أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ازهر عابدين - مقر مراني وحصار الأنفال















المزيد.....

مقر مراني وحصار الأنفال


ازهر عابدين

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 17 - 23:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



تاريخ الأحداث يعود إلى أيلول 1988
بالرغم من كثرة التموين المخزون في مقر مراني واطرافه إلا أن انسحابنا السريع والمفاجئ من المقر باتجاه الشرق وعدم وضع احتمال الحصار في حسابات القيادة، اوقعتنا بمشكلة التموين بعدما أدركنا اننا محاصرين تماما وأن الجيش وصل او سيصل باى لحظه إلى جميع الأماكن المهمه.
بعد يومين من الحصار والاعتماد بالغذاء فقط على لحوم المواشي السائبة أصبح الحصول على الأرزاق هي أولى الأولويات.
المهمة التي أوكلت إلينا هي أن نتسلل إلى المنطقة بين مقر مراني ومقر سيدرا لاستطلاع الأرزاق المتروكة من قبل عوائل رفاقنا على سفح جبل صوصيه المطل على الوادي الممتد مابين مقر مراني ومقر سيدرا، على أمل ان نرجع سالمين, مكتشفين ان الأرزاق لاتزال موجودة بمكانها، في حينها سيتم إرسال مجموعة أخرى مع البغال لنقل الأرزاق.
بالإضافة إلي أنا(كريم) كانت المجموعة تضم عابد، هيثم ونصير آخر.
بعد أن قطعنا حوالي 3 ساعات مشيا بدأنا نقترب من المناطق الخطره عند حلول المساء ونسمع أصوات العيارات الناريه من جهة سيدرا مما يؤكد أن الجحوش موجودين هناك، لكن نتسائل لماذا لا نسمع أي شئ من جهة مراني. هذا يعني بالتأكيد أن قوة من الاستخبارات هي من تتواجد بالمقر، حيث أن الاستخبارات عادة لايطلقون عيارات ناريه
وهم أخطر بكثير من الجحوش حسب ما تعودنا عليهم.
على كل حال نحن لاننوي وليست من مهمتنا التقرب إلى المقر، لكن مع ذلك لا احد يعرف شئ عن الطريق/الوادي الرئيسي الرابط بين مقر مراني ومقر سيدرا، الذي يجب ان نمر من خلاله، هل هناك كمائن؟ هل أن الجنود يتنقلون بين المقرين؟
وقفنا على تله مطله على وادي فرعي يؤدي إلى الوادي الرئيسي لمراقبة المنطقة بالناظور الذي كان لدى عابد، اتفقنا على أنه إذا وجدنا أنفسنا وسط الجنود سنتضاهر بأننا جحوش تابعين إلى (لا اتذكر إسم رئيس الجحوش) وواصلنا المسير على قمة التله وإذا بي فجأة ارى بالوادي تحتنا شخصين مسلحين يرتديان ملابس كرديه ذاهبين باتجاه الناس المحاصرين في عمق الجبال فمسكت عابد الذي كان يمشي أمامي من كتفه واشرت باتجاه الشخصين فتوقفنا جميعا لمحاولة فهم من هم هؤلاء الشخصين.
هناك احتمالين حسب عابد، اما أن يكونوا من الفلاحين الجواسيس وكان لهم لقاء مع الاستخبارات الموجودين في المقر او جحوش ذاهبين
لنصب كمين.
على كل حال واصلنا المسير قليلا إلى أن نزلنا وبدأنا نسير بالوادي الذي يؤدي إلى الوادي الرئيسي، لكن بحذر شديد، لأننا لا نعلم بأي لحظه سيمكن ان نسمع كلمة قف! او من انتم؟ في حينها سنقول: نحن فرسان من جماعة(فلان الفلاني)، مما سيعطينا وقتا لصالحنا.
اخيرا وصلنا إلى الوادي الرئيسي وصعدنا مباشرة على سفح الجبل المقابل (جبل صوصيه)، واصلنا المسير على قمة الجبل الذي يعطينا شئ من الطمأنينة لأنه يقوي من موقفنا العسكري.
مشينا مسافه بحيث أصبحنا نطل على المكان الذي كانت تسكن به العوائل، توقفنا قليلا لمراقبة المنطقة.
بالرغم من ان الوقت كان ليلا إلا أن ضوء القمر كان جميلا وينير امامنا الطريق.
نزلنا ووصلنا المكان الذي كانت تسكن به العوائل، بدأنا نتفحص الأشياء لمعرفة فيما إذا كان الجيش قد وصل إلى هذا المكان أم لا.
كل شئ يبدو طبيعي، لم نجد مايشير إلى دخول أي قوة إلى المكان. عندما وجدنا مخبأ الأرزاق فرحنا كثيرا كما لو اننا قد وجدنا كنزا ثمينا.
عدم دخول الجيش هذا المكان أعطانا صورة مفادها أن الجيش لم يعطي أهمية للبحث خارج المقر مما شجعنا على الاقتراب أكثر من المقر لنستطلع كهف سري قريب جدا من المقر، يحتوي على الكثير من الأرزاق .
بالفعل وصلنا إلى الكهف الذي لا يبعد سوى بضعة مئات من الامتار عن المقر، بحيث إذا ينادي أحدهم بصوت عالي فالمفروض أن نسمعه، ودخلنا ألكهف ويبدو كل شيء على حاله.
بالرغم من ان كل شيء طبيعي ولا نرى او نسمع أي شئ من جهة المقر لحد الان إلا أننا لم نتخيل ان يكون المقر خالي من أي قوه، فهل يعقل بكل هذه الحملة العسكرية ألتي اشتركت بها كل صنوف القوات المسلحة التي اجتاحت كل أماكن المعارضة في مناطق اربيل والسليمانية وكركوك ووصلت إلى الحدود التركية شمالا و دخلت مقر سيدرا القريب منا باليوم الأول من الهجوم وارعبت الناس وهم متخفين بعمق جبال كارا، بالإضافة إلى أن القصف متوقف منذ فترة، ولم يدخل الجيش هذا المقر؟
على كل حال ابتعدنا عن الكهف والمقر باتجاه عمق جبال كارا ونحن منهكين ولا نستطيع أن نواصل السير، فكل واحد منا وجد له "صخره لينه" ليخلد إلى نوم عميق كما لو أنه نائم بفندق خمس نجوم. في اليوم التالي واصلنا المسير، وصلنا إلى الناس المحاصرين، لكن قبل أن نصل إلى رفاقنا نرى عدد من الأهالي يركضون نحونا ويسألون بتلهف: هل صحيح ان مقر مراني شاغر كما قال شخصين قدما اليوم من خلال مراني ولم يصادفوا أي قوه؟
هذا غير صحيح، بل أن المقر تحت سيطرة الاستخبارات، اجابهم عابد بحيث أصيبوا بخيبة أمل وتراجعوا، عندها تاكدنا من أن المقر خالي وعرفنا قصة الشخصين، ثم التفت عابد الينا وقال:
لو تعرف الناس أن المقر خالي ستنهب جميع الأرزاق في المقر، الأفضل أن ننقسم إلى قسمين، كريم وهيثم اذهبا الى المقر لحراسة الأرزاق إلى أن يأتوا إليكم الرفاق مع البغال قبل أن تتفرهد الأرزاق، ونحن نذهب إلى الرفاق لابلاغهم بأن المقر خالي لكي يتوجهوا إليكم.
مهمتنا أنا وهيثم إلا وهي حراسة الأرزاق الموجودة بداخل المقر ووصولنا إلى المقر بوضح النهار كانت مغامرة بحد ذاتها لأن عدم تواجد الجيش بالمقر أمس لا يعني أنه غير موجود اليوم بالإضافة إلى أن الجيش قريب جدا من المقر وبامكانه الدخول بأي لحظه.
بالرغم من اننا وصلنا إلى المقر بدون مشاكل، لكن هذه المهمة كانت بدون داعي لأننا انتظرنا وانتظرنا بالمقر ولم يأتينا احد وفي صباح اليوم التالي بدأت الناس تأتي مع بغالهم وتأخذ الأرزاق بالقوة بحيث كل الأرزاق الموجودة بداخل المقر تم نشره في مختلف الأماكن في جبال كارا.
لكن نقل الأرزاق من المقر ونشره بعيدا عن المقر وبعدها تسليم الناس أنفسهم بقرار العفوا أصبح لصالحنا بالنهاية نحن الذين بقينا محاصرين في كارا، لأننا نحن أيضأ علينا الانتشار والحصول على الأرزاق بدون ان نخاطر بالذهاب إلى المقر.
أما الأرزاق التي كانت خارج المقر فكانت غير معروفه للناس.



#ازهر_عابدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبيد عباوي وخاتمة الأنفال


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ازهر عابدين - مقر مراني وحصار الأنفال