ندى أسامة ملكاني
الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 17 - 06:59
المحور:
الادب والفن
"إن الإنسان مسؤول أو يتحمل عبء حريته التي هي أساس وجوده" ...هذه المقولة للأديب المصري نجيب محفوظ، والذي يبدو أنه في مؤلفاته متأثرا بالمذهب العبثي الذي جاء ردة فعل على أحداث عالمية وأزمات اقتصادية تركت أثرها في كيفية استجابة الفرد لكل ما يعيق حرية حركته وانعدام فاعليته أحيانا في التأثير.
وإذا كان الإنسان المقهور لدى الباحث اللبناني مصطفى حجازي يسعى دوما للبحث عن أبطال من الماضي بغية إلقاء عبء وقبل وضرورة التغيير على شخصيات مأثورة، بتجيب محفوظ في رواياته لا يخرج كثيرا عن هذا النمط ، فنجد الشخصيات البائسة أبطالا وجوديين، بمعنى أنهم متمردون على القيم الدينية والمنظومة الأخلاقية والسياسية أو يبحثون عن بطل متمرد، ما يعكس حالة التأزم النفسي الذي تعيشه شخصيات الك الروايات.
تترجم هذه الفكرة مقولة محفوظ " هذا الوجود ضرب من العبث لذلك لابد من البعث"، نجد ابطال نجيب محفوظ يتكلمون عبارات غير واضحة المضمون ولكنها مرآة تعكس إحساس الفرد بعبء وجوده وانعدام المقدرة على فهم المقصد من الوجود.
الحروب والفقر والإخفاقات جعلت شخصية بطل اللص والكلاب تذكر القارىء بالمقولة الوجودية المأثورة "القى الله بالإنسان في هذا الكون ثم أهمله ولم يعد بحاجة له وعليه أن يحقق وجوده بمجهوده الخاص أي أن هناك حاجة للبعث ولكنه البعث الذاتي اولا...فالوجود في رواية اللص والكلاب ضرب من العبث كما في رواية الغريب لألبير كامو، فالشخوص في وحدة وغربة وظلام
وفي عبث الأقدار تلعب الأقدار في حياة شخصيات الرواية ..الاقدار المتعالية الساحرة الناظرة للبشر كدمى في مسرح تتحرك وتتحدث وتتصرف تبعا لموقف ما وخيوط خفية اي ليس بإرادتها ...فهناك نص ....
بمعنى آخر، يصبح الفعل الإنساني كفعل الدمى الخشبية القابلة للكسر والعطب بمجرد اختار القدر حركة عشوائية ...
وعلى العموم، الأزمات الاقتصادية وعنف الاقتتال دوما يترك بصمته على الإنجاز البشري ورؤيته للعالم من حوله ولذاته
فالسؤال الوجودي أمام الإخفاقات يكون لماذا خلق الله الإنسان وأهمله ....
وهنا يأتي السؤال عن العدالة والحق في الأدب والدين والفلسفة
ويبقى الأدب مرآة تعكس ذوق المجتمع وتاريخه وحاضره تترجمه او تتمرد عليه.
رواية المعذبون في الأرض لطه حسين والتي تحتوي على 11 قصة تتكلم عن معاناة الناس من الفقر والمرض والظلم ...
وتصف الأوضاع الاجتماعية في مصر خلال الفترة التي سبقت صورة 1952 وعكست هموم وأوجاع الناس ...
وهنا نجد طه حسين يستند إلى النص الديني في سؤاله عن العدالة والحق ...ويتجلى ذلك بمفهوم التكافل الاجتماعي ومع ذلك لم يكن تقليديا بمعنى اقتبس من النص الديني ولكنه حث هل حرية تفكير الفرد
#ندى_أسامة_ملكاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟