أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - توقيع إعلان جوبا














المزيد.....


توقيع إعلان جوبا


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 16 - 04:43
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


توقيع إعلان جوبا:

وقعت الجبهة الثورية مساء الأربعاء إعلان جوبا لبناء وشائج الثقة وفقا لمبادئ محددة تمثل خارطة طريق واضحة المعالم لمفاوضات السلام مع المجلس السيادي الإنتقالي، وقد وقع طرفا التفاوض إعلان جوبا وسط تفاؤل الجانبين ما يترجم رغبتهم المؤكدة في إجراء حوار صريح وجاد وشفاف يؤدي لمناقشة جزور الحرب ومعالجة كافة مسببات النزاع إستعدادا للدخول في عهد السلام والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز، فما تم في جنوب السودان عمل سياسي ووطني يعبر تطلعات وأشواق السودانيين ويؤكد قوة إرادة قادة الجبهة الثورية السودانية والمجلس السيادي معا في إستكمال الثورة وإحداث تحول نوعي في مسار التغيير والتحرر الوطني وإعادة بناء السودان، وكنا منذ اليوم الأول نتابع ونستشعر جدية الجانبين وحرصهم علي بلوغ سلام شامل وعادل وذلك من خلال مواقف وتصرحات إيجابية جدا سبقت الذهاب إلي جوبا، وخط الديمقراطية لا يستقيم إلا بسلام شامل يقويه ويبسط الأمن والإستقرار لتمكين معالجة الإنهيار الإقتصادي والتدهور الإنساني المريع وإضمحلال الإبداع السياسي والفكري والفني والصناعي، فبلاد السودان رغم نكباتها السابقة موعودة بمستقبل مشرق بان نوره علي الأفق، وبات وهج السلام مرئي لكل ذي بصيرة، لذلك وجب تثبيت أعمدة الحوار علي أرضية الثقة بتنفيذ الإتفاق بين الجبهة الثورية والمجلس السيادي ومد خيوط النور إلى المنتهى.

عملية السلام أهم مهمة بعد إسقاط نظام الحرب والإبادة والفساد وتحتاج لرفع سقوف ومستويات المسؤلية لإتمامها كما يجب، ويجب ضمان أن تكون عملية شاملة لا تتخطى القضايا دون حلول جزرية وأن تجمع منضدة التفاوض كافة السودانيين وتحل كل قضاياهم كحزمة واحدة لا تجزء فيها القضايا ولا تقصى المجموعات كما كان يحدث سابقا في العهد الإنقاذي الظلامي، وقد شاهدنا الجبهة الثورية متحدة ومتماسكة تفاوض بجدية من أجل السلام، ومن الجيد مشاركة الحركات خارج تحالف الجبهة الثورية طبقا لترتيبات نسقت كيفية تعاطي المتفاوضين مع بعضهم البعض رغم التناقضات ويحسب هذا العمل الرائع لفخامة الرفيق سلفاكير ميار ديت رئيس جمهورية جنوب السودان الذي بزل جهودا مقدرة لدفع حركة الحوار بين السودانيين لتحقيق سلام دائم إضافة للشركاء الأخرين الذين ساهموا في حل قضايا السودان بدعهم للسلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية، فاتفاقية إعلان المبادئ كانت نتاج لجهود داخلية وخارجية كبيرة ويجب أن تتبعها خطوات عملية لتمتين الثقة مثل تمديد وقف إطلاق النار من قبل الجانبين والإسراع في فتح مسارات الغوث الإنساني وإطلاق سراح جميع الأسرى والمحكومين وغير ذلك من متطلبات الإنتقال إلي مربع جديد من الحوار البناء والمثمر بين السودانيين ومواصلة العمل لبناء دولة حقوق وحريات ومؤسسات ومسؤليات أساسها السلام الشامل والديمقراطية الكاملة والعدالة الناجزة والتنمية المستدامة وهدفها السامي رفاهية الإنسان أينما وجد في السودان.

أخيرا، نهنئ شعبنا الأبي العظيم علي إنتصاره الباهر في ثورته المجيدة، وشعبنا هو الذي وفر فرصة الحوار وجعل السلام حقيقة أقرب للتحقق، وشعبنا الجسور هو الضامن الأساسي لبقاء السودان الديمقراطي وإستمرار نهضته في جو مفعم بالسلام والحرية والعدالة، ويجب أن يكون نبض الشعب صاحي لحراسة النظام المدني وما تم إنجازه في مدينة جوبا الحبيبة حتى لا يتم التلاعب به بتدويله وتحويله عن المسار الصحيح كما حدث عقب توقيع إتفاقية أديس أبابا والتجارب الماضية، فذات الجهات التي وقفت سابقا سدا أمام تضمين بنود إتفاق أديس أبابا بالشكل الصحيح المتفق عليه بين المتفاوضين في الإعلان الدستوري الذي أبرم في الخرطوم قد تعيد تلك الجهات كرتها مرة آخرى، لذلك يجب أن ينتبه الشعب ويضغط من أجل تحقيق سلام حقيقي يؤدي لتشكيل السودان الجديد وينهي تسلط المركز العنصري وحكم العنصر الواحد لصالح دولة التحرر الكلي والإعتراف بالتعدد والتنوع التاريخي والمعاصر، نحتاج لدولة جديدة تنقل المدينة إلي الريف وتلغي سياسات تريف المدن وتهميش الريف وتعطي الجميع حقوق سياسية ومدنية عادلة وحريات عامة وخاصة متساوية وتضمن شفافية توزيع السلطة والثروة بين أهل المدن والأرياف، فالسودان بعد الثورة لم يعد ملكية خاصة لفئة معينة تتربع علي كراسي الحكم وتقصي الآخرين بل هو وطن حر وديمقراطي يسع السودانيين بكل أجناسهم وأفكارهم ومعتقداهم دون فرز او تمييز، والسودانوية هي الهوية الأساسية التي بموجبها يكون الإنتماء للدولة والمجتمع وهي أهم شروط إستحقاق الوثائق والتمتع بالخدمات وتحمل المسؤليات الوطنية، وهكذا سنبني مجتمع سوداني إنساني وتعاوني ودولة متطورة ذات وزن سياسي وإقتصادي ثقيل في العالم.

سعد محمد ابدالله



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة فصل الجبهة الثورية عن مسارات التغيير وضرورة السلام الش ...
- وحدة الجبهة الثورية ومفاوضات السلام
- الذكرى الثالثة لرحيل الرفيق القائد وليام قوبيك رئيس الحركة ا ...
- العالم يحتاج لغابات الأمازون
- قراءة الواقع السياسي السوداني
- دموع المابان ودماء شنقلي طوباي وأهمية السلام
- إلغاء أحكام الإعدام والمؤبد بحق قيادات الحركة الشعبية
- تعليق علي موقف قوى الإجماع الوطني تجاه إجتماعات القاهرة
- افريقيا وأسئلة المستقبل - تعليق علي مقال للرفيق شوقي حسن
- مجزرة السوكي
- قارئ في حضرة الأستاذ أحمد خالص الشعلان
- مليونية أربعينية شهداء القيادة العامة والأحداث السياسية
- المملكة السعودية - إعتقال الناشط السياسي التشادي محمد أرديمي
- رحيل الجمهوري الجسور مجذوب
- قضايا السلام الشامل
- أم الشهيد هزاع حارسة لوحة كفاح جيل ثورة الحرية والتغيير
- ملحمة الأحد والرد علي المبادرة الآفروأثيوبية
- إستعراض موجز لخطاب الرفيق القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعب ...
- مبادرات - الرئيس سلفاكير ميار ديت ورئيس الوزراء أبي أحمد لحل ...
- رأي شخصي - حول إستقالة صلاح جلال عضوا المكتب التنفيذي وأمين ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد محمد عبدالله - توقيع إعلان جوبا