذا اللِّقاءِ؛ فرحتُ، لأنّي رأيتُ مريمَ عند الشّجرة وبكيتُ، لأنّي كلّمْتُ تحتها ابنَها الرّضيع
* أيّ جرسٍ هذا، يا إلهي؟ وأيّة شجرةٍ تلكَ، أهيَ شجرةُ الحروفِ أم شجرةُ النّفْخِ أم سِدْرةُ الملائكةِ المُرفرفينَ فوقَ الأغصانِ الأربعةَ عشر أمْ شجرةُ حاجبِ الدّير النَّائم قُربَ البئر؟ * إلهي، أفِقِ الحاجبَ منْ نومِه العميقِ فهُو وحدهُ عندهُ الجواب: هو وحده يعرفُ من تكون الشَّجرةُ ومن يكون الدّير والجرسُ حقاً، * إلهي، الحاجبُ حارسٌ وديع يشبهُ حارسَ أهل الكهفِ أو ربّما هُوَ. إلهي، الحاجبُ يقولُ: إنّ الدِّيرَ أرشيفٌ عظيمٌ يكتبُ فيه الرُّسلُ المقرّبون كلّ شيءٍ، كلّ شيء عن الشُّعوبِ والأوطانِ، وعن القلوبِ وجوارحِ الإنسانِ، أمّا الشَّجرةُ، فحبيبي الواقف والشَّاهدُ على الأعمالِ، والجرسُ أنتَ يا إلهي: جرسُ الحاء والباء وجرسُ الوعدِ والوعيدِ)). المعابدُ اليوم أصبحتْ تُفجَّر وتُفخَّخ، لأنّ جسد الإنسان فَسُد، وأكلَه الدّود والسّرطان وماعادَ قادراً على أن يشحَنَ نفسَه بالطّاقة الإلهيّة، فحمُضَ فيه كلّ شيء: ألا تعرفُ أنّكَ كالهاتفِ المحمول تحتاجُ دائماً إلى شحنِ بطاريتك لتتواصلَ مع الله؟ نعم إنّك هاتفٌ إلى الله محمول، فكيف يمكنكَ أن تقول "ألو" وأنت لا طاقة فيك؟! قُلْ "ألو" وافهم سرّي واعذرني إذ أنا حجبته عن الآخرين، فأنت تعرف أكثر منّي أنَّ الجواهرَ لا تُلقى في المزابل أبداً: ((حينما كنتُ طفلةً كان عندي خِدرٌ هاتفيّ أزرق لا أحد يعرفُ بوجودهِ سواكَ وكنتُ كلما أويتُ إليهِ ساعةَ الفجر وجدتُ عند عتبتهِ ملاكاً أسودَ البشرة يُحدّقُ فيّ بعينينِ كبيرتيْن ويبتسمُ لي بأسنان شديدة البياض وكنتُ كثيراً ما أسالهُ عمّا يريدهُ منّي فكان يردُّ بصوتٍ عذب: مُكالمة هاتفية ليسَ إلّا آسفةٌ يا سيدي الكريم، هاتفِي ليس للمُكالمات العموميّة كنتُ أجيبُهُ بصوتٍ طفولي. لكنّني منَ الخاصّة يا طفلتي الحلوة بلْ من خاصّة الخاصّة كان يُعقّبُ على كلماتي. وكيفَ لي أنْ أعرفَ ذلك؟ كنتُ أسألهُ وفي يدي اليُسْرى دُميتي الورديّة أحَرّكُها ذاتَ اليمين وذات الشِّمالِ ارفعِي سمّاعة الهاتفِ فقط. وبعْدَ ثانية طويلة منَ الانتظار رفعتُ السّمّاعةَ عفواً، أردتُ أن أقولَ وضعتُ يدِي اليُمنى على قلبي كَما أوْصَاني الملاكُ؛ فسمعتُ صوتاً رخيما يقولُ: "ليس حُبّكِ ما أبحثُ عنهُ يا نجمتي كلّ ما أريدهُ منكِ اليومَ أنْ أعرفَ أنّكِ قريبة منّي في صمتكِ الدّفينِ النَّقيّ كدمعةِ عاشقٍ، وأنّكِ غداً حينما ستكبُرين سَتمُدّينَ يدَكِ لي دوناً عن بقيّة الخلائق وإنْ باعدتْ بينكِ وبيني المسافاتُ أنا الدَّرويشَ الّذي تعرّى منْ كلّ شيء لأجلكِ أنتِ وحدكِ علّه يصبحُ ذات يومٍ مثلكِ خالياً منْ كلِّ القيودِ والرُّسوم فوحدهُم العراةُ يا طفلتي يعيشونَ تحت الشَّمس ويركبونَ فرسَ الرّيح ووحدهُم العراة يستطيعونَ مثلكِ ومثلي الرُّجوعَ إلى بيت الخلوة الأبديّة، بيتَ المقام المحمود والغُرفة الفضِّيّة" هكذا انتهت المكالمة ونسيتُ أو تناسيتُ أن أغلقَ الخطّ أعني خطّ مكالمات الخاصّة من أهل التَّقوى لأنّني كنْتُ أعرف جيداً أنَّكَ ستعودُ لمكالمتي أيّها الدّرويش حينما سأكبرُ كما قلتَ لي أو كما وعدتنِي، وهأنذا اليوم لا أتلقّى في خدري الأزرق سوى مكالماتكَ المتواصلة مُذ كتبتُ أوّل قصيدة إلى اليوم الّذي سافرتُ فيه إليكَ وأعطيتني لوحة الملاك الإفريقيّ الأسود الّذي لمْ يكُ سوى جدّي الأكبر صاحبَ الجلباب الصُّوفي الأحمر والعمامة الخضراء والنَّظرةِ العذبة والقلبِ الأبيض)). ///
صبري يوسف: ما الّذي دفعكِ عندما ترجمْتِ ديوان: السَّلام أعمق من البحار، أن تعتكفي في دير كي تعيشي حالة تأمُّل وخشوع، وتترجمي هذا الدّيوان، وكيف بدأتِ بترجمة الدِّيوان من العربيّة إلى الإيطاليّة؟! *
الدّير هو من ناداني، إذ كان لا بدّ لي أن أختار بين نعم أو لا حينما اتَّفقتُ مع ناشرتي الإيطاليّة على إصدار التَّرجمة الإيطاليّة لديوان (السّلام أعمق من البحار) الذي تجده على هذا الرّابط https://asmagheribblog.files.wordpress.com/2019/08/21-02-2017-d8afd98ad988d8a7d986-d8a7d984d8b3d984d8a7d985-d8a3d8b9d985d982-d985d986-d8a7d984d8a8d8add8a7d8b1-d986d987d8a7d8a6d98a-d985d8b9-d8a7d8b3d985-d8a7d984d985d8b5d985d985-d985d8b5d8.pdf وحينما دعتني بعد ذلك إلى حضور حفل زفافها في مدينتها الجبليّة، حيّرني الأمرُ كثيراً، فأنا لم يسبق لي أبداً أن حضرتُ زفاف أحد، لا تعجبني الاحتفالات الصّاخبة بأيّ شكل من الأشكال، وقد تحدّثتُ عن هذا الجانب من شخصيّتي في أكثر من نصّ ضمن إصداري القصصيّ (أنا رع) وهذا رابطها: https://asmagheribblog.files.wordpress.com/2019/08/ana-raa.pdf. لكنّها حينما قالت لي إنّها ستوفّر لي كلّ الظّروف الملائمة لإقامة تضمنُ لي بها العزلة والهدوء المنشوديْن بدير جميل في الجبل، وافقتُ على الفور. وحينما وصلتُ وجدتُ بانتظاري راهبتيْن رائعتين حينما رأيتُ لباسهُما عرفتُ أنّهما من حمائم السّلام الّتي تهدل باستمرار في قلبي، ما أخبرتُهما من أكون فأنا لا أحبّ أن أقدّم نفسي بين النّاس على أنّي "كاتبة" أو "أديبة" بشكل عامّ: أحبّ جدّاً أن أكون "لا أحد" بين النّاس. شكرتُهما على معاملتهما الأموميّة الحنونة، ودلفتُ إلى غرفتي الصّامتة، أدرسُ لوحاتكَ عن السّلام وأكتبُ دراستي عن تجربتك الإبداعيّة، لكن المدينة الّتي احتضنتني طيلة فترة زفاف ناشرتي لم تكتفِ فقط بتوفيرها لي الدّيرَ المناسب للتأمّل وإنّما أهدتني هدية عظيمة ما كانت في الحسبان، فحينما قرَّرتُ أن أخرج بعدَ العصْرِ في نزهة بين أشجار المدينة وطبيعتها الخلّابة، لفتتْ نظري حديقة شاسعة وغنّاءة، أو بالأحرى أرجوحةٌ كانت بداخل هذه الحديقة، فتذكَّرتُ طفولتي البعيدة، واقتربتُ من المكان ثمَّ فتحتُ بابَهُ الحديديّ الصَّغير ودخلْتُ، وبينما أنا أتجوَّلُ بين زهوره وأعشابه المختلفة إذا به تستوقفُني من بعيد معلمة تاريخيّة، وحينما تقدّمتُ نحوها بخطوات أسرع، وجدتُ أنّ اسمها هكذا بالحرف الكاملِ؛ (معلمة تاريخيّة مهداة إلى السَّلام الكونيّ). خفق قلبي بشدّة، وسألتُ نفسي: ما معنى هذا؟ هلْ حقّاً للمكانِ قداسة دون قداسةِ القداسات كما يقول صبري؟ هل كانت جبال هذه المنطقة تعرفُ بقدومي، وبمَا يشغلُ فكري في هذه الفترة، ولأجل هذا قدّمَتْ لي هذه الهديّة الثَّمينة؟! هذه المعلمة التّاريخيّة أنشأها نحّات إيطالي اسمه (تومّاسو جيراشي/Tommaso Geraci) من مواليد سنة 1931، وقد أهداها لضحايا الحربَين العالميَّتَين الأولى والثَّانية، وكتب فوق لوحة من الأسمنت الكلمات التَّالية: ((زمنُ الزَّيتون يتبعُ زمنَ القمح/ وزمنُ القمحِ يتبعُ زمنَ الوردة))، ورصّها إلى جانب أكبر الشَّخصيَّات التَّاريخيّة الّتي جسّدتِ السّلم والسَّلام في العالم، وهي المهاتما غاندي، وقدّيس الحبّ ماسيمليانو ماريا كولبي (Massimiliano Maria Kolbe)، وشهيد الوطن (سالفو داكويستو/Salvo d’acquisto). وبعد أن وثّقتُ بالصُّور هذه اللَّحظة التَّاريخية النَّابعة من عمق أعماق حرف السَّلام وأهله وحَفَظَتِهِ في كلِّ مكان، عدتُ إلى الدّير بسرعة ثمَّ واصلتُ كتابة دراستي النّقديّة وفي القلب فرح كبير تحوّل إلى ديوان ترجمتُه إلى اللُّغة الإيطاليّة هو (السَّلام أعمق من البحار).
#أسماء_غريب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(17) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء
...
-
(16) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء
...
-
(15) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء
...
-
(14) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء
...
-
(13) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء
...
-
(12) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء
...
-
(11) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء
...
-
(10) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء
...
-
(9) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ
...
-
(8) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ
...
-
(7) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ
...
-
(6) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ
...
-
(5) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ
...
-
(4) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ
...
-
(3) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ
...
-
(2) رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غ
...
-
رحلةُ السّلامِ الرّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس: أسماء غريب
...
-
حَجَرُ باخ
-
هيكل سليمان
-
ما تصنعُهُ العتمة: زوي فالديس (كوبا): ترجمة أسماء غريب
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|